ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض الكلى المزمنة

ارتفاع ضغط الدم لا يرفع خطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات ‫دماغية فحسب، بل يهدد الكلى أيضا.
الأربعاء 2024/04/03
ينبغي العمل على عدم وصول الأضرار إلى الكلى

مينيسوتا (الولايات المتحدة) - قد يكون ارتفاع ضغط الدم عامل خطر أساسيا لأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى المزمنة، وفق ما أوضحه الطبيب إيفان بورتر.

وأشار طبيب أمراض الكلى في مستشفى مايو كلينيك الأميركي إلى أن ارتفاع ضغط الدم يعمل على إضعاف وإتلاف الأوعية الدموية في الكلى، وهو ما يؤثر على وظائفها وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي.

وأكد إيفان بورتر أن ثمة علاقة وثيقة بين الكلى ومرض ضغط الدم، فعادة ما تتسبب أمراض الكلى المزمنة في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما يمكن لضغط الدم المرتفع أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.

ونصح الطبيب الأميركي بعلاج ارتفاع ضغط الدم والعمل على عدم وصول أضراره إلى القلب والكلى عن طريق تغيير نمط الحياة، ودمج الكثير من الحركة خلال اليوم والحفاظ على الوزن الصحي والإقلاع عن التدخين وخفض الإجهاد والتوتر واتباع نظام غذائي صحي مع التقليل من الصوديوم.

وقالت الجمعية الألمانية لعلاج ارتفاع ‫ضغط الدم “إن ارتفاع ضغط الدم لا يرفع خطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات ‫دماغية فحسب، بل يهدد الكلى أيضا”.

‫وأوضحت أن ارتفاع ضغط الدم يتسبب في تدمير “الوحدات الأنبوبية ‫الكلوية” المعروفة باسم “الكليونات”، وهي الوحدة الفاعلة الأساسية في ‫الكلية، والتي تعمل على ترشيح الدم من فضلات الأيض، وهو ما يؤدي إلى الإصابة ‫بالفشل الكلوي.

أمراض الكلى المزمنة تتسبب في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما يمكن لضغط الدم المرتفع أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض الكلى

‫وتتمثل أعراض الفشل الكلوي في احتباس الماء بالجسم وتراجع كمية البول ‫وآلام التبول والتشنجات وعدم انتظام ضربات القلب وضيق التنفس والغثيان ‫والقيء والخدر والنعاس والغيبوبة، بالإضافة إلى فقدان الشهية والشعور ‫بالإنهاك والحكة.

لذلك يتعين على مرضى ارتفاع ضغط الدم إجراء فحوصات للكلى بانتظام، مع ‫العمل على ضبط قيم ضغط الدم من خلال المواظبة على تعاطي الأدوية ‫والمواظبة على ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والإقلال من الملح.

وبالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم تشمل أسباب الإصابة بالفشل الكلوي أيضا داء ‫السكري والتهابات الكلى.

وتلعب الكلية دوراً مهماً في تنظيف الدم من المخلفات والسموم وإخراجها عبر البول. وتتمتع الكلى بنظام تنقية فريد ودقيق يصفي نحو 180 لتراً يومياً من البول الابتدائي، الذي يصبح أكثر تركيزاً لاحقاً، إذ يفرز الجسم لتراً ونصف اللتر يومياً من البول.

وتحدث عمليات “الفلترة” هذه في الملايين من وحدات التصفية الصغيرة في الكليتين، والتي غالباً ما تصاب بالخلل وتسبب أمراض الكلى المزمنة، بحسب ما ذكره البروفيسور توماس بينتسينغ، أخصائي أمراض الكلى في المستشفى الجامعي بكولونيا.

ويشكل مرض السكري أحد أكبر المسببات لأمراض الكلى، خاصة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. وقال أخصائي أمراض الكلى الألماني الدكتور أندرياس كال من مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين “إن أمراض القلب والسكري تسبب نحو 50 إلى 60 في المئة من أمراض الكلى، وأكثرها شيوعاً الفشل الكلوي، ويكون غالباً نتيجة الإصابة بمرض السكري”.

وارتفاع ضغط الدم هو أول مؤشر على وجود خلل ما في وظيفة الكلى، ذلك أن الضغط المرتفع والمستمر يلحق الضرر بالأوعية الدموية ويسبب ضرراً في وظيفة الكلية المتمثلة في تصفية الدم من السموم، وهو ما يسبب الفشل الكلوي. كما أن تجمع الماء في الساقين يعتبر أيضاً دليلاً على مرض ما، وغالباً ما يكون إشارة إلى أن الكلى قد تضررت بشكل كبير.

ويوضح البروفيسور توماس بينتسينغ أن المشكلة في أمراض الكلى هي “أن المريض لا يشعر بآلام وهذا ما يؤدي إلى أن أمراض الكلى غالباً لا تشخص كما يجب ويتم اكتشافها في مرحلة متأخرة جداً، بعد أن تكون وظيفة الكلى قد توقفت ولا تمكن إعادتها إلى العمل مجدداً”.

16