ارتفاع درجات الحرارة يزيد احتمال الإصابة بنوبات قلبية

يؤدي توسع الأوعية الدموية بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى انخفاض في مستوى ضغط الدم، ما يزيد من احتمال الإصابة بنوبة قلبية. كما أن التقدم في السن أو المعاناة من بعض الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، يجعل الأشخاص أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد الذي يلحق بالجسم نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. وينصح الأطباء بشرب القهوة والشاي ما من شأنه أن يساعد على استعادة الحالة الطبيعية للأوعية الدموية.
موسكو - يسبب الطقس الحار الصداع للأشخاص الحساسين للتغيرات المناخية، وفق ما أعلن الدكتور فاسيلي جينيرالوف أخصائي طب الأعصاب.
وأشار الطبيب في حديث لراديو “سبوتنيك” إلى أن ارتفاع درجة حرارة الهواء يتطلب ردود فعل معينة من القلب والأوعية الدموية. لذلك فإن بعض الأشخاص يشكون من الصداع في الطقس الحار.
وقال جينيرالوف “يتحسس الكثيرون من تقلبات الطقس، ويمكن للحرارة أن تسبب لهم صداعا، لأنها تتطلب ردود فعل سريعة من الأوعية الدموية: انقباضا، واسترخاء”. وأضاف أن الأشخاص الأكثر حساسية للطقس مصابون بخلل في التوتر العضلي الوعائي واختلال في وظائف الغدة الكظرية. وقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من ضعف التدفق الوريدي وضعف الأوردة من الصداع عند ارتفاع درجة حرارة الهواء.
ووفقا له، يساعد تناول القهوة والشاي على تحسين حالة الأوعية الدموية في الطقس الحار.
وتابع “يؤدي توسع الأوعية الدموية بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى انخفاض في مستوى ضغط الدم. لذلك فإن شرب القهوة والشاي القوي يمكن أن يساعد على استعادة الحالة الطبيعية للأوعية الدموية”.
مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، يتعين على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية منخفضة
وينصح الطبيب للتخلص من الحساسية تجاه تغير الطقس بإجراء تمارين للأوعية الدموية بمعدل 15 دقيقة في اليوم.
وأشار إلى أنه يمكن في البيت وضع إناءين أحدهما للماء الساخن والثاني للماء البارد، ويجب وضع القدمين فيهما بالتناوب لمدة 30 ثانية حتى تتساوى درجة حرارة الماء فيهما. وعادة ما يستغرق من 10 إلى 15 دقيقة.
وأكد أنه لمثل هذه الرياضة تأثير مفيد على جميع الأوعية الدموية في الجسم، على الرغم من أن الشخص يضع قدميه فقط في الماء.
ووفقا له، يؤثر التعرق الشديد والجفاف في الطقس الحار سلبا في عمل الأوعية الدموية. لذلك يمكن في بعض الحالات التخلص من الصداع بشرب كمية من الماء أكثر من المعتاد.
وقال “بالطبع الماء موجود في الدم، لذلك في حالة حدوث الجفاف، تبدأ كريات الدم الحمراء في الالتصاق بعضها ببعض عند المرور عبر الشعيرات الدموية، ويتباطأ تبادل الأكسجين على مستوى الشعيرات الدموية، ما يؤدي إلى نقص الأكسجين في الأنسجة”.
ويوصي الطبيب بعدم تحمل الصداع طويلا، وتفضيل مراجعة الطبيب وتناول الأدوية التي يصفها للتخلص منه.
اقرأ أيضاً:
ومع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم.
ويمكن أن يسبب هذا أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية.
وفي الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما.
ويمكن أن يؤدي هذا، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، إلى الإنهاك الحراري، والذي تشمل أعراضه الغثيان والإغماء والارتباك والتشنجات العضلية والصداع والتعرق الشديد والإرهاق.
وإذا انخفض ضغط الدم بشكل كبير، فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يزيد.
وتسعى الأجسام جاهدة للحفاظ على درجة الحرارة عند حوالي 37.5 درجة مئوية، سواء كان الأشخاص في عاصفة ثلجية أو موجة حر، فهذه هي درجة الحرارة التي تطورت الأجسام للعمل بها.
لكن مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، يتعين على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية منخفضة، فيفتح المزيد من الأوعية الدموية بالقرب من الجلد للتخلص من الحرارة ويبدأ التعرق.
وعندما يتبخر العرق، فإنه يزيد بشكل كبير من الحرارة المفقودة من الجلد.
ويمكن أن يؤدي التقدم في السن أو المعاناة من بعض الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، إلى جعل الأشخاص أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد الذي يلحق بالجسم نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.
ويمكن لمرض السكري أن يجعل الجسم يفقد الماء بشكل أسرع، ويمكن أن تؤدي بعض مضاعفات المرض إلى تغيير الأوعية الدموية والقدرة على التعرق.
وقد يكون الأطفال والأشخاص الأقل قدرة على الحركة أكثر عرضة للخطر. ويمكن لأمراض الدماغ، مثل الخرف، أن تجعل الناس غير مدركين للحرارة أو غير قادرين على فعل أي شيء حيالها.

ويكون الأشخاص الذين لا مأوى لهم أكثر تعرضا لأشعة الشمس، كما أن الأشخاص الذين يعيشون في شقق بالطابق العلوي يواجهون أيضا درجات حرارة أعلى.
ويعرف خبراء “مايو كلينيك” الإنهاك الحراري بأنه حالة تحدث عند تعرض الجسم للحرارة الزائدة. وقد تشمل أعراضه التعرق بغزارة وتسارع نبضات القلب، وهو واحد من الأمراض الثلاثة المتعلقة بالحرارة، وأخفها التقلصات الحرارية وأشدها ضربة الشمس.
وتشمل أسباب الإنهاك الحراري التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، وخاصة عندما يصاحبها ارتفاع في درجة الرطوبة وممارسة نشاط بدني شاق. ويمكن أن يؤدي الإنهاك الحراري في حال عدم علاجه إلى الإصابة بضربة الشمس، وهي حالة قد تؤدي إلى الوفاة.
وفي فصل الصيف تصبح درجة حرارة الجسم مرتفعة، ما يؤثر على القلب ويدفعه للعمل بجهد أكبر، فإذا قام الشخص بأي نشاط بدني يتطلب المزيد من الطاقة مثل الجري، والركض، والتمارين القوية الأخرى، فقد يضطر القلب إلى ضخ الدم بشكل أسرع، لذلك تشكل درجات الحرارة المرتفعة ضغطًا كبيرًا على القلب.
ويوضح الدكتور محمد البابلي استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، أن ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف قد يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، مشيرًا إلى أن القلب يعمل بجهد مضاعف لضخ الأكسجين والدم إلى الأعضاء، مما يؤثر على كفاءته.
وأوضح البابلي أن جمعية القلب الأميركية حذرت من التأثير الخطير لدرجات الحرارة المرتفعة، وإمكانية تسببها بأضرار على القلب، وبينت أن الحرارة المرتفعة والجفاف قد ينجم عنهما إجبار القلب على العمل بجهد أكبر لتبريد نفسه عن طريق ضخ المزيد من الدم.
كما حذر الدكتور جمال شعبان العميد السابق للمعهد القومي للقلب من التعرض إلى أشعة الشمس المرتفعة خلال فصل الصيف، وذلك بسبب تأثيراتها على القلب، موصيًا بأهمية تناول الماء البارد غير المثلج في الوقاية وعلاج موجات الحرارة.
وأوصى شعبان بتناول ما لا يقل عن 3 لترات ماء بارد يوميًا قبل الشعور بالعطش، مشيرًا إلى أهمية تناول الفواكه والخضروات الطازجة مثل تناول البطيخ، والخيار والكنتالوب.