ارتباط بين أعراض انقطاع الطمث وصحة الدماغ

النساء اللاتي أبلغن عن عدد أكبر من الأعراض سجلن نتائج أسوأ في الاختبارات المعرفية وكن أكثر عرضة لإظهار اضطرابات عصبية.
الاثنين 2025/03/10
لا يمكن التنبؤ بموعد وصول أي امرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث

لندن - تشير دراسة جديدة إلى أن النساء اللاتي يعانين من عدد أكبر من أعراض انقطاع الطمث قد يكن أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الذاكرة واضطرابات سلوكية خفيفة في المستقبل.

ولمحاولة فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الخطر، قام الباحثون بتحليل بيانات 896 امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، حيث خضعن لتقييمات ديموغرافية ومعرفية وسلوكية. وطلب من المشاركات تسجيل أعراض انقطاع الطمث التي يعانين منها، بما في ذلك عدم انتظام الدورة الشهرية والهبات الساخنة والقشعريرة وجفاف المهبل وزيادة الوزن وتباطؤ التمثيل الغذائي والتعرق الليلي ومشاكل النوم وتغيرات المزاج وعدم الانتباه أو النسيان، وأي أعراض أخرى.

وتم قياس الوظيفة الإدراكية باستخدام مقياس يقيم التغيرات في الذاكرة واللغة والقدرات البصرية والمكانية والتخطيط والتنظيم والوظائف التنفيذية. وبالإضافة إلى ذلك، تم تقييم الأعراض العصبية النفسية باستخدام قائمة تركز على التغيرات العاطفية والسلوكية.

غالبا ما تبدأ فترة ما قبل انقطاع الطمث في الأربعينات من عمر المرأة، على الرغم من أنها قد تحدث في وقت أبكر أو في عمر متأخر

وكشف التحليل أن النساء اللاتي أبلغن عن عدد أكبر من الأعراض سجلن نتائج أسوأ في الاختبارات المعرفية وكن أكثر عرضة لإظهار علامات اضطرابات عصبية نفسية مع تقدم العمر. وأشار الباحثون إلى أن انخفاض هرمون الإستروجين بشكل حاد خلال انقطاع الطمث، قد يفسر هذا الارتباط.

ووجدت الدراسة أن العلاج بالهرمونات البديلة، الذي يستخدم غالبا لإدارة أعراض انقطاع الطمث، ارتبط بعدد أقل من الأعراض العصبية النفسية في مراحل لاحقة من الحياة، على الرغم من أنه لم يكن له نفس التأثير على الوظيفة الإدراكية.

وأشار الفريق البحثي الذي ضم باحثين من جامعة كالغاري في الولايات المتحدة وجامعة إكستر في المملكة المتحدة، إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات للتحقيق في هذا الارتباط وما إذا كان يمكن أن يشكل جزءا من إنذار مبكر للخرف. كما يرغبون في استكشاف ما إذا كان العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يساعد في تقليل أي مخاطر محتملة.

ويعد انقطاع الطمث مرحلة طبيعية في حياة النساء. وعلى الرغم من أنه عادة ما يحدث في عمر يتراوح بين 45 و55 عاما، إلا أن هذه المرحلة قد تبدأ في وقت مبكر من الثلاثينات في حالات نادرة.

ولا يمكن التنبؤ بموعد وصول أي امرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث، أو كما يعرف أيضا بسن اليأس، على الرغم من وجود ارتباط بين هذه المرحلة وبعض العوامل الديموغرافية والصحية والجينية.

وهذا ما يجعل العديد من النساء يشعرن بعدم الاستعداد لمواجهة هذه المرحلة، خاصة مع عدم معرفة الكثير عن الأعراض والتغييرات التي تحدث بالتزامن مع دخولهن سن اليأس.

العديد من النساء يشعرن بعدم الاستعداد لمواجهة هذه المرحلة، خاصة مع عدم معرفة الكثير عن الأعراض والتغييرات التي تحدث بالتزامن مع دخولهن سن اليأس

وانقطاع الطمث، أو سن اليأس، هو نهاية سنوات الإنجاب لدى المرأة، ويحدث عندما يتوقف المبيضان عن إفراز البويضات وتقل مستويات الهرمونات. ولذلك، يشير مصطلح “سن اليأس” إلى توقف الدورة الشهرية بشكل نهائي. ويتم تشخيص انقطاع الطمث عندما تتوقف الدورة الشهرية لمدة 12 شهرا متتاليا، في غياب تأثيرات أخرى، مثل حبوب منع الحمل.

ويعني الإياس الدخول في مرحلة “ما قبل سن اليأس”، وهو الوقت الذي خلاله يقوم الجسم بالانتقال الطبيعي إلى انقطاع الطمث مشيرا إلى نهاية سنوات الإنجاب.

وتبدأ مستويات الهرمونات في التذبذب خلال الإياس، وتصبح الدورة الشهرية غير منتظمة، وقد تبدأ الأعراض مثل الهبات الساخنة وتقلبات المزاج. وقد تستمر هذه الفترة من عدة أشهر إلى أكثر من عشر سنوات.

وغالبا ما تبدأ فترة ما قبل انقطاع الطمث في الأربعينات من عمر المرأة، على الرغم من أنها قد تحدث في وقت أبكر أو في عمر متأخر، حيث أبلغت بعض النساء عن أعراض ما قبل انقطاع الطمث في الثلاثينات من العمر، في حالات نادرة.

16