اختبار للدم يكشف مبكرا خمسين نوعا من السرطان

محاولات للتوصل إلى الطريقة التي تنمو بها الأورام الخبيثة وتنتشر داخل جسم المريض عبر تطوير تقنية تحليل للدم.
الثلاثاء 2020/12/01
كشف الأسرار الجينية للسرطان

لندن – عادة ما يتم اكتشاف مرض السرطان بعد سنوات من تكاثره في الجسم، ويمكن علاج الكثير من أنواع السرطان في حال تم اكتشافه في مراحله المبكرة.

لكنّ باحثين في بريطانيا طوروا تحليلا للدم يمكنه كشف أكثر من 50 نوعا من السرطان، قبل ظهور أي أعراض أو علامات للإصابة بهذه الأمراض.

ويبحث الفحص عن تغييرات كيمياوية تدل على ما يحدث لأجزاء من الشفرة الجينية للخلايا قد تتسرب إلى الدم من الأورام السرطانية.

ويهدف الباحثون للتوصل إلى الطريقة التي تنمو بها الأورام الخبيثة وتنتشر داخل جسم المريض، فضلا عن معرفة السبل المحتملة لإنقاذ حياة الكثيرين في المستقبل، وهو المقياس النهائي لقيمة اختبار الفحص.

وأعلن الرئيس التنفيذي للخدمات الصحية البريطانية، سيمون ستيفنز، أنه سيتم تجريب اختبار “غريل” للكشف عن السرطان، على 165 ألف متطوع في منتصف عام 2021.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية في تشخيص وعلاج الأورام الخبيثة، فإن العالم سيشهد زيادة عالمية بنسبة 60 في المئة في حالات السرطان على مدى العقدين المقبلين.

ويعود الازدياد في الإصابات بالسرطان لأسباب عدة بينها النمو السكاني وارتفاع معدل أعمار السكان وتفاقم آفات تشكل عوامل خطر مثل التدخين والبدانة وقلة الحركة واعتماد أنظمة غذائية غير متوازنة.

وتوقّعت المنظمة العالمية العريقة ازدياد حالات السرطان بنسبة 81 في المئة بحلول عام 2040 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بسبب عدم كفاية الموارد اللازمة للوقاية.

وسيتم إجراء اختبار الدم الجديد على مشاركين في تجربة واسعة النطاق لتحديد تغيرات جزيئية تشير إلى وجود سرطانات يصعب تشخيصها مبكرا بما في ذلك سرطانات الرأس والعنق والمبيض والبنكرياس وبعض سرطانات الدم.

المعرفة المتراكمة حول الأورام  تؤدي إلى إيجاد أدوات جديدة للكشف المبكر والعلاج قبل وصول السرطانات إلى مراحل متقدمة
المعرفة المتراكمة حول الأورام  تؤدي إلى إيجاد أدوات جديدة للكشف المبكر والعلاج قبل وصول السرطانات إلى مراحل متقدمة

وسيشمل البرنامج التجريبي 165 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 50 و79 عاما لا تظهر عليهم أعراض السرطان، وسيخضعون لفحوصات دم سنوية لمدة ثلاث سنوات.
ومن المتوقع ظهور نتائج هذه الدراسات بحلول 2023، وإذا كانت النتائج إيجابية فسيتم توسيعها لتشمل حوالي مليون مشارك في 2024 و2025.

وقال رئيس هيئة الصحة الوطنية في إنجلترا، سايمون ستيفنز “الاكتشاف المبكر، خاصة بالنسبة للحالات التي يصعب علاجها مثل سرطان المبيض والبنكرياس، يساهم في إنقاذ العديد من الأرواح، لذلك يمكن أن يساهم اختبار الدم الواعد هذا في تغيير قواعد اللعبة في رعاية مرضى السرطان، حيث أنه سيساعد الآلاف من الأشخاص على الحصول على علاج ناجح”.

وثمنت وزارة الصحة البريطانية اختبار الدم الجديد الثوري والرائد من مؤسسة “غريل” للرعاية الصحية.

وقال مات هانكوك وزير الصحة البريطاني “نحن نبني صناعة تشخيص رائدة عالميا في المملكة المتحدة ليس فقط لفايروس كورونا ولكن للأمراض الأخرى أيضا”.

وأضاف “تواصل المملكة المتحدة ريادتها في استخدام أحدث العلاجات المبتكرة لمساعدة المرضى”.

وصدرت في السابق دراسة حول الأسرار الجينية للسرطان في إطار مشروع أعدّ بالتعاون مع 1300 باحث من العالم.

ويهدف المشروع إلى فهم طبيعة الأورام السرطانية وكيفية مكافحتها وتطوير العلاجات والأدوية المناسبة لها، واستند هذا العمل إلى التسلسل الجيني لأكثر من 2600 ورم سرطاني ينتمي إلى 38 نوعا من السرطان.

وهناك الكثير من الدروس النظرية الممكن استخلاصها من الدراسة السابقة حيث أنها تتيح تكوين معرفة أفضل بتحوّلات جينية تؤدّي إلى تكاثر الخلايا السرطانية، وتنتج عنها أنواع مختلفة من السرطان أو تنوّع في الأورام السرطانية من فرد إلى آخر.

واعتبر علماء أن المعرفة المتراكمة حول أصل الأورام وتطورها تؤدي إلى إيجاد أدوات جديدة تسمح بالكشف عنها وإنتاج علاجات مناسبة لها تكون أكثر فعالية.

وأفادوا أن الاكتشاف الأكثر إثارة للاهتمام هو الاختلاف الممكن أن يظهر في نوع واحد من السرطان بين مريض وآخر. 

ويعود ذلك إلى العدد الكبير من التحوّلات الجينية المُمكنة التي قد تطرأ على الورم السرطاني، وترتبط في بعض الأحيان بنمط حياة المريض، مثل التدخين.

كذلك تم التوصّل إلى دليل آخر يفيد بإمكانية تطوّر بعض أنواع السرطانات قبل سنوات من تشخيصها، ما يفتح المجال أمام تطوير علاجات مبكرة.

17