اختبارات كورونا الشائعة تعجز عن كشف سلالة كوفيد – 19 في جنوب أفريقيا

يؤكد العلماء أنه مقارنة بالسلالة الجديدة سريعة الانتشار لفايروس كورونا بالمملكة المتحدة، يصعب تقصي عدد حالات الإصابة بسلالة كوفيد - 19 الجديدة المنتشرة في جنوب أفريقا، ذلك أنها تمتلك الجينات الثلاثة مثلها مثل السلالة الأصلية في حين شهدت السلالة التي ظهرت في المملكة المتحدة طفرة في الجين s فقط.
لندن ـ كشفت تقارير علمية أنه من الصعب تتبع عدد حالات الإصابة بالسلالة الجديدة لفايروس كورونا في جنوب أفريقيا، وذلك لأن اختبارات كورونا الشائعة تبقى عاجزة أمامها، مما يزيد من سرعة انتشارها.
وقارن العلماء بين سلالة كوفيد – 19 في جنوب أفريقيا والسلالة الجديدة الأخرى سريعة الانتشار التي ظهرت في المملكة المتحدة، وأكدوا أنه يمكن تمييز الثانية عن طريق الاختبار، وبالتالي يمكن تتبعها في الوقت الفعلي.
ورغم إقرار العلماء بصعوبة تتبع فايروس جنوب أفريقيا إلا أنهم أكدوا أن ذلك ليس مستحيلا.
ووفق العلماء، تكمن مشكلة سلالة جنوب أفريقيا في أنها تمتلك الجينات الثلاثة، الجين S والجين N والجين ORF1ab مثلها مثل السلالة الأصلية، في حين تبين الأبحاث أن سلالة المملكة المتحدة الجديدة، التي ظهرت في كينت، لديها طفرات في الجين S، ونتيجة لذلك، تشير نتائج الاختبار التي تظهر جينين فقط، إلى أن الشخص يحمل سلالة المملكة المتحدة الجديدة.
ويبحث اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR المستخدم كمعيار أساسي في جميع أنحاء العالم لتشخيص كوفيد – 19 عن ثلاثة جينات لفايروس كورونا تسمى: الجين S والجين N والجين ORF1ab.
وقال الدكتور سيمون كلارك، الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة الخلوية بجامعة “ريدينغ”، “عند معيار PCR، لن تكون قادرا على التمييز بين سلالة جنوب أفريقيا والسلالات التي سادت لأشهر سابقا، وهذا هو سبب صعوبة تعقبها”.
وتتمثل الطريقة الوحيدة لفهم عدد الأشخاص الذين أصيبوا بسلالة جنوب أفريقيا في استخدام التسلسل الجيني.
وقام العلماء بالفعل بسلسلة جزء بسيط من اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل لتحليل السلالات المتداولة.
وقال الأطباء إن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستعرف بها السلطات عنها، مشيرين إلى أنها طريقة أبطأ وأقل دقة، لأنه سيكون هناك تأخير في الوقت.
وأضافوا أنه إذا كان هناك تفش لسلالة جنوب أفريقيا، فعلينا الانتظار حتى نحصل على بيانات التسلسل.
وأشاروا إلى أنه باستخدام بيانات تفاعل البوليميراز المتسلسل مع سلالة كينت، يمكن الحصول على صورة أسرع كثيرا لما يحدث.
وأكدوا أن عدم القدرة على التعقب السريع لأي شخص مصاب بالسلالة الجنوب أفريقية، قد تكون مشكلة إذا اكتشف أنها تسبب مرضا أكثر حدة، لأن رؤساء الصحة لن يكونوا قادرين على احتوائه بإجراءات أكثر تحديدا. وأشاروا إلى أنه حتى الآن، لم يفهم أنها تسبب مرضا أكثر خطورة، كما أن الاختبارات جارية، مع شح البيانات الواردة من جنوب أفريقيا.
وتتوافق التغييرات في جينات الفايروسات مع كونها أكثر قابلية للانتقال من السلالة الأصلية.
الطريقة الوحيدة لفهم عدد الأشخاص الذين أصيبوا بسلالة جنوب أفريقيا تتمثل في استخدام التسلسل الجيني وهي أقل دقة
وقالت الدكتورة سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين حول كوفيد – 19 إنهم يدرسون هذا النوع الجديد من سارس كوف – 2 الذي نشأ في جنوب أفريقيا. وأشارت إلى أنه غالبا ما تتطور الفايروسات وهذا ليس بالأمر غير المعتاد.
ولفتت إلى أنهم يقومون بعمل كأولوية لفهم المخاطر المحتملة التي قد تسببها هذه السلالة، “ومن المهم أن نقول إنه لا يوجد حاليا دليل على أنها تسبب مرضا أكثر خطورة، أو أن لقاحا منظما لن يحمينا منها”.
وقال الأطباء إن مشكلة الاختبار المؤسفة هذه تعني أن هناك المزيد من حالات الإصابة بسلالة جنوب أفريقيا، أكثر من التي اكتشفتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يثير فيه العلماء مخاوف بشأن ما إذا كانت اللقاحات ستكون قادرة على الحماية من السلالة الجديدة الجنوب أفريقية.
وقال جون بيل إن “علامة استفهام كبيرة” ما تزال قائمة حول ما إذا كان بالإمكان الوقاية من النوع الجديد شديد العدوى مع انتشار اللقاحات في جميع أنحاء العالم. كما أوضح العالم بجامعة أكسفورد أن سلالة جنوب أفريقيا “أكثر إثارة للقلق” من سلالة متحولة اكتُشفت في جنوب شرق إنجلترا، لأنها أكثر عدوى.
لكنه أضاف “أعتقد أنه من غير المرجح أن توقف هذه الطفرات آثار اللقاحات تماما”.
وقال فرانسوا بالوكس أستاذ بيولوجيا الأنظمة الحاسوبية بجامعة كوليدج لندن “من المحتمل أن السلالات الجديدة ستؤثر على فعالية لقاحات كوفيد، لكن لا ينبغي لنا أن نفترض هذا الافتراض بعد بشأن سلالة جنوب أفريقيا”.
ولاحظ العلماء طفرات متعددة في فايروس كورونا منذ ظهوره وكانت غالبيتها العظمى غير ذات تأثير، لكن بعض هذه التحورات قد تمنح الفايروس ميزة للبقاء على قيد الحياة تتمثل على سبيل المثال في زيادة قابليته للانتقال والانتشار.
وحذر العلماء من أن السلالة الجديدة لفايروس كورونا التي انتشرت في جنوب أفريقيا قد تكون مقاومة للقاح، معربين عن قلقهم بشأن هذه السلالة، مشيرين إلى أنها “تظهر تغييرات جوهرية في بنية البروتين”. وأوضحوا أن هذه السلالة قد تحورت في جزء الفايروس الذي يسمح للأجسام المضادة بالالتصاق به.
وأكدوا أن النتائج الأولية لنسخة جنوب أفريقيا تظهر قابلية انتقال أعلى، ولكن تتوفر بيانات أقل عنها. ومع ذلك، يشيرون إلى أن البيانات غير كافية لتقييم مدى عدوى النسختين على وجه اليقين.
وقال مدير الأمراض المعدية في وكالة الصحة الفرنسية العامة برونو كوانيار لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه عليهم توخي الحذر، لأن النتيجة المتصلة بمعدل الانتقال هي مجموعة من العوامل التي تجمع بين خصائص الفايروس وتدابير الوقاية والمكافحة المطبقة مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة وإغلاق المؤسسات التي تستقبل الجمهور.
كما أوصى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض البلدان التي لا تنتشر فيها النسخ المتحورة الجديدة على نطاق واسع ببذل جهود لإبطاء الانتشار، على غرار تلك التي بذلت في بداية الوباء مثل اختبار الأشخاص القادمين من مناطق توجد فيها مخاطر مع إمكانية فرض الحجر الصحي والعزل والتعقب المعزز للمخالطين والحد من السفر.
كما ينصح المركز بضرورة الحرص على الإجراءات الوقائية أكثر من ذي قبل لإبطاء انتشار كوفيد – 19. وأوصى بوضع قناع الوجه والتباعد الجسدي وغسل اليدين وتهوية الأماكن المغلقة دون إغفال تجنب أماكن الازدحام، نظرا لأن النسختين تنتشران على ما يبدو بسهولة أكبر.