اتفاق بين العراق ومؤسسة تمويل دولية لتهيئة مطار بغداد

الاتفاق بين الحكومة العراقية ومؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي يتضمن تقديم الأخيرة محفظة استثمار متكاملة تشمل الكيفية التي يتم فيها توسيع المطار وتمويله وتشغيله وصيانته" وهي المرة الأولى في 40 عاما التي سيتم فيها اعادة تأهيل المطار.
الأحد 2023/09/03
العراق يعاني من تهالك البنية التحتية نتيجة الحروب والصراعات واستشراء الفساد

بغداد - لا يكاد يمر يوم إلا وتعلن الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني عن توقيع اتفاقيات مع شركاء أجانب وشركات دولية لتنفيذ مشاريع واعدة تشمل أساسا تطوير البنية التحتية المتهالكة لعدة قطاعات من القطاع النفطي إلى النقل والكهرباء، لكن بين المعلن وبين التنفيذ، تُسائل هذه المشاريع قدرة الحكومة على تنفيذها في بلد غارق في الفساد والمحاصصة الحزبية والهيمنة الإيرانية.

وفي أحدث حلقة من حلقات الشراكة والمشاريع الواعدة، أبرمت السلطات العراقية اتفاقا مع مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي، لإعادة تأهيل مطار بغداد الدولي بهدف تطوير منشآته المتهالكة، وفق ما جاء في بيان رسمي الأحد.

ويتضمن الاتفاق الذي وقع برعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "تقديم المؤسسة الدولية محفظة استثمار متكاملة تشمل الكيفية التي يتم فيها توسيع المطار الدولية وتمويله وتشغيله وصيانته".

ويهدف الاتفاق إلى "رفع كفاءة المطار ومرافقه وعوامل السلامة فيه والارتقاء بخدماته، لتتوافق مع المعايير الدولية للمطارات في العالم، وذلك عبر إحدى الشركات العالمية المتخصصة"، وفقا للبيان.

ورغم الأهمية الكبيرة للمطار الذي يعد أكبر محطة استقبال في البلاد، لم يشهد أي مشاريع مهمة لإعادة تأهيل مرافقه التي بنيت قبل أربعين عاما. وقد توقف مطار بغداد عن العمل خلال تسعينات القرن الماضي، جراء الحصار الذي فُرض على العراق أثر اجتياح نظام صدام حسين للكويت.

وكان العراقيون يعتمدون خلال تلك الفترة على الطريق البري وصولا إلى الأردن التي كانت المحطة الرئيسية للسفر جوا لباقي دول العالم.

ويتألف المطار من ثلاث محطات، تكتظ بسرعة في حال تدفق المسافرين خصوصا خلال المراسم الدينية الشيعية. ولا تزال قوات تابعة للتحالف الدولي تتواجد في بعض منشآت المطار الذي يتعرض لهجمات بين حين وآخر.

وفي يناير 2022، أصيبت طائرتان مدنيتان كانتا خاليتين في أحد مواقف المطار، بأضرار مادية. ودفع حريقان محدودان، نهاية العام 2022، السلطات إلى إقالة ثلاثة من كبار مسؤولي المطار.

وفي أبريل الماضي، خصصت الحكومة العراقية مبلغ 500 ألف دولار لهيئة الطيران المدني لإبرام عقد مع مؤسسة التمويل الدولية، مؤسسة التنمية الرئيسية التي تركز على القطاع الخاص في البلدان النامية.

ووفق للاتفاقية ستقدم المؤسسة الدولية كذلك "استشارات لمسار تنمية دور القطاع الخاص وتعزيز دخوله في ساحة الخدمات العامة بالشراكة مع القطاع العام"، وفقا للبيان.

ولفت البيان إلى التجربة الطويلة للمؤسسة الدولية في "مجال تأهيل المطارات، حيث أشرفت سابقا على تطوير وتوسعة أهم المطارات في المملكة العربية السعودية وتركيا، فضلا عن مطار الملكة علياء الدولي".

ويعاني العراق رغم ثرواته النفطية الهائلة، من تدهور في البنى التحتية وسوء الخدمات العامة بعدما شهد صراعات استمرت عقودا ويواجه سوء إدارة وفسادا مستشريا.

ويأتي الإعلان عن الاتفاق الجديد لتهيئة مطار بغداد الدولي بعد يوم من وضع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين العراق وإيران، في موكب حضره نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر، بينما تعكس هذه الخطوة إصرار الحكومة العراقية على تنفيذ المشروع رغم أن العديد من السياسيين والنشطاء حذروا مرارا من تداعياته على اقتصاد البلاد وأمنها، وسط مخاوف من أن يفتح الخط الحديدي منفذا لتهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشياتها في العراق.

لكنه في كل الحالات يعتبر مشروعا واعدا بعيدا عن المخاطر الأمنية التي يمثلها إذ من المتوقع أن يسهم في تخفيف الضغوط على المعابر الحدودية بالنسبة للزوار الشيعية الإيرانيين الذين يتوافدون بالملايين على العراق سنويا لإحياء مراسم دينية.

وقال السوداني إن "المشروع يمثل ركيزةً أخرى في تعزيز البنى التحتية لاقتصادنا ورفع قدرة العراق على التواصل مع دول الجوار واستقبال المسافرين القادمين من إيران وبلدان وسط آسيا عبر مشروع الربطِ السككي"، وفق بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وتابع "نشهد أيام الزيارة الأربعينية حيث يستقبل العراق الزوار من داخل العراق وخارجه ومن أغلب دول العالم عبر البرِّ والجوّ والبحر"، لافتا إلى أن "القسم الأكبر من الزوّار كان من إيران حيث بلغ عدد الوافدين من كل المنافذ بحدود 3 ملايين وعدد الوافدين من منفذ الشلامجة تجاوز 700 ألف".