اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بانتظام يبطئان الشيخوخة

انخفاض الشيخوخة البيولوجية لا يرتبط فقط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، بل يرتبط أيضا بحياة أطول وانخفاض خطر الوفاة.
الأحد 2023/11/12
التدريبات الرياضية تعزز الصحة

نيويورك - وجدت دراسة جديدة أن الذين يلتزمون بشدة بمجموعة من المقاييس الصحية البسيطة قد يتقدمون في السن بشكل أبطأ.

ويعتقد الباحثون أن اتباع المبادئ الأساسية للحياة، الصادرة عن جمعية القلب الأميركية يمكن أن يقلل ما يصل إلى ست سنوات من العمر البيولوجي.

وتشمل التدابير المدرجة في القائمة المرجعية، المعروفة باسم “8 عوامل أساسية للحياة”، تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام وعدم التدخين والحصول على قسط كاف من النوم.

وتتعلق العوامل الصحية الأربعة الأخرى بالبقاء نحيفا، والحفاظ على انخفاض نسبة الكوليسترول، والحفاظ على ضغط الدم ومستويات السكر الصحية.

ويقول الخبراء إن التدابير الثمانية تعزز صحة القلب الجيدة، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى إبطاء وتيرة الشيخوخة البيولوجية.

وحلل أكاديميون في جامعة كولومبيا في نيويورك بيانات أكثر من 6500 أميركي، تبلغ أعمارهم نحو 47 عاما في المتوسط.

وقاموا بحساب العمر المظهري للمشاركين، وهو مقياس تجريبي للعمر البيولوجي يعتمد على نتائج تسعة مؤشرات حيوية، بما في ذلك تلك التي تراقب عملية التمثيل الغذائي والالتهابات ووظيفة الأعضاء.

التدابير الثمانية تعزز صحة القلب الجيدة، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى إبطاء وتيرة الشيخوخة البيولوجية تدريجيا

وأعطى العلماء أيضا لكل مشارك درجة عالية أو متوسطة أو منخفضة في القلب والأوعية الدموية بناء على مدى التزامهم بقائمة العوامل الثمانية المرجعية.

وقد تم أخذ العوامل التي قد تؤدي إلى تغيير في النتائج، وهي الدخل والتعليم والانتماء العرقي، في الاعتبار.

وارتبطت صحة القلب والأوعية الدموية العالية بانخفاض العمر البيولوجي، ما يعني أن هؤلاء المشاركين كانوا أصغر سنا من المتوقع من الناحية الفسيولوجية.

على سبيل المثال، كان متوسط العمر الفعلي لأولئك الذين يتمتعون بصحة قلبية وعائية عالية هو 41 عاما، في حين كان متوسط عمرهم البيولوجي 36 عاما.

في المقابل، كان لدى أولئك الذين يعانون من انخفاض صحة القلب والأوعية الدموية تسارع إيجابي في العمر المظهري، ما يعني أنهم كانوا أكبر سنا من المتوقع بيولوجيا.

وكان متوسط العمر الفعلي للأشخاص الذين يعانون من انخفاض صحة القلب والأوعية الدموية هو 53 عاما، في حين كان عمرهم البيولوجي 57 عاما، أي أعلى بأربع سنوات من المتوقع.

وأشار المزيد من التحليل إلى أن الحصول على أعلى الدرجات الصحية مرتبط بكون الشخص أصغر بست سنوات من الناحية البيولوجية.

التمارين الرياضية المعتدلة المنتظمة تساعد على تأخير الشيخوخة وتحسين نوعية الحياة، حتى لدى المتقدمين في السن

وقالت مؤلفة الدراسة البروفيسور نور مكارم، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة بجامعة كولومبيا في نيويورك، “وجدنا أن ارتفاع صحة القلب والأوعية الدموية يرتبط بتباطؤ الشيخوخة البيولوجية، كما تم قياسها حسب العمر المظهري. لقد وجدنا أيضا ارتباطا يعتمد على الجرعة، فمع ارتفاع صحة القلب، تنخفض الشيخوخة البيولوجية”.

وأضافت “إن الالتزام بشكل أكبر بجميع مقاييس الحياة الأساسية الثمانية وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية يمكن أن يبطئ عملية شيخوخة الجسم وله الكثير من الفوائد في المستقبل. وانخفاض الشيخوخة البيولوجية لا يرتبط فقط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، بل يرتبط أيضا بحياة أطول وانخفاض خطر الوفاة”.

وقال الدكتور دونالد لويد جونز، رئيس مجموعة الكتابة لقائمة “8 عوامل أساسية للحياة”  والرئيس المتطوع السابق لجمعية القلب الأميركية، “تساعدنا هذه النتائج على فهم العلاقة بين العمر الزمني والعمر البيولوجي وكيف يمكن أن يساعدنا اتباع عادات نمط الحياة الصحية على العيش عمرا مديدا. الجميع يريد أن يعيش لفترة أطول، ولكن الأهم من ذلك، أننا نريد أن نعيش بصحة أفضل لفترة أطول حتى نتمكن حقا من الاستمتاع بنوعية حياة جيدة لأكبر عدد ممكن من السنوات”.

وقال الباحثون إن صحة القلب والأوعية الدموية للمشارك تم قياسها مرة واحدة فقط، وهو ما لا يأخذ في الاعتبار التغيرات بمرور الوقت.

كما توصل أطباء قلب فرنسيون إلى أن التمارين الرياضية المعتدلة المنتظمة تساعد على تأخير الشيخوخة وتحسين نوعية الحياة، حتى لدى المتقدمين في السن.

وتؤدي الشيخوخة التي لا مفر للإنسان المتقدم في السن منها، إلى تراجع تدريجي في العديد من الوظائف الحيوية، مثل التنفس وعمل القلب والأوعية الدموية والعظام والمفاصل. وقال طبيب القلب فرانسوا كاريه إن ممارسة نشاط بدني بشكل معتدل ومنتظم لن يلغي آثار الشيخوخة، بل سيبطئ حدوثها ومفاعيلها.

وأوضح أن التمارين الرياضية تحد من آثار الشيخوخة على عضلة القلب والأوعية الدموية، وتقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم. كما أنها تعدل نسبة الكولسترول والسكر في الدم، وتقلص مخاطر الإصابة بانسداد الشرايين، ولاسيما الشرايين التاجية.

14