ابتكار عقار لعلاج سرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة

وافقت المفوضية الأوروبية قبل بضعة أيام على استخدام عقار “بليفكتو” لعلاج سرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة. وهو دواء على شكل محلول مخصص للمرضى الذين لم تساعدهم أشكال العلاج الأخرى. وبعد تجريب الدواء على عدد من المرضى تبين أنه يعمل على تقليل خطر الموت بنسبة 38 في المئة.
براغ - ابتكر أطباء تشيكيون عقارا لعلاج سرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة. وأطلق على الدواء اسم “بليفكتو”. وقد وافقت المفوضية الأوروبية على استخدامه قبل بضعة أيام. والدواء على شكل محلول يستخدم في علاج المراحل المتقدمة من السرطان وهو مخصص للمرضى الذين لم تساعدهم أشكال العلاج الأخرى.
وتم إعطاء دواء “بليفكتو” للمرضى لأول مرة كجزء من الاختبارات السريرية في قسم الطب النووي بالمستشفى الجامعي بمدينة أولوموك الواقعة شمال شرق جمهورية التشيك. ولكن لم يذكر متى سيبدأ الإنتاج التسلسلي لهذا الدواء ليكون في متناول المرضى.
ومنحت المفوضية الأوروبية الضوء الأخضر للعلاج الجديد لسرطان البروستاتا المنتج من قبل شركة نوفرتيس.
وقالت الشركة في بيان لها إن علاجها الجديد قد تمت الموافقة عليه للمرضى البالغين المصابين بسرطان البروستاتا النقيلي المقاوم للإخصاء.
الدواء تم إعطاؤه للمرضى كجزء من الاختبارات السريرية في قسم الطب النووي بالمستشفى الجامعي بمدينة أولوموك
وتمت الموافقة عليه بالاشتراك مع العلاج المضاد للأندروجين، مع أو بدون تثبيط، وهذا العلاج مخصص للمرضى الذين تلقوا بالفعل على الأقل مثبطا واحدا لمسار إشارات مستقبلات الأندروجين والعلاج الكيميائي القائم على التاكسين.
وبعد تطبيق الدواء على عدد من المرضى تبين أنه يعمل على تقليل خطر الموت بنسبة 38 في المئة واستند الرأي الايجابي من المفوضية الأوروبية إلى دراسة المرحلة الثالثة التي أجريت على 831 مريضا والتي أظهرت انخفاضا في خطر الوفاة مقارنة بالعلاجات الحالية. وقال حسيب أحمد مدير الأنشطة الأوروبية للمجموعة في البيان الصحافي إن هذه الموافقة هي خطوة رئيسية للذين يعانون من سرطان البروستاتا المتقدم والذين لديهم القليل من البدائل العلاجية.
ويعدّ سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند الرجال، ويُعتبر السبب الرئيسي الثاني لوفيات السرطان بين الرجال في الولايات المتحدة. ومن المتوقع تشخيص حالات أكثر من 180 ألف رجل في الولايات المتحدة بالإصابة بسرطان البروستاتا الذي سيتسبب بوفاة أكثر من 40 ألف منهم. وتُشير الإحصائيات إلى أن 80 في المئة من الرجال الذين يبلغون سن 80 يعانون من هذا المرض.
وسرطان البروستاتا هو سرطان يحدث في غدة البروستاتا. وهي غدة صغيرة على شكل حبة الجوز موجودة لدى الذكور، وتنتج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية وينقلها. كما أنه أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا. وتنمو العديد من أنواع سرطان البروستاتا ببطء وتقتصر على غدة البروستاتا، ومن الممكن ألا تُسبّب أضرارًا جسيمة. ومع ذلك، في حين أن بعض أنواع سرطان البروستاتا تنمو ببطء وقد تحتاج إلى حد ضئيل من العلاج أو قد لا تحتاجه، هناك أنواع أخرى عدوانية ويمكن أن تنتشر بسرعة.
وسرطان البروستاتا الذي يتم اكتشافه مبكرًا في المرحلة التي لا يزال فيها محصورًا في غدة البروستاتا، تكون فرص نجاح علاجه هي الأفضل.
ولا ينجم عن سرطان البروستاتا ظهور أعراض أو علامات في مراحله المبكرة.
وقد يسفر عن سرطان البروستاتا الأكثر تطورًا علامات وأعراض، مثل مشكلات في التبول وضعف قوة التدفق في مجرى البول، وظهور دم في البول، ودم في السائل المنوي وألم العظام وفقدان الوزن دون محاولة، وضعف الانتصاب.
ويُدرك الأطباء أن سرطان البروستاتا يحدث عندما تطرأ تغييرات على الحمض النووي للخلايا الموجودة في البروستاتا. ويحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي توجِّه الخلية نحو القيام بوظيفتها المحددة، ولكن تتسبب هذه التغيرات في توجيه الخلايا نحو النمو والانقسام بمعدل أسرع من الخلايا الطبيعية. وبذلك تواصل الخلايا الشاذة النمو بينما تموت الخلايا الأخرى.
وتتراكم هذه الخلايا الشاذة لتشكِّل ورمًا ينمو ويهاجم الأنسجة القريبة منه. ثم تنفصل بعض الخلايا الشاذة بعد مرور بعض الوقت وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويعد فحص البروستاتا اختبار للبحث عن العلامات المبكرة لسرطان البروستاتا، ويبلغ متوسط العمر الذي يوصى بإجراء فحص البروستاتا عنده 50 عاما، ولكن قد يحتاج بعض الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا إلى بدء الفحوص في وقت مبكر من سن 45، ولا يمكن لفحص البروستاتا أن يخبر المريض على وجه اليقين إذا كان مصابا بالسرطان، ولكن النتيجة غير الطبيعية تعني أنه ربما يحتاج إلى خزعة من البروستات.
وبشكل عام، يشمل فحص البروستاتا اختبار مستضد البروستاتا النوعي الذي يقيس مستوى مستضد البروستاتا النوعي في الدم وفحص المستقيم.
ومستضد البروستاتا النوعي بروتين تنتجه غدة البروستاتا، وعندما تكون هناك مشكلة في غدة البروستاتا فإنها تفرز المزيد من مستضد البروستاتا النوعي، ويمكن أن تكون المستويات العالية من مستضد البروستاتا النوعي علامة على الإصابة بسرطان البروستاتا.
ووفقا “لمايو كلينيك”، ففي أثناء إجراء فحص المستقيم يقوم الطبيب ويتحسس الجدار الخلفي لغدة البروستاتا لمعرفة إذا كان هناك تضخم، أو آلام، أو كتل، أو أماكن صلبة.
ولم يستقر الباحثون على مستوى عادي واحد من مستضد البروستاتا النوعي. وفي السابق، كان مستوى 4.0 نانوغرامات/مل أو أعلى يعني التوصية بإجراء مزيد من الاختبارات، وعادة تكون خزعة البروستاتا، وأثناء الخزعة يقوم مقدم الرعاية الصحية بإزالة عينة صغيرة من أنسجة البروستاتا لفحصها بحثا عن السرطان.
وخلصت دراسة واسعة إلى أن خطر الوفاة بسبب سرطان البروستاتا أعلى لدى الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن، لكنها لم تشر إلى وجود صلة وظائفية مباشرة بين هذين الظاهرتين.
وأجريت هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة “بي.إم.سي ميديسين” على نطاق لم يسبق له مثيل في شأن هذا الموضوع، إذ استند الباحثون إلى درس حالة أكثر من 200 ألف رجل حصلوا على بياناتهم من قاعدة أنشأتها منظمة “بلوبنك” التي تتولى منذ سنوات جمع المعطيات الصحية في بريطانيا.
لكن الباحثين لم يكتفوا بالاعتماد على هذه البيانات، بل أخذوا في الاعتبار أيضا أبرز الدراسات الموجودة أصلا عن الروابط بين زيادة الوزن وسرطان البروستاتا، والتي تشمل ما مجموعه نحو 2.5 مليون حالة.
وأثبت الباحثون في المحصلة أن خطر الوفاة بسبب سرطان البروستاتا، وهو أحد أكثر الأمراض شيوعا لدى الرجال، مرتبط بالفعل بزيادة الوزن، ويكبر هذا الخطر كلما كان الوزن أكبر.
وكان الاشتباه قائما أصلا بوجود مثل هذا الارتباط، ولكن لم يكن معروفا إلى أي مدى يعني هذا الخطر جميع الرجال الذين يتجاوز وزنهم المعدل الطبيعي.