#ابتسم_أيها_الجنرال.. حافظ الأسد في مسلسل

جدل واسع في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن مسلسل سوري من إنتاج تلفزيون “العربي” القطري يصور حقبة حكم الرئيس السوري السابق الراحل حافظ الأسد.
دمشق - أثار الإعلان عن مسلسل سوري سيعرض في رمضان العام القادم يحمل اسم “ابتسم أيها الجنرال” جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تناقل أخبار مفادها أن الممثل السوري المعارض مكسيم خليل سيؤدي ضمنه دور الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
وبحسب التسريبات، فإنّ المسلسل سيتحدّث عن فترة حكم حافظ الأسد لسوريا وانقلابه العسكري الذي قاده إلى الحكم عام 1970 والمعروف باسم الحركة التصحيحية، وصولاً إلى الفساد المنتشر في سوريا حتى نهاية التسعينات.
وانشغل مستخدمو مواقع التواصل بالخبر، وانتشر هاشتاغ على تويتر بعنوان #ابتسم_أيها_الجنرال. ولم تتضح تفاصيل المشروع بشكل دقيق في ظل التكتم الكبير. وأضافت المصادر بأن مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” وهو من إنتاج تلفزيون “العربي” القطري سيصور بين تركيا وقطر، سيشارك فيه نخبة من الممثلين السوريين المعارضين للنظام منهم عبدالحيكم قطيفان ومكسيم خليل الذي سيؤدي شخصية حافظ الأسد.
وسلط مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الضوء على كاتب المسلسل السوري سامر رضوان المعروف بإتقانه لهذا النوع من الكتابات، كما أنه معروف بلهجته الحادّة والقاسية في المسلسلات التي سبق أن قدّمها وكلها دارت في فلك الفساد على غرار “الولادة من الخاصرة” بكل أجزائه. وكان مسلسل “دقيقة صمت” وهو من إخراج التونسي شوقي الماجري ومن إنتاج “صبّاح إخوان” و”إيبلا الدولية للإنتاج الفني” الذي عرض عام 2019 آخر أعمال رضوان.
كاتب المسلسل سامر رضوان أعلن منذ عامين تعاقده مع شركة الإنتاج التي أكدت له أن لا خطوط حمراء ولا رقابة على العمل
وكان رضوان أعلن منذ عامين عن البدء بكتابة السيناريو لمسلسل “ابتسم أيها الجنرال”، مؤكدا تعاقده مع شركة الإنتاج التي أكدت له أن لا خطوط حمراء ولا رقابة على العمل، وكتب على حسابه على فيسبوك “عندما اتقفت معي شركة الإنتاج على هذا العمل، قالت لي بالحرف: اكتب ما تشاء، قدّم حكايتك، أنت بلا رقابة، وكل ما ستكتبه سيصوّر بالتفصيل، ولن يتمَّ الاعتراض على أي فاصلة أو نقطة”.
وأضاف رضوان “شعرت وقتها بالخوف، كيف سأكتب من غير شرطي تربّى في رأسي منذ خمسة وأربعين عاماً! وما هو القيد الذي كنت أود كسره في ما سبق ولم أستطع! لأول مرة أشعر بالرعب منكم، من الناس، من الجمهور”.
وأعلن رضوان أنه إذا فشل هذا العمل سيتوقّف عن الكتابة، مؤكدا أنها “لحظة حرجة للغاية، لحظة ستقودني إن فشلت إلى التوقف تماماً عن الكتابة لدراما التلفزيون”.
والمسلسل سيعتبر بوليسيًا يشابه مسلسلي “الولادة من الخاصرة”، و”كسر عضم” الذي طرح هذا العام وأثار ردود أفعال واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبعد انتشار الخبر، غرّد الممثل مكسيم خليل على صفحاته على مواقع التواصل “ما يتم تداوله حالياً في بعض مواقع التواصل حول موضوع مسلسل ‘ابتسم أيها الجنرال’ ارتجالات عارية عن الصحة. أي معلومات تخصّ هذا العمل سيتم الكشف عنها لاحقاً”.
ولمّح الممثل السوري إلى تواجده في العمل من دون إعطاء تفاصيل، متحدثاً للمرة الأولى عن مشروعه الجديد.
يذكر أن خليل معروف بمناهضته للنظام السوري، وقد غادر بلاده منذ اندلاع الحرب وتنقّل بين بلدان عربية وأوروبية.
وقال حساب:
تستمر عمليات تصوير مسلسل #ابتسم_أيها_الجنرال تحت إدارة المخرج #عروة_محمد وإنتاج شركة #ميتافورا على أن يعرض لاحقاً على قناة “العربي 2”.
العمل يقدم شخوصا سياسية في جمهورية افتراضية حديثة عن نص جريء جداً للكاتب #سامر_رضوان.
في المقابل أثار الحديث عن المسلسل استياء موالين للنظام السوري. ووصل الأمر بالكاتب أحمد أديب أحمد إلى المطالبة بنصب المشانق إذا بث المسلسل. وكتب على حسابه في فيسبوك:
الدكتور أحمد أديب أحمد – الجديدة
هل تذكرون؟ منذ مدّة دعوتُ في أحد مقالاتي وقلتُ “هل يعقل أنه لا يوجد لدينا في وزارة الثقافة والإعلام مَن يفكر للحظة أن يكتب مسلسلاً يوثق مرحلة القائد الخالد حافظ الأسد سلام الله عليه.. لمواجهة التزييف والتزوير والتحريض الذي تقوم به ماكنة الإخوان الإعلامية؟”.
اليوم بدأ الفنانون المعارضون يتحضرون لتمثيل مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” يتحدث عن فترة حكم القائد الخالد حافظ الأسد لسوريا، ومن كتابة الكاتب المعارض سامر رضوان.
إذا تم إنجاز هذا المسلسل الذي سيشوه مرحلة الخالد فإنني أطالب بإعـدام كل المسؤولين عن الثقافة والإعلام كوزارات ومكاتب مسؤولة في كافة الجهات بسبب تقصيرهم وتواطئهم وتخاذلهم في المهام البديهية.
يذكر أن عضو لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس الشعب السوري نبيل طعمة سبق أن أشار إلى استفادة الدراما العربية من الممثلين والكتّاب والمخرجين السوريين، لمحاولة البعض “اصطياد من خرج إلى الضفاف الأخرى”، في إشارة إلى الممثلين الذين اتخذوا موقفا معارضا للنظام السوري خلال الحرب.
ولا يعتبر هذا الانتقاد الأول من قبل المسؤولين السوريين للأعمال الدرامية التي تناولت الواقع السوري خلال الموسم الأخير، إذ أبدى الأمين العام المساعد لحزب البعث هلال الهلال في وقت سابق اعتراضه على المنتج الدرامي السوري خلال العام الحالي، معتبرا “أنه يحطم المجتمع في بلد صمد عشر سنوات في مواجهة أعتى المشاريع والأدوات الإرهابية، حيث تصور هذه المسلسلات بلادنا على أنها غابة تعج بالفوضى والفساد، وهذا التصوير غير صحيح بالمطلق”.
وتحاول الأجهزة الأمنية في سوريا استلهام فكرة استخدام الدراما في توصيل الرسائل السياسية، خاصة أن وسائل الإعلام في السنوات العشر الأخيرة فقدت تأثيرها على الجمهور، مما جعل الدراما هي المرشح الأفضل لتوصيل تلك الرسائل. وتندرج المسلسلات ضمن ما يسمّى بـ”الدراما الإعلامية” التي نجحت في توصيل رسائل عديدة وأسهمت في تنوير الرأي العام بشأن خفايا الكثير من الأحداث، مقابل إخفاق الإعلام التقليدي على مدى سنوات في إقناع الجمهور بأهميته.
يذكر أن وزير الإعلام السوري بطرس حلاق قال بعد انتهاء الموسم الدرامي الرمضاني الماضي إن الوزارة أقرت خطتها الاستراتيجية لدراما 2023، لافتاً إلى أنها ستتولى “مسؤولية تنفيذها وتطبيقها بالشكل الصحيح”، مشيراً إلى أن الخطة بنيت اعتماداً على الآراء حول مسلسلات 2022.