إيطاليا ضيف شرف مهرجان فاس للموسيقى العالمية

موضوع المهرجان يرتبط بحركة النهضة الإيطالية التي شكلت نقلة مهمة في انتقال أوروبا نحو الحداثة.
السبت 2025/05/17
عرض خاص من الدورة الماضية

فاس (المغرب) - تحل إيطاليا ضيف شرف الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي تقام خلال الفترة ما بين 16 و24 مايو 2025، تحت شعار "انبعاثات." وأوضح بلاغ لمؤسسة "روح فاس"، منظمة هذه التظاهرة، أن هذا الاختيار يأتي ليجسد "روح المغرب، أرض التجديد الثقافي، والروحي والفني،" مشيرا إلى أن موضوع المهرجان يرتبط بحركة النهضة الإيطالية التي شكلت ما بين نهاية القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر نقلة مهمة في انتقال أوروبا نحو الحداثة.

وأوضح المصدر ذاته أن هذه المبادرة الدبلوماسية – الفنية تربط بلدين تجمعهما ديناميكية قوية للتعاون، مذكرا بالتوأمة التاريخية بين فاس وفلورنسا التي يعود تاريخها إلى سنة 1961، وتعكس أهمية الثقافة كعنصر أساسي للحضارة.

وسجل المنظمون أن الهيئات الدبلوماسية والثقافية الإيطالية بالمغرب عملت على تعزيز التقارب بشكل غير مسبوق بين مهرجان فاس ومهرجان مونتيفيردي بكريمونا، مؤكدين أن هذا المهرجان الذي يعد واحدا من أرقى التظاهرات المخصصة لموسيقى الباروك سيعقد دورته الثانية والأربعين خلال الفترة ما بين 13 و 29 يونيو بمسقط رأس كلاوديو مونتيفيردي، ويعد أحد الشخصيات البارزة في الموسيقى المقدسة.

المبادرة الدبلوماسية - الفنية تربط بلدين تجمعهما ديناميكية قوية للتعاون وتعكس أهمية الثقافة كعنصر أساسي للحضارة

ويوم 17 مايو ستستضيف المنصة الرئيسية لباب الماكينة إبداع "صلاة الغروب للسيدة العذراء" من تأليف كلاوديو مونتيفيردي سنة 1567، تدور حول نصوص توراتية مخصصة تقليديا لطقوس أعياد مريم العذراء. وقد كان عملاً مبتكرا للغاية في حقبة عصر النهضة، حيث أدرج تقنيات صوتية جديدة، لاسيما مؤثرات الصدى. وسيتيح إبداع "صلاة الغروب للسيدة العذراء" أيضا لعشاق الموسيقى فرصة رائعة من خلال اللقاء بين أنطونيو غريكو من فلورنسا، قائد أوركسترا وجوق مهرجان مونتيفيردي، ومحمد بريول قائد الأوركسترا العربية الأندلسية بفاس.

ونقل البلاغ عن رئيس مؤسسة روح فاس عبدالرفيع زويتن قوله "شرف لنا أن نعيد إحياء التقارب بين مدينتي فاس وفلورنسا، المدينتين العريقتين اللتين استطاعتا، على مر العصور، مد الجسور بين الثقافات والحقب."

وأضاف أن "مدينة فاس، التي يعود تأسيسها إلى القرن الثامن الميلادي والتي يُرمز لها بمعلمة القرويين، أقدم جامعة في العالم، شكلت محورا للمعارف بمجموع القارة الأفريقية والبحر الأبيض المتوسط،" مسجلا أن الأمر ذاته ينطبق على مدينة فلورنسا مركز الثقافة والفن، التي ساهمت في نشر معارف العصور الغابرة وبروز رؤيا متجددة للعالم من خلال هذه الفترة الرائعة لعصر النهضة.

18