إيران تقبل تعديل الاتفاق النووي أملا في تحقيق أي تقارب مع واشنطن

طهران – قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية الأربعاء، إن طهران مستعدة لتقديم تطمينات بعدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية ولقبول تغييرات على اتفاقها النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015 إذا عادت واشنطن للاتفاق ورفعت العقوبات.
وأضاف المتحدث علي ربيعي للتلفزيون الرسمي “إذا انتهت العقوبات وكانت هناك عودة للاتفاق النووي، فسيكون هناك مجال لتقديم تطمينات بهدف كسر الجمود، بل إن الرئيس حسن روحاني لديه مقترح بتغييرات على الاتفاق”.
وتابع ربيعي “التعديل الإيراني المقترح على الاتفاق النووي يدعو لموافقة برلمان إيران مبكرا على بروتوكول إضافي وإلى موافقة الكونغرس الأميركي على الاتفاق النووي وعلى رفع كل عقوبات واشنطن”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كثّف تحركاته في اليومين الأخيرين بين نظيريه الأميركي والإيراني، قد اعتبر أن “ظروف استئناف سريع للمفاوضات” قد “تهيأت”.
ورأى ماكرون أنه “يعود الآن لإيران والولايات المتحدة أن تستغلّا هذه الظروف” من خلال “لقاء” بين روحاني وترامب أو من خلال عملية ترتدي طابعا “تدريجيا” أكثر.
وقبل مغادرته نيويورك، أطلق ماكرون دعوةً أخيرة لعقد لقاء ثنائي سيكون تاريخياً بين البلدين العدوّين هذا الأسبوع خلال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة.
وقال ماكرون “إذا غادر روحاني البلد من دون أن يلتقي الرئيس ترامب فستكون هذه حقاً فرصة ضائعة لأنّه لن يعود قبل عدّة أشهر”.
وسيكون اللقاء بين ترامب وروحاني إن تمّ، الأول على هذا المستوى بين البلدين منذ الثورة الإسلامية في عام 1979 وقطع العلاقات الإيرانية الأميركية. والهدف منه تخفيف التوتر الذي لم يكف عن التصاعد خلال الأشهر الأخيرة ووصل لذروته منذ الهجمات في 14 سبتمبر على منشأتين نفطيتين سعوديتين، التي أكد الغربيون أن إيران تقف وراءها.
وأطلق الرئيسان الأميركي والإيراني في الأيام الأخيرة مواقف متباينة، فقد أكدا على الخلافات بينهما، وتبادلا أحياناً التهديدات، لكن بدون أن يغلقا تماماً الباب على لقاء بينهما.
وأخذ الرئيس الفرنسي زمام المبادرة في أوروبا لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني وتجنب أزمة أعمق في الشرق الأوسط.
وناقش ماكرون مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مقترحات لاحتواء الأزمة من بينها تخفيف بعض العقوبات الأميركية أو منح إيران آلية تعويض اقتصادية لعائدات النفط المفقودة بسبب العقوبات الأميركية.
وعلى الرغم من مساعي ماكرون، لا يبدو أن الرئيس الأميركي يعتزم تخفيف العقوبات على طهران.
وبدا ترامب وكأنه يستخف بجهود الوساطة الفرنسية مع إيران وقال على هامش أشغال مجموعة السبع المنعقدة مؤخرا ببياريتس (فرنسا) إنه رغم سعادته بمساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتهدئة التوتر مع طهران، فإنه سيواصل مبادراته الخاصة.
وتدرك طهران جيدا أن القادة الأوروبيين أعجز من أن يساعدوها على تلافي العقوبات الأميركية وأن الذهاب إلى التفاوض مع صاحب القرار مباشرة يستوجب القليل من الوقت ودعما دبلوماسيا تعمل إيران على تحفيزه عبر الترفيع في سقف التهديدات تارة والتهدئة تارة أخرى.
ويرى مراقبون أن إيران تريد من خلال تصعيدها ضد حلفائها الأوروبيين وحشرهم في الزاوية التمديد في آجال الجهود الدبلوماسية لربح المزيد من الوقت، إلى حين إيجاد وصفة تذهب بها للتفاوض مع واشنطن مباشرة وتحفظ ماء الوجه، إذ لم تفاوض إيران قبل هذا من موقع ضعف.
ويرجّح هؤلاء أن تقبل إيران التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي جديد يشمل برنامجها الصاروخي الباليستي، في ظل تعرضها لعقوبات أثّرت بشكل كبير على اقتصادها.
ويرى مسؤولون أميركيون أن “إدارة الرئيس دونالد ترامب تفضّل حلا سياسيا مع طهران على أساس أن التجارب السابقة أظهرت أن الدخول في حرب أسهل بكثير من الخروج منها”.
وقالت مصادر دبلوماسية إن “واشنطن تهدف بشكل أساسي إلى إنهاء دعم إيران للإرهاب والميليشيات الحليفة لها في المنطقة، وفرض قيود على برامجها الصاروخية، والتفاوض بشأن اتفاق نووي جديد يحل مكان اتفاق عام 2015”.
وحتى الآن يقول الخبراء إن النهج الأوسع للسياسة الخارجية لإدارة ترامب، يعتمد على ممارسة أقصى الضغوط على الخصوم لإجبارهم على تقديم التنازلات.