إنسان العصر الحجري يؤرخ أيامه بحركة الحيّة

أهل العصور التي ذكرها الكتاب لم يكونوا يوقّتون لا بالشمس ولا بالقمر بل بحركة الماء العذب والنجوم في الكون.
الثلاثاء 2022/03/08
حركة الكون فُهمت من خلال حركة الحية (من صفحة زكريا محمد بفيسبوك)

رام الله – يعتبر كتاب “سنة الحية.. روزنامات العصور الحجرية” للكاتب والشاعر الفلسطيني زكريا محمد ثمرة جهد عقدين من البحث، كما يشير مؤلفه، الذي يقر بأنه يرسي الأرضية لفك شيفرة روزنامات ومعتقدات العصر الحجري القديم الأعلى، والعصور الحجرية التي تلته (العصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث).

ويضيف محمد أن الجدال بشأن هذه الروزنامات كان دائرا بين أنصار التوقيت القمري والتوقيت الشمسي، وأنه في هذا الكتاب يكشف أن أهل العصور التي ذكرها لم يكونوا يوقّتون لا بالشمس ولا بالقمر، بل بحركة الماء العذب في الكون، وعلى الأخص بحركة الماء العذب السفلي.

موضحا أن الماء السفلي عندهم كانت له حركتان: حركة خروج من الأعماق، التي تؤدي إلى فيضان أنهار مثل نهر النيل؛ وحركة هبوط وسكون في أعماق الأرض تؤدي إلى امتلاء العيون والآبار الجوفية.

الكتاب يعرض لما يقرب من أربعين روزنامة، أبعدها في الزمن يعود إلى 65 ألف سنة قبل الميلاد

ويتابع المؤلف بقوله إن ظهور نجوم محددة هو الذي يثير الحركتين، لذا فإن توقيت العصور التي يتناولها كان نجميا – مائيا.

ويؤكد أن حركة الماء السفلي في صعوده وهبوطه شُبهت بحركة الحية في بياتها الشتوي وفي خروجها من هذا البيات، معتبرا أن حركة الكون “قد فُهمت من خلال حركة الحية”.

ويشير إلى أن أديان العصور الحجرية الثلاثة كانت ديانة استعارية، وكانت الحية فيها أهم كائن على خشبة مسرح تلك العصور، وهو ما يعني أن الحية كانت أقدم وأعظم استعارة في التاريخ البشري وأنها أم الاستعارات الأدبية والدينية.

وقسم المؤلف هذه العصور إلى فترتين: فترة بيات، وفترة نشاط. وتساوي فترة البيات 243 يوما، وفيها ينام الماء السفلي ساكنا في الأعماق كما تنام الحيات في بياتها الشتوي. أما فترة النشاط ففيها يصعد الماء السفلي من الأعماق ويتدفق على وجه الأرض متموجا كالحيات، وهي تساوي 81 يوما.

ويقول الكاتب إن “سنة هذه العصور مكونة 9 أشهر في كل شهر 40.5 يوم. بذلك فالسنة مكونة من 364.5 يوم، وأن هذه السنة تستند إلى حركة الماء السفلي. فهناك نجوم محددة تظهر فتثير حركة هذا الماء، وتدفعه ليخرج من أعماق الأرض ويتموج على السطح، ثم تأتي نجوم أخرى وتجعله يعود من السطح ليبيت في الأعماق من جديد، ولهذا الماء فترة بيات مكونة من 243 يوما، وفترة نشاط وخروج من البيات مكونة من 81 يوما. وحاصل جمع الفترتين يعطي 324 يوما، أي 8 أشهر من السنة. أما الشهر التاسع فهو شهر مشترك بين الفترتين”.

ويضيف محمد “أفترض أنني فككت في هذا الكتاب شيفرة روزنامات العصور الحجرية، وعلى الأخص العصر الحجري القديم الأعلى (الباليوليثي) والعصر الحجري الوسيط (الميزوليثي). وبما أن الروزنامات ليست حسابا للأيام والسنوات فقط، بل هي دين في الأساس، ولذلك أفترض أنني وضعت الأساس لفك مشكلة معتقدات هذه العصور ودياناتها”.

ويتابع “بدأت الكتاب بقطعة سيبيرية من العصر الباليوليثي عمرها ما بين 20-23 ألف ق. ن. وهي قطعة من العاج حفرت عليها حيات وأرقام تدعى ‘لوح مالتا‘. وقد افترضت أنها تعطيني مفتاحا للعصور الحجرية بروزناماتها ومعتقداتها”.

ويعرض الكتاب لما يقرب من أربعين روزنامة، أبعدها في الزمن يعود إلى 65 ألف سنة قبل الميلاد. ويذكر أن كتاب “سنة الحية.. روزنامات العصور الحجرية” صدر عن دار الناشر للنشر والتوزيع برام الله.

Thumbnail
13