إمارة الشارقة تستقطب مشروعا عقاريا إماراتيا ضخما

يتزايد زخم الإسكان في إمارة الشارقة في الإمارات حيث تتواجد أعداد كبيرة من العاملين، بالتوازي مع تباطؤ في نمو العقارات في جارتها دبي التي تكافح نقص الطلب، غير أن خبراء يتوقعون انتعاشة مرتقبة، خصوصا بعد إقرار الحكومة فتح باب التجنيس ما من شأنه دعم أنشطة الإسكان.
دبي - أعلنت شركة تطوير عقاري كبرى في الشارقة عن مشروع سكني كبير باسم “مَسار” بالتزامن مع إعلان مؤسسة أبحاث للتسويق بأن جارتها دبي تواجه تراجعا في الأسعار يعكس قلة الطلب على العقارات.
أطلقت شركة عقارية بالإمارات مشروعا فاخرا مسوّرا بثمانية مليارات درهم (2.2 مليار دولار) في إمارة الشارقة. وتتجاور إمارة الشارقة مع إمارة دبي حيث تتواجد أعداد كبيرة من العاملين الذين ينتقلون يوميا من الشارقة وعجمان إلى دبي، ويفضل الكثير من هؤلاء العاملين، خصوصا القادمين من بيئات عربية بالدرجة الأولى، مجتمعا أقل اختلاطا من الذي يجدونه في دبي.
ويشجع قرار اتخذته حكومة الإمارات مؤخرا بتسهيل إجراءات التجنيس في زيادة الإقبال على شراء العقارات. وستسمح هذه الخطوة، التي تعد نادرة في دول الخليج حيث إمكانية منح الجنسية محدودة للغاية، لهؤلاء بالاحتفاظ بجنسياتهم الأصلية.
ويعيش في الإمارات حوالي عشرة ملايين شخص، يشكل الأجانب نحو 90 في المئة منهم. ويرى خبراء أن من شأن الخطوة دعم خطط الإسكان بعد أن صار بإمكان هؤلاء الحصول على الجنسية.
وقال أحمد الخشيبي الرئيس التنفيذي لشركة ‘أرادَ’ في تصريحات صحافية إن “تسليم الوحدات في المشروع ‘مَسار’ الذي يقام على مساحة 19 مليون قدم مربعة بعدد أربعة آلاف وحدة، سيبدأ على مراحل من 2023 وينتهي في 2028”.
ومن المتوقع أن يقطن نحو 15 ألف شخص المشروع، الذي سيضم إلى جانب المرافق السكنية والتجارية مساحات خضراء ومدرسة دولية. وقال الخشيبي إن تمويل المشروع سيكون من رأس المال وبالدين والمبيعات.

أحمد الخشيبي: تمويل المشروع سيكون من رأس المال وبالدين والمبيعات
وتفاقم التباطؤ في دبي، المحرك العقاري للإمارات، من جراء جائحة فايروس كورونا التي أفرزت فقدا هائلا للوظائف ونزوحا للمقيمين الأجانب.
لكن الخشيبي قال إنه يتوقع على الرغم من الجائحة أن يكون هناك طلب كبير على المشروع الذي ستدور تكلفة المنزل فيه بين 1.2 و3.7 مليون درهم.
وأضاف “عندما تشيع الضبابية، أصبحت الشارقة معروفة كوجهة آمنة. إنها معروفة باستقرارها. المقيمون فيها يمكثون للمدى الطويل. إذا نظرت إلى سكان الشارقة، فمعظمهم من الجيل الثاني. إنها وطنهم”.
وأوضح أن الشركة تتوقع ترسية عقود قيمتها 1.5 مليار درهم هذا العام، بعضها لمشاريع أخرى.
و”أرادَ” مملوكة للشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس إدارة مجموعة بسمة في الشارقة، وللأمير خالد بن الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة كيه.بي.دبليو إنفستمنتس في دبي.
ويشهد قطاع العقارات في الإمارات تفاوتا في النشاط، ورغم الحصيلة السلبية للقطاع في دبي أظهر استطلاع أجرته رويترز أن من المتوقع تراجع أسعار المنازل في دبي بوتيرة أبطأ هذا العام والذي يليه، مقارنة مع التقديرات السابقة، في ظل تعزز الثقة بالقطاع وسط آمال حيال توزيع ناجح للقاحات وتعاف اقتصادي.
ووفقا لبيانات من مصرف الإمارات المركزي، بعد تراجعها 3.5 في المئة في الربع الأول من 2020، تُظهر أسعار العقارات في دبي علامات استقرار. فقد انخفضت الأسعار بمعدل أبطأ كثيرا بلغ 0.9 في المئة على أساس سنوي في الربع الثالث من السنة بعد استقرار دون تغير يذكر في الربع الثاني.
وتوقع الاستطلاع، الذي أُجري بين 13 و28 يناير وشمل 11 محللا بالسوق العقارية، انخفاض أسعار المنازل في دبي بنسبة 2 في المئة هذا العام، في تحسن كبير عن مسح سبتمبر الذي توقع تراجعا نسبته 5.1 في المئة. ومن المتوقع حدوث انخفاض مماثل في العام القادم.
وقال أديتي جوري، مدير الاستشارات الإستراتيجية والأبحاث لدى كافنديش مكسويل في دبي، “ثمة عوامل عدة، لكن التعافي الاقتصادي والتوزيع الناجح للقاح يبرزان كمحركات رئيسية للقطاع العقاري، سيعزز كل منهما الثقة في السوق”.
وحسبما تقوله الحكومة، عقب انكماش من المتوقع أن يكون قد بلغ 6.2 في المئة العام الماضي، من المنتظر أن ينمو اقتصاد دبي، مركز التجارة والسياحة بالشرق الأوسط، أربعة في المئة في 2021، وذلك بفضل إجراءات للحد من تداعيات الجائحة.
المتوقع أن يقطن نحو 15 ألف شخص المشروع، الذي سيضم إلى جانب المرافق السكنية والتجارية مساحات خضراء ومدرسة دولية
وردا على سؤال عن المحرك الرئيسي لنشاط السوق العقارية هذا العام، قال تسعة محللين إنه سيكون التوزيع الناجح للقاح والتعافي الاقتصادي. وقال واحد التحفيز المالي وآخر السياسة النقدية.
وقال أنوج بوري، رئيس مجلس إدارة أناروك للاستشارات العقارية، “في ضوء بدء توزيع اللقاح بمعظم الدول، سيتلاشى التأثير السلبي من كوفيد – 19 تدريجيا. المبادرات الحكومية المتنوعة المتخذة على مدى العام الماضي لتنشيط النمو ستؤتي ثمارها أخيرا في 2021”.
وعلى مقياس للتكلفة من 1 إلى 10، حيث 1 زهيد للغاية و10 باهظ للغاية، حصلت أسعار المنازل في دبي على تقييم يبلغ 4؛ الأدنى منذ إجراء الاستطلاع للمرة الأولى في أغسطس 2019.
وقال محللون كثر أجابوا على سؤال آخر إضافي، إن هناك مخاطر منخفضة من أن تخرج السوق العقارية عن مسارها بسبب تنام جديد لإصابات كوفيد – 19.
لكن بواعث القلق من تباطؤ اقتصادي مازالت قائمة بعد ارتفاع الإصابات بفايروس كورونا في الإمارات العربية المتحدة هذا الشهر، وفي ظل عدم تعافي بعض الشركات حتى الآن من تداعيات الجائحة.