إعلانات شركات التبغ تنبعث من سيارات فورمولا واحد

إغراء المال الإعلاني الذي يوفره التبغ والسجائر يعود لدغدغة مشاعر مسؤولي الفرق عبر فريق فيراري من خلال إعلان "ميشن وينو".
الاثنين 2019/02/18
العودة إلى نقطة الثقل الإعلانية
 

بعد أكثر من عشرة أعوام على منع إعلاناتها، عادت شركات التبغ من الباب الضيق إلى عالم الفورمولا واحد، بفضل اتفاقات بين بعض الفرق وشركات أو مبادرات مرتبطة بها، من دون أن تحمل اسمها بشكل مباشر.

باريس  – عاد عملاق السجائر الأميركي فيليب موريس، صاحب علامة “مارلبورو” الشهيرة، منذ أكتوبر الماضي (أي قبل نهاية موسم 2018) للتعاون مع فريق فيراري من خلال إعلان “ميشن وينو” الذي لا يبدو شعاره بعيدا عن الشعار التقليدي للسجائر ذات العلبة الحمراء والبيضاء.

ويوضح مدير الاتصال في فيليب موريس تومازو دي جوفاني أن “ميشن مينو تهدف الى إظهار التزامنا بالنمو الدائم. هذه المبادرة تسلط الضوء على (شركة) فيليب موريس الجديدة وشركاؤنا يربطهم بنا التزام ورغبة مشتركة في التطور نحو الأفضل”.

ومنذ سباق جائزة اليابان الكبرى في أكتوبر الماضي، حملت سيارتا فريق فيراري وخوذتا سائقيه الألماني سيباستيان فيتل والفنلندي كيمي رايكونن (يحل بدلا منه في الموسم المقبل شارل لوكلير من موناكو)، شعار “ميشن مينو” الذي يتضمن ثلاثة خطوط بيضاء اللون.

وشكلت شركات التبغ والسجائر نقطة الثقل الإعلانية لما يناهز أربعة عقود في الفورمولا واحد، رياضة السرعة الأبرز عالميا والتي تتطلب من فرقها توفير قدرات مالية ضخمة إذا ما أرادت المنافسة على الفوز. إلا أن الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) المشرف على هذه الرياضة، منع بشكل صارم إعلانات التبغ والسجائر منذ عام 2006، في إطار الحملات العالمية للتحذير من مضار التدخين ومكافحة إعلانات السجائر والترويج لها.

لكن في ظل معاناة الفرق لتوفير الموارد المالية اللازمة وتغطية تكلفة ميزانياتها، عاد إغراء المال الإعلاني الذي يوفره التبغ والسجائر، لدغدغة مشاعر مسؤولي الفرق، ما وفر للشركات قدرة للعودة وإن بأسماء مختلفة.

وبحسب ما تم الكشف عنه في وقت سابق هذا الأسبوع، إضافة إلى فيراري، سيحمل فريق ماكلارين بدءا من 2019 شعار “بَتِر تومورو (غد أفضل)”، وهي شركة فرعية مرتبطة بشركة “بريتيش أميركان توباكو”، تركز نشاطها في مجال البحوث المرتبطة بالسجائر الإلكترونية.

ويقول متحدث باسم شركة “بريتيش أميركان توباكو” التي تنتج علامات تجارية مختلفة من السجائر أبرزها “كِنت”، إن العملاق البريطاني سيدرس بعناية القواعد المختلفة في دول العالم المتعلقة بالترويج للتبغ والسجائر. ويوضح “لا يزال يتعين علينا دراسة أي إشارات للعلامة التجارية يمكننا تطبيقها في أي بلد، لكننا بالتأكيد سنحترم القواعد التنظيمية”.

ويشدد المتحدث على أن ما ستقوم به الشركة حاليا “لا علاقة له بأي شكل من الأشكال بما كنا نقوم به قبل 2006”، علما بأن “بريتيش أميركان توباكو” ارتبط اسمها بشكل كبير بالفورمولا واحد، وصولا إلى المشاركة بفريق تابع لها بين العامين 1996 و2005، حمل اسم “بي ايه آر”، أي الأحرف الأولى من عبارة “بريتيش أميركان رايسينغ”.

وقبل منع الإعلانات بشكل كامل، وفي خلال الفترة التي كان يتم فيها البدء بتقييد الترويج للتبغ في بعض الدول المضيفة للسباقات لاسيما في أوروبا، عمد المعلنون والفرق إلى “تمويه” الإعلانات.

وعلى سبيل المثال، كان فريق فيراري يزيل اسم “مارلبورو” عن كل ما يرتبط به في الدول حيث تمنع الإعلانات، ويبقي على الشعار والألوان من دون اسم العلامة التجارية، على أن يعيد الأخير إلى سابق عهده في الدول حيث لم تكن إعلانات التبغ قد منعت بعد.

ومنعت كل أشكال هذه الإعلانات بالكامل منذ عام 2006.

وكما كان حضور إعلانات التبغ يثير جدلا، بدأت العودة التدريجية لهذه الشركات إلى رياضة السرعة تثير انتقادات وتحفظات، لاسيما في الدول التي تحظر أي إعلان من هذا النوع، أكان للسجائر أو الشركات المنتجة.

24