إعادة التدوير بالترفيه.. زبالة ستور ينشر الوعي البيئي

توعية الأمهات بأهمية إعادة التدوير تلعب دورا أساسيا في تدعيم الثقافة البيئية.
الثلاثاء 2024/03/19
نشاطات تعليمية وترفيهية مع إعادة التدوير

يحظى مركز “زبالة ستور”، الذي بدأ نشاطه بالتعاون مع المدارس، بدعم معنوي من وزارة البيئة وبإقبال مكثف من الأطفال الذين يتأثرون ويتفاعلون بشدة مع النتائج الإيجابية للمنتجات المعاد تدويرها؛ مثل قيامهم ببناء منازل، تقي الحيوانات الضالة البرد، من كاوتش السيارات وحاويات الفواكه البلاستيكية وبقايا الملابس.

القاهرة - جلس الأطفال في مقر مركز زبالة ستور بمنطقة الأريزونا في حي الهرم بمحافظة الجيزة المصرية على مقاعد مصنوعة من أقفاص الفواكه منهمكين في قص ولزق فوانيس وزينة رمضان وتلوينها بألوان علم فلسطين ضمن فعاليات ورشة إعادة تدوير يقيمها المركز بمناسبة اليوم العالمي لإعادة التدوير.

زبالة ستور هو مركز تابع لمؤسسة آدم للتنمية الإنسانية تأسس عام 2016 في القاهرة ويهدف إلى نشر ثقافة الوعي البيئي من خلال النشاطات التعليمية والترفيهية للأطفال، وجمع المخلفات وإعادة تدويرها، علاوة على دعم عملية بيع المنتجات المعاد تدويرها من المنازل من خلال منصتهم الرقمية.

ويقول عماد حسن مؤسس المشروع ورئيس مجلس أمناء مؤسسة آدم للتنمية الإنسانية إنهم يقومون بتحديد مناطق وقطاعات محددة مثل المقاهي والمطاعم والمدارس والتجمعات السكنية لجمع كل أنواع المخلفات منها -كالقمامة والإسفنج والبلاستيك وزيوت السيارات والصفيح وزيوت الطعام المستخدمة وبقايا الشاي والقهوة وأعقاب السجائر- بمقابل مادي.

وأضاف “كل الأماكن هذه نحن فيها، ونريد أن يتغير (انتشار القمامة)، لا نريد القمامة في الشارع، لا نريد أن نسمع كلمة هذا يرمي القمامة، ولا نريد أن نقول إن القمامة عاملة (تسبب) مشكلة”. وأوضح حسن أن توعية الأمهات بأهمية إعادة التدوير تلعب دورا أساسيا في نشر الثقافة البيئية لأنهن “عناصر مؤثرة في المجتمع”.

العمل على توعية الأطفال بمدى أهمية ريادة الأعمال في الاستثمار البيئي بمثابة واجب لحماية مستقبل الجيل الجديد

ويعتمد المركز في ذلك على تنظيم ورش عمل لتوعية السيدات بسبل تحويل القمامة إلى منتجات تعود عليهن بعائد مادي، وذكر أمثلة مثل تحويل قشر البرتقال إلى معطر للجو وطارد للحشرات واستخدام بقايا القهوة لعمل الصابون والصلصال وتفريغ أعقاب السجائر واستخدام الحشو في صناعة ألعاب للأطفال مثل دمى الدببة.

ويرى حسن أن العمل على توعية الأطفال بمدى أهمية ريادة الأعمال في الاستثمار البيئي بمثابة واجب لحماية المستقبل، وأكد أن الأطفال يستمتعون كثيرا بتحويل مقتنياتهم القديمة أو المخلفات الملقاة في بيوتهم إلى منتجات جديدة.

وأوضح أن أحد شروط حضور الطفل ورش تعلم إعادة التدوير المجانية هو أن يأتي معه بالقطعة التي ينوي إعادة تدويرها ليكون ذلك “حافزا للطفل ليبدع بشكل أكبر”.

وقال إن الأطفال يتأثرون ويتفاعلون بشدة مع النتائج الإيجابية للمنتجات المعاد تدويرها مثل قيامهم ببناء منازل تقي الحيوانات الضالة البرد من كاوتش السيارات وحاويات الفواكه البلاستيكية وبقايا الملابس.

وأكد أن الأطفال الذين شاركوا في ورشة صناعة زينة رمضان باستخدام ألوان العلم الفلسطيني سعدوا بالتجربة، وعلى مدار ثلاث ساعات قام 25 طفلا بتلوين ما يقرب من 1000 فانوس مزين بعبارات دعم وحب للأطفال ضحايا الحرب الدائرة في غزة.

ويحظى مركز زبالة ستور، الذي بدأ نشاطه بالتعاون مع إحدى المدارس الدولية في منطقة المعادي بالقاهرة ثم توسع إلى التعاون مع أكثر من 40 مدرسة قومية وما يقرب من تسع مدارس دولية، بدعم معنوي من وزارة البيئة حيث تقوم الوزارة بحضور الفعاليات التي ينظمها المركز حرصا على نشر معلومات بيئية صحيحة لرواد الفعاليات المختلفة.

وذكر حسن أن التحدي الأكبر الذي يواجه المركز هو “الاحتياج إلى ميزانيات ضخمة”، حيث أوضح أن في الوقت الحالي يقوم هو وشركاؤه بتمويل المركز ذاتيا، ويأملون أن يحصلوا خلال العام القادم على دعم يمكنهم من نشر 50 شاحنة خاصة بهم في الشوارع الرئيسية بالقاهرة لنشر ثقافة إعادة التدوير.

الوعي البيئي يبدأ من الصغر
الوعي البيئي يبدأ من الصغر

ويأمل حسن أن يشارك في دعم الاقتصاد المصري من خلال إعادة التدوير وتصدير المنتجات المعاد تدويرها مثلما فعلت البرازيل، ويقول “المخلفات قوة اقتصادية ضاربة لو ركزنا عليها، نريد أن نجعل المجتمع يثق ويصدق أن المخلفات هي إحدى الوسائل المهمة جدا في إعادة ضبط الاقتصاد”.

وأظهر تقرير حكومي مصري صدر مؤخراً بشأن مؤشر الأداء البيئي في 180 دولة حول العالم أن مصر تتصدر الدول العربية في عملية إعادة تدوير المخلفات، فيما أشار إلى أن نفايات الطعام تشكل أكبر فئة من النفايات، وبلغت نحو 40 في المئة من الأغذية المنتجة.

وجاءت مصر في المرتبة الـ14 عالمياً والأولى عربياً من حيث معدلات إعادة التدوير لعام 2023، إذ تُعيد تدوير 80 في المئة من مخلفات البلاستيك، علماً أن القاهرة وحدها تنتج قرابة 290 ألف طن من البلاستيك سنوياً.

وفي العام الماضي حلّت مصر في المرتبة الـ42 عالمياً في المؤشر المتعلق بإعادة التدوير.

وذكر التقرير المصري أن نفايات الطعام تُسهم بنحو 10 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، كما تُشكل المواد الجافة القابلة لإعادة التدوير (مثل البلاستيك والورق والكرتون والمعادن والزجاج) 38 في المئة من إجمالي النفايات العالمية، فيما يُنتج العالم حوالي 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، ويتم إلقاء ما بين 75 إلى 199 مليون طن من البلاستيك في مياه المحيطات.

وتضم مصر 28 مصنعاً لإعادة التدوير، ما يعني أن أمامها فرصاً واعدة في هذا المجال، كما يجري العمل على زيادة العدد إلى 56 مصنعاً.

واعتبر استشاري منظمة الصحة العالمية صابر عثمان أن عملية تدوير المخلفات ترتبط بالعديد من أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها الهدف الخاص بالإنتاج والاستهلاك المستدام والعمل المناخي، إذ أن إعادة تدوير المخلفات تُساهم في تحقيق الإنتاج والاستهلاك المستدام من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعية وإعادة استخدامها بالشكل الأمثل.

16