إصلاح العلاقة مع الناخبين العرب والمسلمين أولوية هاريس

من المتوقع أن تكون الانتخابات بين هاريس وترامب متقاربة وخاصة في ولاية ميشيجان التي تضم عددا كبيرا من المسلمين الأميركيين.
الأحد 2024/10/06
هل تكفي المشاركة الرمزية لطمأنة مسلمي أميركا؟

واشنطن- اجتمعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بقادة ممثلين للأميركيين من أصول عربية والمسلمين في مدينة فلينت بولاية ميشيجان في ما تسعى حملتها الرئاسية إلى استعادة ثقة الناخبين الغاضبين من الدعم الأميركي لحربي إسرائيل في غزة ولبنان.

ويعد هذا الاجتماع الذي جرى الجمعة واحدا من عدة محاولات خلال الأيام القليلة الماضية لإصلاح العلاقات مع الناخبين المسلمين والعرب الذين دعموا بشكل كبير الرئيس جو بايدن في عام 2020 عندما كان المرشح الديمقراطي، لكنهم ربما يمتنعون عن التصويت لهاريس مما قد يجعلها تخسر ولاية ميشيجان المهمة.

وقال مسؤول في حملة هاريس إنها عبرت خلال الاجتماع الذي استمر لنصف ساعة عن قلقها إزاء حجم المعاناة في غزة والخسائر في صفوف المدنيين والنزوح في لبنان. وأضاف أنها ناقشت كذلك الجهود المبذولة لإنهاء الحرب والحيلولة دون نشوب حرب أوسع نطاقا في المنطقة.

◄ المجتمعون عبّروا عن خيبة أملهم إزاء طريقة بايدن ودعوا هاريس لتصويب السياسة الأميركية في الشرق الأوسط

وقال وائل الزيات المدير التنفيذي لمنظمة “إمجيدج أكشن”، التي أبدت في الآونة الأخيرة تأييدها لهاريس، إن المشاركين في الاجتماع عبّروا عن خيبة أملهم الشديدة إزاء طريقة تعامل الولايات المتحدة مع هذه الأزمة، ودعوا نائبة الرئيس إلى بذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب وإعادة ضبط السياسة الأميركية في المنطقة.

وأضاف الزيات “طلبت إمجيدج أكشن من نائبة الرئيس هاريس إقناع الرئيس بايدن بالحاجة الملحة إلى وضع حد فوري للعنف” في غزة ولبنان، مشيرا إلى أن هاريس “تتفق (معنا) على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي”.

وقال إد غابرييل رئيس مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان إن تبادلا قيما للآراء جرى خلال الاجتماع حول قضايا منها “الحاجة إلى وقف إطلاق النار، والدعم المطلوب من الولايات المتحدة وحلفائها لمعالجة الأزمة الإنسانية، وفراغ القيادة الرئاسية في لبنان، والدور المهم للقوات المسلحة اللبنانية”.

وأضاف “أبدت (هاريس) كثيرا من التعاطف، وسنرى ما سيحدث.. كان حوارا قيما”.

وقال جيم زغبي مؤسس المعهد العربي الأميركي والعضو القديم في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، إنه رفض الدعوة لحضور الاجتماع. وقال قياديون من حركة “غير ملتزم” المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة إنه لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع.

ولم يتسن لهالة حجازي الحضور، وهي صديقة قديمة لهاريس فقدت العشرات من أفراد عائلتها في غزة.

وتواجه هاريس الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية يوم الخامس من نوفمبر في سباق تشير استطلاعات الرأي إلى أنه متقارب. ويوجد في ميشيجان، وهي ولاية متأرجحة رئيسية، واحدة من أكبر جاليات الأميركيين من أصول عربية بالولايات المتحدة.

وقال مكتب نائبة الرئيس إن مستشار الأمن القومي لهاريس، فيل جوردون، التقى عن بعد يوم الأربعاء بممثلين للأميركيين من أصول عربية. وأضاف أن الإدارة تدعم وقف إطلاق النار في غزة والدبلوماسية في لبنان والاستقرار في الضفة الغربية المحتلة.

وائل الزيات: هاريس تتفق مع منظمة "إمجيدج أكشن" على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي
وائل الزيات: هاريس تتفق مع منظمة "إمجيدج أكشن" على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي

ويعتقد بعض الأميركيين من أصول عربية أن هاريس ستخسر أصواتا كثيرة في الانتخابات الرئاسية بسبب رفضها النأي بنفسها عن سياسات الرئيس بايدن في الشرق الأوسط وسط تصعيد إسرائيل لهجماتها.

وقال علي داغر، وهو محام أميركي من أصل لبناني وأحد القياديين الأميركيين من أصل عربي، “ستخسر هاريس ولاية ميشيجان.. لن أصوت لكامالا هاريس ولن يصوت لها أحد أعرفه. لا أجد أحدا في (مجتمعي) يدعمها”.

ووعد تيم والز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيسة المسلمين الأميركيين بدور متناسب في الإدارة إذا فاز مع هاريس بالانتخابات.

وقال والز حاكم ولاية مينيسوتا خلال اجتماع عبر الإنترنت نظمته منظمة “إمجيج أكشن” المدافعة عن حقوق المسلمين الأميركيين والتي أعلنت في الآونة الأخيرة دعمها لهاريس إن “نائبة الرئيس هاريس وأنا ملتزمان… بأن يواصل البيت الأبيض التنديد بجميع أشكال المشاعر المعادية للإسلام والعرب التي يقودها دونالد ترامب، والأهم من ذلك، الالتزام بأن يشارك المسلمون في هذه الإدارة ونعمل جنبا إلى جنب”.

ومن المتوقع أن تكون الانتخابات بين هاريس وترامب متقاربة وخاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيجان التي تضم عددا كبيرا من المسلمين الأميركيين.

وكشفت رسائل بريد إلكتروني نشرت رويترز تفاصيلها أن المسؤولين الأميركيين يتخوفون من نتائج التصعيد في الشرق الأوسط وانحياز واشنطن إلى إسرائيل.

وأرسلت المظاهرات التي شهدتها الجامعات الأميركية إشارات واضحة إلى إدارة بايدن عن تأثيرها على أصوات الداعمين لغزة ممن كانوا يصوتون تقليديا للديمقراطيين.

وبعد أن استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مستشفيات ومدارس ومساجد غزة، أبلغ كبير مسؤولي شؤون الدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية الأميركية بيل روسو كبار المسؤولين في الوزارة بأن واشنطن “تفقد مصداقيتها بين الجماهير الناطقة بالعربية” بعدم تعاملها مع الأزمة الإنسانية مباشرة، وذلك وفقا لرسالة بالبريد الإلكتروني أرسلت يوم 11 أكتوبر. وذكرت السلطات الصحية في غزة في ذلك اليوم أن عدد القتلى بلغ نحو 1200 شخص.

وأعرب بايدن في ساعة متأخرة من مساء الجمعة عن ثقته بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، ستجرى بشكل نزيه، لكنه أثار مخاوف بشأن اضطرابات محتملة.

وقال بايدن “إنني واثق من أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة. لا أعرف ما إذا كانت ستجرى بشكل سلمي أم لا”.

7