إسلاميو الأردن يضغطون على الحكومة لمقاطعة "ورشة البحرين"

التحرك يهدف بالأساس إلى إحراج الأردن الرسمي الذي يجد نفسه ممزقا بين المشاركة في ورشة البحرين أو مقاطعتها.
السبت 2019/06/22
القضية الفلسطينية بوابة العودة إلى الشارع

عمان – نظم المئات من الإسلاميين الأردنيين مسيرة في العاصمة عمان الجمعة للاحتجاج على خطة السلام الأميركية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وطالبوا الحكومة بمقاطعة مؤتمر اقتصادي متصل بالخطة يعقد في البحرين الأسبوع المقبل.

ويأتي الحراك الذي دعت إليه الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي في وقت لم تعلن فيه عمان موقفها النهائي من المشاركة في مؤتمر المنامة، حيث صرح مؤخرا وزير خارجيتها أيمن الصفدي بأن الأمر لا يزال خاضعا للدرس.

وهتف المحتجون الذين خرجوا من المسجد الحسيني في وسط العاصمة بعد صلاة الجمعة وفي مقدمتهم أعضاء قياديون في جبهة العمل الإسلامي التي نظمت المسيرة “يا ترامب يا ترامب ارحل عنا الأردن صامد وما راح يركع″.

وقوبلت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي طال انتظارها والتي وصفها الرئيس الأميركي بأنها “صفقة القرن” بالغضب في الأردن الذي يعيش فيه ملايين السكان من أصل فلسطيني بجانب المواطنين الأردنيين.

وفي حين لا تزال تفاصيل خطة السلام قليلة ولم يعلن عن الخطة بعد فقد أثارت مخاوف قديمة من أن أي محاولة لتسوية الصراع ستتم بطريقة تناسب إسرائيل، وعلى حساب الفلسطينيين والأردن.

وردد المحتجون هتافات ضد مشاركة الأردن في ورشة العمل التي ستعقد في البحرين يوم الثلاثاء المقبل والتي تصفها واشنطن بأنها استهلال للصفقة الموعودة التي طال تأجيل الكشف عنها. وهتف المحتجون الغاضبون الذين جمعوا بين الشعارات الموالية للإسلاميين والانتقادات المناوئة للغرب “لا للتطبيع مع إسرائيل.. يسقط يسقط مؤتمر البحرين”.

Thumbnail

ورفع بعض المحتجين لافتات كتبت عليها عبارة “تسقط ورشة البحرين” بينما وقف المئات من رجال الشرطة في مكان قريب وأغلقوا شارعا رئيسيا في قلب وسط المدينة.

ويرى مراقبون أن التحرك يهدف بالأساس إلى إحراج الأردن الرسمي الذي يجد نفسه ممزقا بين المشاركة في ورشة البحرين أو مقاطعتها، ولكليهما أثمان باهظة، لا تقوى عمان على تحملها.

ويقول مسؤولون إن الأردن سيختار أخف الضررين وهو حضور الورشة للاطلاع على الأجزاء الاقتصادية من خطة ترامب لكن رسالته للمؤتمر ستتمثل في أن العروض المالية لن تكون بديلا عن حل سياسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وأنه متمسك بخيار حل الدولتين.

وسبق أن صرح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بأنه لا بد من المشاركة في مثل تلك المؤتمرات “حتى لا يجد الأردن نفسه خارج الغرفة”.

وقال مراد العضايلة رئيس جبهة العمل الإسلامي “جئنا لنقول بصوت واحد كأردنيين إننا نرفض صفقة القرن وورشة البحرين ونرفض أي مشاركة رسمية، والذين يشاركون سيصيبهم العار”.

وفي حين أن هناك معاهدة سلام بين المملكة وإسرائيل، كما تربطهما علاقات أمنية قوية، يشعر الكثير من الأردنيين بالاستياء من المعاهدة ويطالبون بإلغاء أي ارتباط مع إسرائيل.

ومع ذلك يقول بعض رجال الأعمال والمسؤولين في أحاديث خاصة إن الأردن الذي يواجه تحديات اقتصادية يمكن أن يستفيد من أي خطة سلام للشرق الأوسط تشمل تعهدات بتقديم مساعدات بمليارات الدولارات وتمويل مشروعات. ويرى محللون أن الحركة التي كشفت مؤخرا عن وثيقة سياسية عدتها مرجعية لجهة أهدافها وسياساتها خلال الفترة المقبلة، تريد من خلال الحراك الاحتجاجي الجمعة إرسال جملة من الرسائل موجهة بالدرجة الأولى إلى الداخل وتحديدا إلى الملك عبدالله الثاني.

Thumbnail

وكانت الحركة قد شهدت خلال السنوات الماضية تراجعا في حضورها الشعبي والسياسي نتيجة خسارة رهانها على الربيع العربي، بيد أنها أعادت ترتيب أوراقها وعدلت سياستها لتفادي المزيد من الانحدار عبر إنهاء مقاطعتها للانتخابات ومحاولة التقارب مجددا مع السلطة.

وكثفت الحركة من جهودها مستغلة حاجة الأردن الرسمي إلى ظهير سياسي قوي لمواجهة التحديات الداخلية والإقليمية المتمثلة في الأزمة الاقتصادية والضغوط الخارجية حيال صفقة القرن.

وقامت الحركة بخطوة لافتة لجهة طرح وثيقة سياسية تحاول من خلالها تقديم أوراق اعتمادها مجددا، وإن كانت تأخذ في عين الاعتبار هدف إعادة فرض حضورها شعبيا، وهو ما تجلى من خلال المسيرة الاحتجاجية الجمعة.

وشكلت هذه المسيرة رسالة لمؤسسات الدولة تفيد بأنها لا تزال طرفا مؤثرا في الشارع، وأنها قادرة على توظيف المسألة الفلسطينية بقوة، خاصة وأن الظرف في صالحها.

2