إسرائيل تكشف مخازن جديدة لصواريخ حزب الله

عدم رد حزب الله وإيران على التقرير الإسرائيلي يثبت أن الطرفين قد تلقيا بجدية رسائل إسرائيل ولا يرغبان في فتح حرب أخرى قد تزيد في إضعافهما.
الخميس 2020/07/16
رسائل إسرائيلية للتحذير

بيروت- كشفت تقارير إسرائيلية عن مواقع ومخازن جديدة لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله اللبناني في مناطق آهلة بالمدنيين وبالقرب من مصانع بالعاصمة بيروت ووادي البقاع جنوب البلاد.

ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن مركز “ألما” للأبحاث إفصاحه عن اكتشاف 23 موقعا تابعا لحزب الله مخصصة لإطلاق الصواريخ.

ودفعت هذه التطورات الجديدة بالعديد من المراقبين إلى الحديث عن تجهّز إسرائيل لضرب مواقع في لبنان مستغلة الأزمة الاقتصادية الداخلية للبلاد، لكن مصادر أخرى أكدت أن هذه التحركات تدخل أساسا في خانة مواصلة إسرائيل الحصار والمراقبة اللصيقتين لأنشطة حزب الله.

ومع تفاقم الاتهامات الموجهة لحزب الله بتحمل المسؤولية في ما آل إليه وضع لبنان المهدد بشبح الإفلاس، تقول مصادر سياسية لبنانية إن حزب الله غير مستعد الآن لأي حرب أو تبادل هجمات صاروخية مع إسرائيل، وذلك في إطار تنفيذ تعليمات دقيقة تأتي من إيران التي لا ترغب بدورها الآن في فتح جبهة أخرى مع إسرائيل.

يحذر مراقبون لبنانيون من الخسائر التي قد تزيد إثقال كاهل البلد جراء أي خطوة قد يتبعها حزب الله الذي أدخل منذ عقود البلد في حروب لا تخدم مصلحته

على الطرف الآخر يلاحظ المراقبون أن إسرائيل باتت على أعتاب إعداد آخر التحضيرات إعلاميا وسياسيا وعسكريا لضرب مواقع تابعة لحزب الله في لبنان، إلا أن الكثير من المتابعين للسياسات الإسرائيلية يصنفون المعطى الجديد بكونه يحمل فقط راهنا رسائل تحذيرية لحزب الله تفيد بأن إسرائيل تظل دائما على علم بكل تحركات حزب الله في ما يتعلق بالتسلح وبأنشطته الحربية.

وقال تال بيري رئيس قسم الأبحاث في مركز “ألما” الذي كشف قضية مواقع حزب الله “يجب على العالم أن يفهم أن مواقع الإطلاق هذه تقع في قلب البنية التحتية المدنية السكنية”.

وتقول الكثير من المصادر المتطابقة إن خطة حزب الله تبنى على تركيز هذه المواقع في مناطق مدنية وبالقرب من مؤسسات تعليمية قرب العاصمة بيروت أو في معاقلها جنوب البلاد وتحديدا بمنطقة البقاع، وذلك بهدف الاحتماء بالمدنيين وجعلهم بماثبة دروع بشرية لتجنب أي ضربة إسرائيلية.

ويجمع الكثير من الخبراء في الشرق الأوسط على أن عدم رد حزب الله أو إيران على كل التفاصيل التي نشرها التقرير الإسرائيلي، يثبت أن الطرفين قد تلقيا بجدية رسائل إسرائيل وأنهما لا يرغبان في الوقت الحالي في فتح حرب أخرى قد تزيد في إضعافهما.

وأشارت مصادر سياسية لبنانية إلى أن مسألة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل غير مطروحة بل مستبعدة في الوقت الحاضر، مستندة على التأكيدات ورسائل الطمأنة التي وجهها قائد المنطقة الوسطى في ​الجيش الأميركي​ الجنرال كينيث ماكينزي الذي قال “خلال زيارتي إلى لبنان التقيت قائد الجيش جوزيف عون وأكدت له التزامنا بدعم الجيش اللبناني”.

كينيث ماكينزي: في حال استهدف حزب الله إسرائيل لن تكون النهاية جيدة
كينيث ماكينزي: في حال استهدف حزب الله إسرائيل لن تكون النهاية جيدة

لكن الطمأنة الأميركية لم تغفل في الوقت نفسه عن توعد حزب الله، حيث قال ماكينزي “حزب الله يشكل مشكلة في نظرنا”. وشدد على أنه “في حال فكّر الحزب بتنفيذ عملية عسكرية ضد إسرائيل سيكون بذلك قد ارتكب خطأ كبيرا ولن تكون نهاية هذا الأمر جيدة”.

ويفيد تقرير “ألما” بأن لدى حزب الله ما يقارب 600 صاروخ من طراز “فاتح 110”، وهي صواريخ متوسطة المدى يستخدمها في مشروع الصواريخ الدقيقة، يصل مداها إلى 300 كيلومتر. وبناء على رؤية مركز الأبحاث لأنماط عمل “حزب الله”، فإن هذه المواقع متاحة للاستخدام العملي الفوري.

وفيما تقول مصادر لبنانية إنها ليست هذه المرّة الأولى التي يتحدث فيها الإسرائيليون عن مخازن صواريخ حزب الله أو منصات إطلاقها وهو ما يؤكد أنها فقط تريد إشعار حزب الله بأنها على علم بتحركاته، حذر مراقبون في إسرائيل من التهاون مع المعطيات الجديدة.

وانتقد اللواء في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، تعامل إسرائيل مع المسألة بقوله “يمنح كشف المواقع شعورا بأننا نسيطر على الوضع، ولكننا لسنا كذلك”، محذرا من الصواريخ التي ما زالت تصل إلى حزب الله من إيران برا وبحرا وعبر الرحلات الجوية المباشرة.

ومن بين مخازن الصواريخ التي تحدث عنها التقرير الإسرائيلي ثلاثة منها سبق أن ذكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر عام 2018.

وأشار تقرير “ألما” إلى جهود الولايات المتحدة لمحاربة تكتيك الدرع البشري الذي يتوسله حزب الله، مذكرا بتوقيع رئيس الولايات المتحدة قانونا في 21 ديسمبر 2018، ينص على فرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تستخدم هذا التكتيك.

ويحذر مراقبون لبنانيون من الخسائر التي قد تزيد إثقال كاهل البلد جراء أي خطوة قد يتبعها حزب الله الذي أدخل منذ عقود البلد في حروب لا تخدم مصلحته بقدر ما تخدم أجندات حزب الله وارتباطاتها الإقليمية بطهران.

2