إسرائيل تفتتح سفارة في عشق أباد على مرمى قدم من إيران

القدس - يفتتح وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، اليوم الخميس سفارة دائمة لبلاده في عشق أباد عاصمة تركمانستان، التي لا تبعد عن الحدود الإيرانية سوى 15 كيلومترا فقط، في رسالة واضحة لطهران، فحواها أن تل أبيب موجودة، ونفوذها في المنطقة آخذ في الازدياد.
وتوجه وزير الخارجية الإسرائيلي من أذربيجان إلى تركمانستان مساء الأربعاء، ليصبح أول وزير إسرائيلي يزور الدولة الواقعة في وسط آسيا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
وزار وزير الخارجية آنذاك شيمون بيريز الدولة الغنية بالنفط عام 1994، بعد ثلاث سنوات من انهيار الاتحاد السوفيتي، الذي كان يحكم المنطقة.
ومن المقرر أن يلتقي كوهين بالرئيس التركماني سردار بيردي محمدوف، ووزير الخارجية رشيد ميريدوف اليوم الخميس، كما سيلتقي بوزير الزراعة التركماني وأعضاء الجالية اليهودية المحلية.
ويعتقد الخبراء أن قرب السفارة من الحدود الإيرانية-التركمانية يمكن أن يوفر حلا استراتيجيا لهجوم إسرائيلي مستقبلي على البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وتمتد حدود تركمانستان مع إيران لمسافة 713 ميلاً (1148 كيلومتراً)، الأمر الذي ترى به إسرائيل وسيلة مغرية لزيادة نشاطاتها الأمنية في الداخل الإيراني.
وأقامت تركمانستان، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة، علاقات مع إسرائيل في الفترة التي سبقت إعلان استقلالها في عام 1991.
وكان لإسرائيل سفير في عشق أباد منذ عقد، لكنه عمل في فنادق ومكتب مؤقت.
وقال كوهين في بيان "العلاقات مع تركمانستان مهمة واستراتيجية كجزء من الأنشطة السياسية والأمنية لتعزيز العلاقات مع آسيا الوسطى".
وأضاف "سنواصل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول، من بين أمور أخرى في مجالات الصحة والدفاع الإلكتروني."
وأكد أن "افتتاح السفارة الإسرائيلية في عشق أباد علامة أخرى على تعزيز العلاقات بين إسرائيل وتركمانستان، ويصادف الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات".
وعلقت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، على الزيارة "تركمانستان دولة منغلقة ولها سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان والفساد".
وتقول الصحافية الإسرائيلية ميلاني سوان، في مقالها بعنوان "إسرائيل تعزز علاقاتها بديكتاتور تركمانستان على أعتاب إيران"، إن هذه الزيارة هي الأولى لكوهين للدولة الغنية بالنفط والتي يحكمها نظام أمني.
وتشير ميلاني إلى أن تركمانستان التي يعيش فيها نحو 6 ملايين مواطن، تعد واحدة من أسوأ دول العالم في مجال انتهاك حقوق الإنسان، ويُتهم رئيسها، قربان قولي بردي محمدوف، باعتقال المعارضين تعسفياً، وتعذيبهم.
وبحسب التقرير، تأتي زيارة الوزير كوهين لتركمانستان، كجزء من سياسة إسرائيل للسعي لتحالفات جديدة مع الدول المجاورة لإيران.
كما سلط التقرير الضوء على أبرز النقاط التي تجذب إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية مع تركمانستان، مشيرا إلى في مقدمتها رأسها الحدود البرية المشتركة بين تركمانستان وإيران ما يسمح لإسرائيل باختراق الحدود والقيام بعمليات تستهدف البرنامج النووي.
وتطرق التقرير إلى العلاقات التي أسستها إسرائيل مع أذربيجان الدولة المجاورة لتركمانستان من أجل تعزيز العلاقات في مجال الطاقة والتعاون الأمني لمواجهة إيران.
وقبل زيارته إلى تركمانستان زار وزير الخارجية الإسرائيلي باكو والتقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وقام كوهين بتهنئة علييف لافتتاح سفارة بلاده في تل أبيب، لتكون أول سفارة لدولة شيعية في إسرائيل، بحسب التقرير.
ولا تبدو إيران سعيدة بهذه العلاقات التي تؤسسها إسرائيل مع الدول المجاورة لطهران التي وجهت سابقا اتهامات لأذربيجان بالتعاون مع "الموساد" ومنحه نقطة انطلاق لشن العمليات داخل إيران.