إسرائيل تغير قواعد الاشتباك مع حزب الله بقصف العمق اللبناني

بيروت - شكل الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع لحزب الله في شرق لبنان، تغييرا في قواعد الاشتباك، التي كانت لوقت قريب تنحصر في معظمها في الجبهة الجنوبية.
ويرى متابعون أن التحول الجاري هو رسالة من إسرائيل للحزب الموالي لإيران، بأنها مستعدة للسير بعيدا في المواجهات معه، وهو ما سبق وأن عبر عنه مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية وقيادات الجيش، وآخرهم وزير الدفاع يوآف غالانت.
وقالت مصادر في لبنان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارات جوية على وادي البقاع الاثنين مما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل من أعضاء حزب الله.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت دفاعات جوية تابعة لحزب الله في وادي البقاع ردا على إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من طراز هرمز 450، قال حزب الله إنه أسقطها بصاروخ أرض جو، وهي المرة الثانية التي يعلن فيها إسقاط هذا النوع من المسيرات.
ويشكل هذا تصعيدا للأعمال القتالية التي تدور تزامنا مع الحرب الدائرة في قطاع غزة مما يهدد بالمزيد من التصعيد بين الجانبين اللذين خاضا حربا آخر مرة في عام 2006.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية منطقة تبعد نحو 18 كيلومترا عن مدينة بعلبك المعروفة بآثارها القديمة والمدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لمواقع التراث العالمي.
ومنطقة بعلبك متاخمة لسوريا وتعتبر معقلا سياسيا لجماعة حزب الله. وكانت إسرائيل شنت في يناير الماضي غارات على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفر عن اغتيال القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري.
وقال حسن فضل الله القيادي في حزب الله إن إسرائيل وسعت نطاق هجماتها بقصف بعلبك ومناطق أخرى لأن “العدو.. يعتقد أنه يعوض ما لحق به هذا الصباح على يد أبطال المقاومة في إسقاط فخر مسيراته بصواريخهم”.
وذكر فضل الله في تصريحات خلال تشييع جنازة مقاتل بحزب الله قضى في الأيام القليلة الماضية أن “العدوان على بعلبك أو أي منطقة أخرى لن يبقى من دون رد”.
وأعلنت قناة المنار التابعة للحزب الشيعي أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت أيضا سيارة في جنوب لبنان. ولفت مصدر أمني في لبنان إلى أن شخصا واحدا على الأقل قُتل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “سيواصل عملياته للدفاع عن دولة إسرائيل في مواجهة تهديد منظمة حزب الله الإرهابية بطرق تشمل عمليات جوية فوق الأراضي اللبنانية”.
ويشن حزب الله حملة من الهجمات على إسرائيل منذ هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر انطلاقا من غزة، في ما يصفه بأنه محاولة لدعم الفلسطينيين الذين يتعرضون للنيران الإسرائيلية في القطاع.
وتركزت الأعمال القتالية إلى حد كبير في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، لكن نطاقها اتسع الأسبوع الماضي عندما استهدفت إسرائيل منطقة جنوبي مدينة صيدا الساحلية.
الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارات جوية على وادي البقاع الاثنين مما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل من أعضاء حزب الله
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي الأحد إلى أن إسرائيل تخطط لزيادة الهجمات على حزب الله في حالة التوصل إلى هدنة محتملة في غزة.
وقال غالانت “إذا تم التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة، سنزيد إطلاق النار في الشمال على نحو منفصل وسنستمر في ذلك حتى الانسحاب الكامل لحزب الله (من الحدود) وعودة المواطنين الإسرائيليين إلى منازلهم”.
وتسبب العنف في نزوح عشرات الآلاف على جانبي الحدود.
ويرى مراقبون أن الأمور على الجبهة الجنوبية باتت تتدحرج نحو نقطة اللاعودة، مع تراجع حظوظ المبادرات المطروحة لإنهاء التوتر.
وأعلن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، الاثنين، أن الرد اللبناني على المقترح الفرنسي بشأن الجبهة الجنوبية سيرسل الأسبوع المقبل.
وقال بوحبيب، بعد اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، “بحثنا في الرد على المقترح الفرنسي ونحن نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها، ويكون الرد لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل”.
وأضاف “موقفنا معروف ونريد تطبيقا كاملا وشاملا للقرار 1701 ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا”.
وتابع بوحبيب “نرحب بالدور الفرنسي، ولقد أعطانا الفرنسيون هذه الأفكار لأنه يهمهم لبنان وسلامة لبنان”.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية منذ أكتوبر عن مقتل نحو 50 مدنيا في لبنان بالإضافة إلى حوالي 200 من مقاتلي جماعة حزب الله. وأدت الهجمات من لبنان على إسرائيل إلى مقتل 12 جنديا إسرائيليا وخمسة مدنيين.