إسرائيل تصفي قياديا بارزا في حزب الله يعادل رتبة أبوطالب

مقتل أبوعلي ناصر الملقب بـ"أبونعمة"، وهو قائد وحدة عزيز المسؤولة على إحدى المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان.
الأربعاء 2024/07/03
ثاني قيادي كبير يتم تصفيته في شهر

بيروت - قتل قيادي ميداني بارز في حزب الله بغارة اسرائيلية الأربعاء استهدفت سيارته في جنوب لبنان، وهو يعادل رتبة "أبوطالب" الذي اغتيل قبل نحو شهر، وأثار ردا انتقاميا حادا من الجماعة المدعومة إيرانيا على عدة أسابيع، وسط مخاوف من ارتفاع مستوى التصعيد بين الحزب وإسرائيل .

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"اسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.

وذكر المصدران أمنيان لوكالة رويترز، أن القيادي كان مسؤولا عن قسم من عمليات حزب الله على طول الجبهة الحدودية حيث تتبادل الجماعة إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر بالتوازي مع حرب غزة.

وأوضحا أنه كان على نفس الرتبة والأهمية للجماعة التي كان عليها القيادي طالب عبدالله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في يونيو.

وبدوره، أفاد مصدر مقرب من الحزب لوكالة الصحافة الفرنسية، فضّل عدم الكشف عن هويته، بأن القيادي "هو أحد قادة المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان"، مضيفا أنه "قتل بغارة إسرائيلية على سيارته في صور".

وأفادت وسائل إعلام لبنانية، باغتيال أبوعلي ناصر الملقب بـ"أبونعمة"، والذي يشغل منصب قائد كبير في حزب الله في لبنان، وإلى جانبه قُتل شخص آخر لم يتم تحديد هويته بعد.

وأكد مسؤولون أمنيون في البلاد أنه قائد وحدة "عزيز" في حزب الله، الذي يعادل رتبة "أبوطالب"- الذي يعتبر أكبر من قتلته إسرائيل في لبنان.

وتتولى وحدة عزيز مسؤولية قطاع واسع يمتد من جنوب لبنان إلى البقعة في أعماق البلاد. وقُتل "أبونعمة" داخل سيارة في منطقة الحوش جنوب شرق صور، جراء هجوم بطائرة مسيرة. ويقيم "أبونعمة" في بلدة حداثا بجنوب لبنان، التي كانت هدفا لهجمات الجيش الإسرائيلي منذ بداية العام.

وبحسب بعض التقارير اللبنانية، فقد قُتل ابنه أيضا في الهجوم، لكن لم يتم التحقق من ذلك بعد. ولم يعلن حزب الله رسميا عن وفاته حتى الآن.

وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية قد أفادت عن غارة من "مسيَّرة معادية على سيارة على طريق الحوش شرق مدينة صور" التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الحدود.

ويعدّ هذا القيادي الثاني البارز الذي يقتل منذ 11 يونيو حين قُتل القيادي طالب عبدالله الذي كان كذلك قائد واحدٍ من المحاور الثلاث في جنوب لبنان في غارة استهدفت منزلاً في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع اسرائيل إلى جانب ثلاثة عناصر آخرين من الحزب.

وردّ حينها حزب الله بوابل من الصواريخ التي أطلقها على مواقع عدة في شمال إسرائيل. ورصد الجيش الإسرائيلي من جهته حينها عبور أكثر من 150 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان. وأعلن اعتراضه عدداً منها بينما سقطت غالبيتها في أراض خلاء وأدت الى اشتعال حرائق.

وصعّد مسؤولون اسرائيليون في الآونة الأخيرة وتيرة تهديدهم بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ لبنان.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأربعاء إن القوات الإسرائيلية ستكون مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري ضد جماعة حزب الله اللبنانية مع أن من الأفضل التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض.

وأضاف غالانت في بيان أصدره مكتبه "نحن نضرب حزب الله بشدة كل يوم وسنصل أيضا إلى حالة الاستعداد الكامل للقيام بأي إجراء مطلوب في لبنان أو التوصل إلى اتفاق من مركز قوة. نفضل التوصل لاتفاق لكن إذا أجبرنا الواقع فسنعرف كيف نقاتل".

ووسط هذه التهديدات، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب.

وخلال أكثر من ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 494 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقلّ من حزب الله وقرابة 95 مدنياً، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.