إسرائيل تدشن مشروع سكك حديدية وتتطلع لربطها مع السعودية

رئيس الوزراء الإسرائيلي يهدف من وراء مشروع ربط بلاده بالمملكة إلى تطبيع العلاقات فيما يشكك مسؤولون إسرائيليون في قرب توقيع الاتفاق مع الرياض.
الأحد 2023/07/30
نتنياهو لن يغير موقفه من القضية الفلسطينية للتطبيع مع السعودية

القدس - كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، عن أن حكومته تعمل على مشروع سكك حديدية يمتد من شمال البلاد إلى جنوبها، يتطلع إلى ربطه مع السعودية، وسط تشكيك بين مسؤولين إسرائيليين في قرب إبرام اتفاق تطبيع مع الرياض.

وقال نتنياهو في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، إن إسرائيل ستطلق مشروع سكك حديدية بقيمة مئة مليار شيكل (27 مليار دولار) لتوسيع الشبكة الحالية وربط مناطق بعيدة على الأطراف مع تل أبيب. وأضاف أن ذلك قد يوفر روابط برية مع السعودية مستقبلا.

وفي بداية الاجتماع، بدا أن نتنياهو يتجنب أزمة التعديلات القضائية التي تعصف بالبلاد منذ سبعة أشهر وتلحق الضرر باقتصادها وتهز ثقة الحلفاء الغربيين في سلامة الديمقراطية بها.

وبدلا من ذلك، تحدث عن مبادرات بنية تحتية بما يشمل "مشروع إسرائيل واحدة"، الذي وصفه بأنه مصمم لتقليل مدة التنقل بالقطار إلى المراكز التجارية والحكومية في البلاد إلى ساعتين أو أقل.

وقال في تصريحات نقلها التلفزيون "أود أن أضيف أننا في المستقبل سنكون أيضا قادرين على نقل البضائع بالقطارات من إيلات إلى البحر المتوسط، وسنكون أيضا قادرين على ربط إسرائيل بالسعودية وشبه الجزيرة العربية عبر السكك الحديدية".

يأتي ذلك، بعد يوم من تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تحدثت فيه عن تفاؤل أميركي حذر بشأن التوصل لاتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من عدم الإعلان عن انفراجة، فإن حقيقة عودة مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن، جيك سوليفان، إلى المملكة العربية السعودية بعد وقت قصير من المحادثات في مايو، يشير إلى أن البيت الأبيض يرى "آفاقًا جادة للتوصل إلى اتفاق".

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن القدس لم تكن جزءًا من المحادثات لكنها اعتمدت على وعد واشنطن بالشفافية الكاملة والتحديثات المنتظمة.

ووفقا للتقرير، فإن السعوديين يطالبون بتحالف دفاعي على مستوى الناتو مع الولايات المتحدة، وبرنامج نووي مدني، و"تقدم كبير" في القضية الفلسطينية.

وكان بايدن، قال الجمعة، إن اتفاقا ربما يكون في الطريق مع السعودية بعد محادثات أجراها مستشاره للأمن القومي مع مسؤولين سعوديين في جدة بهدف التوصل إلى تطبيع للعلاقات بين المملكة وإسرائيل.

وأضاف بايدن للمساهمين في حملة إعادة انتخابه لعام 2024 في حدث أقيم في فريبورت بولاية مين "هناك تقارب ربما يكون جاريا".

ولم يذكر بايدن أي تفاصيل عن الاتفاق المحتمل.

ونقل موقع صحيفة "هآرتس" عن الصحافي الأميركي توماس فريدمان، قوله إن مسؤولين أميركيين بحثوا مع قيادات في المعارضة الإسرائيلية ما إذا كان بإمكانهم الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو من أجل تشكيل حكومة قادرة على القيام بخطوات "عملية تجاه السلطة الفلسطينية" بناء على طلب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

بخلاف ذلك، شكك مسؤولون إسرائيليون في فرص التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية بسبب شروط الرياض بشأن القضية الفلسطينية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن نائب إسرائيلي كبير قوله إن "من المبكر جداً الحديث عن العمل على اتفاق تطبيع علاقات مع السعودية".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، ليل السبت/الأحد، أنه على الرغم مما نقله الصحافي الأميركي، فإن المسؤولين الإسرائيليين يشككون في إمكانية أن يكون بوسع الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لشروط الرياض بشأن القضية الفلسطينية.

وحسب هؤلاء المسؤولين، فإن التوتر الذي يسود العلاقة بين إدارة جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو في أعقاب طرح خطة التعديلات القضائية يقلص أيضا من قدرة واشنطن على إدارة جهود الوساطة بين تل أبيب والرياض.

وفي السياق، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر الأحد نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير بأن نتنياهو لن يفرط في التزاماته الأيديولوجية بشأن الاستيطان في الضفة الغربية من أجل التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية.

وأضاف المسؤول الكبير أنه على الرغم من هذا الموقف، فإن "إسرائيل لن تتخذ أي خطوة من شأنها الإضرار باتفاق مستقبلي" مع السعودية، ربما في إشارة إلى بناء منازل في المنطقة المعروفة باسم E1 شرق القدس، والتي تم تأجيلها لعدة سنوات.

وبحسب المسؤول، فإن "الانفراج مع الرياض مرهون بالمحادثات بين المملكة وواشنطن. وهذا (التقدم مع الفلسطينيين) هو الاعتبار الذي يطالب به السعوديون، لكن الموضوع ليس أولوية قصوى بالنسبة إليهم".

وأضاف أن "الحكمة التقليدية بين المسؤولين في القدس هي أن المملكة العربية السعودية قد وضعت مثل هذا الشرط فقط لأن الولايات المتحدة تثير هذه القضية، وبالتالي، لا تستطيع الرياض أن تبدو أقل اهتمامًا بهذا الأمر".

ويسعى المسؤولون الأميركيون منذ شهور للتوصل إلى ما قد يكون اتفاقا تاريخيا بين السعودية وإسرائيل، لكن السعوديين يقاومون ذلك.