إسرائيل تخصص معبرين إضافيين لفحص المساعدات الموجهة إلى غزة

القدس - أعلنت إسرائيل ليل الإثنين أنه سيتم فحص مساعدات إنسانية موجهة لقطاع غزة في معبرين إضافيين بدءا من الثلاثاء، قبل نقلها لتدخل القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، فيما يتواصل القصف العنيف على القطاع مما يدفع المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة.
وفي أعقاب اندلاع الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر، شددت إسرائيل حصارها على القطاع، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء.
وقال الجيش الإسرائيلي عبر موقع "اكس" إنه سيتم إجراء فحوصات على معبري نيتسانا وكرم أبوسالم قبل إرسال الشاحنات عبر معبر رفح على الحدود مع مصر، ما من شأنه زيادة "سرعة فحص المساعدات الإنسانية وإرسالها إلى غزة".
وأكدت إسرائيل أنه لن يتم فتح أي معابر مباشرة جديدة، ولكن هذا يأتي "لتحسين حجم الفحوصات الأمنية للمساعدات التي تدخل غزة عبر معبر رفح وسيمكننا من مضاعفة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة".
وأكد بيان مشترك صادر عن الجيش وهيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)،إنه "سيتم فحص الشاحنات المحملة بالمياه والغذاء والإمدادات الطبية ومعدات الإيواء" عند المعبرين.
وبحسب البيان فإن المساعدات "سيتم تحويلها من هناك إلى منظمات الإغاثة الدولية في قطاع غزة عبر معبر رفح في مصر".
وشدد البيان "نود التأكيد على أنه لن تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة من إسرائيل وأن جميع المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة ستستمر في الدخول عبر معبر رفح في مصر".
ومعبر رفح هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية المباشرة.
وأتى هذا الإجراء قبل اجتماع خاص الثلاثاء للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة بعد الفيتو الأميركي الجمعة على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني".
وقد تصوت الجمعية التي تصدر قرارات غير ملزمة، على مشروع قرار يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" و"الافراج الفوري وغير المشروط" عن كل الرهائن.
وقال جون كيربي الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض "لا زلنا لا نؤيد وقفا لإطلاق النار لأن ذلك سيترك السيطرة لحماس في قطاع غزة لكننا ندعم بشكل مطلق هدنات إنسانية إضافية".
و"الهدنة الإنسانية" هو التعبير المستخدم في نهاية نوفمبر لوصف هدنة استمرت أسبوعا في قطاع غزة أتت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية سمحت بدخول المزيد من المساعدات والافراج عن رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وخلال الأسابيع الماضية، سمحت الدولة العبرية بدخول قوافل مساعدات عبر المعبر، لكن المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة تؤكد أنها أقل بكثير مما يحتاجه نحو 2.4 مليون نسمة يقطنون القطاع.
وميدانيا، يواصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء قصفه العنيف على قطاع غزة حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة.
وخلال الليل أشارت حركة حماس إلى اشتباكات عنيفة في وسط قطاع غزة فيما أفادت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية بمقتل 12 شخصا وإصابة "العشرات" إثر غارة جوية في رفح في جنوب القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الاثنين في كلمة بثها التلفزيون "حركة حماس على شفير التفكك والجيش الإسرائيلي بصدد السيطرة على آخر معاقلها".
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي من خان يونس "استسلام أشخاص (...) يسرع في نجاحنا وهذا ما نريده: التقدم بسرعة" موضحا أن الجيش "يكثف" عملياته في جنوب القطاع مع تعزيز وجوده في الشمال.
ودخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الثلاثاء يومها السابع والستين بعدما بدأت بهجوم دام وغير مسبوق نفذته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من أكتوبر، داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.
وأسفر الهجوم عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية. كذلك اختُطف حوالي 240 شخصا ونقلوا إلى قطاع غزة حيث ما زال 137 منهم محتجزين. وبدأت اسرائيل عملية برية في القطاع في 27 أكتوبر.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.
ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي الى مقتل 18205 أشخاص، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنّ حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت إلى 104 فيما أُصيب 582 آخرين.
ووصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الوضع في غزة مساء الاثنين بأنه "كارثي ومروع" مع دمار "أكبر" نسبيا مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
وتفيد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف المساكن دمرت أو تضررت جراء الحرب في قطاع غزة حيث نزح 1.9 مليون شخص، أي 85 بالمئة من السكان القطاع.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الاثنين "لا مكان آمن فعلًا في قطاع غزة، حتى مباني الأمم المتحدة (...) تعرضت للقصف".
وأضاف "يزيد عدد الأشخاص الذين لم يأكلوا منذ يوم أو اثنين أو ثلاثة (...) الناس يفتقرون إلى كل شيء".
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر "يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ".
وأضاف "تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية"، في حين أن "غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض" خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
وقالت سمر شلهوب البالغة 18 عاما "لا نظافة ولا غذاء ولا مياه لا نحصل على الفوط الصحية وعلينا أن نستخدم قطع القماش".
وروت النازحة أم محمد الجبري (56 عامًا) التي تقيم حالياً في منزل أخيها في رفح والتي خسرت سبعة من أبنائها في ضربة ليلية على منزلها لوكالة فرانس برس "كل شيء راح. بقي لي أربعة أولاد وبنات من أبنائي الـ11. جئنا من غزة وهربنا لخان يونس ثم نزحنا إلى رفح. هذه الليلة، قصفوا البيت الذي نحن فيه ودمّروه. قالوا إنّ رفح ستكون آمنة. لكنّ العكس هو الصحيح، فرفح فيها قصف ولا مكان آمن".
وتستمر الحرب في غزة في رفع منسوب التوتر في المنطقة ولا سيما في البحر الأحمر وعلى طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وحتى سوريا والعراق مع هجومين جديدين على القوات الدولية.
وأصاب صاروخ أطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن ناقلة النفط "ستريندا" التي تنقل مواد كيميائية وترفع علم النروج قبالة سواحل اليمن من دون أن يسفر الهجوم عن ضحايا بحسب الجيش الأميركي.
ويأتي هذا الهجوم بعدما هدد المتمرّدون اليمنيون السبت بمنع مرور السفن المتوجّهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال أغذية وأدوية إلى قطاع غزة.
وبعيد ساعات من هذا التهديد، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيّرتين أطلقتا من اليمن وكانتا متجّهتين نحوها.
وبعد تبادل جديد للقصف الاثنين بين إسرائيل وحزب الله بحث بيني غانتس عضو حكومة الحرب الإسرائيلية مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في "الهجمات المتزايدة" لحزب الله وحاجة إسرائيل "إلى القضاء على هذا التهديد".
بموازاة ذلك، أعربت الحكومة الأميركية عن "قلقها" إزاء معلومات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" ومفادها أن إسرائيل استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض من صنع أميركي خلال ضربات في لبنان في أكتوبر.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن إسرائيل ليست مستثناة من السياسة الأميركية التي تلزم أية دولة تزودها واشنطن الأسلحة التزام قوانين الحرب، وذلك بعد أن باعت واشنطن نحو 14 ألف قذيفة دبابة لإسرائيل دون مراجعة الكونغرس.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) السبت الماضي إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استخدمت الجمعة الماضي صلاحيات الطوارئ بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة للسماح ببيع الأسلحة البالغ قيمتها 106.5 مليون دولار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة تتوقع من كل دولة تزودها الأسلحة أن تستخدمها "بما يتوافق تماماً مع القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب، وإسرائيل ليست استثناءً".