إسرائيل تتوعد سكان طهران بدفع ثمن الهجمات الصاروخية

مقتل خمسة أشخاص وإصابة 92 شخصا جراء ضربات في أربعة مواقع في وسط إسرائيل، وسط أنباء عن استهدف محطة للطاقة قرب ميناء حيفا.
الاثنين 2025/06/16
إيران تضرب البنية التحية المدنية لثني إسرائيل عن مواصلة الهجوم

القدس/ طهران - توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين بأن "سكان طهران سيدفعون الثمن" بعد مقتل خمسة أشخاص على الأقل في الدولة العبرية جراء ضربات صاروخية إيرانية خلال الليل.

ويأتي هذا التوعد في سياق تصعيد خطير وغير مسبوق بين إسرائيل وإيران، حيث تشهد المنطقة مواجهة مباشرة هي الأولى من نوعها بهذه الكثافة بعد عقود من العداء والحروب بالوكالة.

وقال كاتس في منشور على منصات التواصل الاجتماعي "لقد تحول الديكتاتور المتباهي في طهران الى مجرم جبان، يطلق الصواريخ بشكل متعمد على الجبهة الداخلية المدنية في إسرائيل في محاولة لثني (الجيش) عن مواصلة هجومه الذي يدمّر قدراته"، مضيفا "سيدفع سكان طهران الثمن، قريبا".

ومنعت الرقابة العسكرية في الجيش الإسرائيلي نشر أي معلومات أو لقطات للقصف الإيراني وسط أنباء عن استهداف مقرات حساسة في مناطق واسعة في إسرائيل.

نفذت إيران الإثنين سلسلة ضربات صاروخية على إسرائيل خلال ليل الأحد الاثنين، بعدما شنت الدولة العبرية غارات طالتها بمعظمها مواقع عسكرية في عمق الجمهورية الإسلامية، مع احتدام المواجهة غير المسبوقة منذ أربعة أيام بين البلدَين العدويين.

وأفاد جهاز "نجمة داود الحمراء" بأن خمسة أشخاص قتلوا جراء ضربات في أربعة مواقع في وسط إسرائيل، موضحا أنهم "امرأتان ورجلان، كلهم تقريبا في السبعين من العمر، وضحية إضافية".

وأشار الى أن فرقه نقلت 92 مصابا الى المستشفى "بينهم امرأة في الثلاثين من العمر في وضع حرج مصابة في الوجه"، وستة أشخاص إصاباتهم متوسطة، وأكد جهاز الاسعاف أن عمليات الانقاذ تتواصل في موقعين.

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس مباني سكنية مدمّرة في تل أبيب وحرائق عند أطراف مدينة حيفا الساحلية، بعدما دعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى لزوم الملاجئ تحسّبا لصواريخ إيرانية جديدة.

وفي القدس، أفاد مراسل فرانس برس عن سماع أصوات انفجارات قوية، فيما أظهرت مقاطع فيديو دفاعات جوية إسرائيلية تضيء السماء ليلا.

وقال الجيش في بيان على تلغرام "رصد جيش الدفاع الإسرائيلي قبل قليل صواريخ أطلقت من إيران باتجاه أراضي دولة إسرائيل".

وأضاف الجيش أن دفاعاته الجوية تعمل على اعتراض التهديد، لكنه حض السكان على "دخول أمكنة محمية والبقاء فيها حتى إشعار آخر".

وتسببت الصواريخ الإيرانية في أضرار مادية في عدة مواقع إسرائيلية، وقالت السلطات في مدينة بتاح تكفا بوسط إسرائيل بالقرب من تل أبيب إن الصواريخ الإيرانية أصابت مبنى سكنيا هناك، وأدت إلى تصدع الحوائط الخرسانية وتحطم النوافذ، كما ألحقت ضررا شديدا بعدة شقق سكنية.

وذكرت شركة مصافي النفط المحدودة الإسرائيلية في إفصاح تنظيمي لبورصة تل أبيب أن خطوط أنابيب وخطوط نقل تابعة لها في حيفا تضررت جراء الهجمات، لكنها أكدت عدم وقوع إصابات أو قتلى في المواقع المتضررة، وأن مرافق التكرير لا تزال تعمل مع إغلاق بعض عمليات المصب.

من جانبها، أفادت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري برصد حرائق عند محطة للطاقة قرب ميناء حيفا في إسرائيل بعد هجوم إيراني بالصواريخ البالستية على البنية التحتية للميناء.

وأضافت الشركة أنها رصدت لقطات مصورة لاعتراض الجيش الإسرائيلي الهجمات الصاروخية وأعقب ذلك مشاهد لسقوط صاروخين من الصواريخ فرط الصوتية.

كما أفادت وسائل إعلام عبرية بوقوع "حدث صعب" في بتاح تكفا إثر القصف الصاروخي، وأشارت إلى استهداف مصفاة حيفا التي تعالج 10 ملايين طن من النفط الخام يوميًا.

وأضافت أن مجمع مصفاة بازان للكيماويات في حيفا هو الأكبر في إسرائيل وينتج 200 ألف برميل نفط يوميا.

وأكدت ورود معلومات بإمكانية استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي واحدة من أهم وأكبر القواعد الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وتقع جنوب شرق مدينة بئر السبع في صحراء النقب.

وأعلن السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي الإثنين أن مبنى تابعا للبعثة الدبلوماسية في تل أبيب تعرّض لأضرار طفيفة جراء الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت الدولة العبرية خلال الليل.

وقال هاكابي على حسابه على منصة إكس "وقعت بعض الأضرار نتيجة عصف انفجار الضربات الصاروخية الإيرانية قرب فرع السفارة (الأميركية) في تل أبيب".

وأشار هاكابي إلى أنّ السفارة في القدس ستظل مغلقة الإثنين، لأنّ إرشادات السلطات الإسرائيلية بالبقاء قرب الملاجئ لا تزال "سارية".

وبعد عقود من العداء والحروب الخفية من خلال الوكلاء والعمليات السرية، تشكل الهجمات المتبادلة بين اسرائيل وإيران أول مواجهة مباشرة بينهما بهذه الكثافة، ما يثير المخاوف من اندلاع حرب اقليمية تلف الشرق الأوسط بأكمله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الإثنين تنفيذ غارات على مقرّات تابعة لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني في طهران، فيما توعّد الحرس بضربات صاروخية "أشد تدميرا ضدّ أهداف حيوية" إسرائيلية.

وقال الحرس الثوري في بيان إنّه أطلق "موجة جديدة من الهجمات الصاروخية... تمكّنت من إصابة أهدافها بدقة ونجاح في الأراضي المحتلة"، مؤكدا أن "العمليات الفعالة والدقيقة والأشد تدميرا ستستمر ضد الأهداف الحيوية".

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العقيد رضا صياد قال في وقت سابق إن "حجم الرد المدمر من جانب المقاتلين الإيرانيين الشجعان سيشمل بالتأكيد كل أنحاء الأراضي المحتلة".

وفي وقت سابق الأحد أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني محمد كاظمي وجنرالين آخرين في غارات إسرائيلية.

وكانت إسرائيل اغتالت 14 عالما نوويا إيرانيا على الأقل منذ الجمعة، قضى بعضهم في تفجيرات بسيارات ملغومة، وفق ما أفادت وكالة رويترز.

وسياسيا، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كل المسؤولين في البلاد الى وضع الخلافات جانبا والوحدة.

وقال في كلمة أمام مجلس الشورى "كل خلاف، مسألة، أو مشكلة كانت قائمة، يجب أن توضع جانيا اليوم، وعلينا أن نواجه هذا العدوان الإبادي الإجرامي بالوحدة والتماسك".

وعلى الرغم من التقارير التي أفادت عن نزوح سكّان من العاصمة الإيرانية، إلا أنّ البعض أبدى عزما على البقاء.

وقالت شكوه رزازي (31 عاما) لوكالة فرانس برس "من الطبيعي أن تكون للحرب ضغوطها الخاصة، لكنني لن أترك مدينتي".

وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنّ إيران ستواجه "كامل قوة" الجيش الأميركي إذا هاجمت الولايات المتحدة.

كما حثّ الطرفين على "إبرام تسوية"، ولكنه أبدى شكوكا بشأن إمكانية التوصل إلى سلام بينهما.

وقال للصحافيين في البيت الأبيض "اعتقد أن الوقت حان لإبرام اتفاق" بين اسرائيل وايران، مستطردا "لكن احيانا عليهما القتال من أجل ذلك، سنرى ما سيحدث".

وفيما أكد أنّ واشنطن "لا علاقة لها" بالهجمات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران تملك دليلا يثبت دعم القوات الأميركية لحملة القصف المكثف التي تشنّها إسرائيل على بلاده.

وجاء ذلك فيما أفاد مسؤول أميركي  بأنّ ترامب عارض خططا إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وقال "عارضها الرئيس ترامب، وقلنا للإسرائيليين ألا يقدموا على ذلك".

وقال مسؤولون في إسرائيل التي يرجح خبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط رغم عدم إقرارها بذلك، إن هدف الضربات منع إيران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفي طهران السعي إليه.

وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، إلى جانب إسرائيل، إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي. وتنفي طهران ذلك، مدافعة عن حقها في برنامج مدني.

وأُلغيت محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، كانت مقررة في عُمان الأحد، فيما اتهمت طهران إسرائيل بعرقلتها.

إلى ذلك، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية الاثنين إعدام شخص أوقف في العام 2023 ودين بالتعامل مع جهاز الموساد الاسرائيلي.

والأحد، أوقفت الشرطة الإيرانية شخصين يشتبه بتعاونهما مع الموساد، بحسب ما أفادت وكالة محلية.

من جانبها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية الأحد أنها ألقت القبض على مواطنَين إسرائيليين بتهمة التخابر مع إيران "خلال الأيام الأخيرة" في عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).