إسرائيليون يمنعون وصول الوزراء إلى الكنيست لعرقلة التصويت على الإصلاحات القضائية

الآلاف من المتظاهرين يغلقون الشوارع الرئيسية ويمنعون عددا من الأعضاء من مغادرة منازلهم، في عملية وصفها حزب "الليكود" الحاكم بالفوضى العارمة.
الاثنين 2023/02/20
المتظاهرون يؤكدون أنهم يدافعون عن الديمقراطية بأجسادهم

تل أبيب - تظاهر الآلاف من الإسرائيليين اليوم الاثنين في عدد من المدن وأمام مبنى الكنيست الإسرائيلي، حيث قاموا بإغلاق الشوارع الرئيسة، ومنعوا بعض نواب التحالف المنتمين إلى الحكومة من الخروج من منازلهم للتصويت على خطة الإصلاح القضائي.

وتتزامن التظاهرات التي وصفها حزب "الليكود" الحاكم بالفوضى العارمة، مع نية الحكومة الإسرائيلية للتصويت على خطة الإصلاح القضائي في وقت لاحق الاثنين.

ووفق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فقد تظاهر الإسرائيليون من جميع الأعمار في جميع أنحاء البلاد، احتجاجا على خطة الإصلاح القضائي التي سيتم التصويت عليها، مشيرة إلى أن احتجاجات أخرى ضخمة سيتم تنظيمها مساء اليوم الاثنين.

وتم التخطيط لهذه التظاهرة الحاشدة من العديد من المنظمات في مختلف قطاعات الحياة الإسرائيلية، بما في ذلك جنود الاحتياط في جيش الدفاع الإسرائيلي وأطفال المدارس والمتخصصون في الرعاية الصحية وغير ذلك، وفق الصحيفة.

ولم يرسل العديد من الآباء أطفالهم إلى المدرسة، ولكنهم انضموا إلى المسيرة في الساعة الثامنة صباحا في احتجاج نظمته حركة "لا تعليم دون ديمقراطية".

وأفادت الصحيفة بأن جنودا من قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أعضاء في منظمة "أخوة السلاح"، احتجوا أمام منزل رئيس لجنة الدستور عضو الكنيست سيمشا روثمان، في بني كيدم بمنطقة غوش عتصيون، وأوقفوا سيارته صباح اليوم الاثنين.

وأشارت إلى أن "المتظاهرين أغلقوا الطرق السريعة الرئيسة والتقاطعات في جميع المناطق والمدن الإسرائيلية، بما في ذلك الطريق من مطار بن غوريون وطريق أيالون السريع في تل أبيب ومواقع أخرى".

وتجمع المتظاهرون خارج بعض منازل أعضاء الكنيست المنتمين إلى الائتلاف الحاكم وحاولوا منعهم من الوصول إلى الكنيست، في محاولة لعرقلة التصويت على خطة الإصلاح.

كما تظاهر إسرائيليون خارج منزل عضو الكنيست من حزب "الليكود" تالي غوتليف، في منطقة "جفعات شموئيل" وقاموا بمنعها من الخروج، لكن لاحقا اعتقلت الشرطة اثنين من المتظاهرين كانا يغلقان باب شقة غوتليف.

وأظهر مقطع فيديو من مبنى غوتليف أنها تخبر المتظاهرين بأنها بحاجة إلى اصطحاب ابنتها، المصابة بالتوحد، إلى المدرسة، لكن المتظاهرين طلبوا منها أن تجد شخصا آخر للقيام بذلك لأنها لا تغادر المنزل.

وندد زعيم المعارضة يائير لابيد بسلوك المتظاهرين وقال "أدين بشدة الحصار المفروض على منزل عضو الكنيست تالي غوتليف، وهي أم لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وحقيقة أنهم لم يسمحوا لها باصطحاب ابنتها إلى المدرسة".

وأضاف "هذا ليس طريقنا. هذه ليست طريقة الاحتجاج. أدعم تالي، وعناق لابنتها".

وكانت هناك نقطة أخرى للاحتجاجات في عسقلان، حيث تجمع المتظاهرون أمام منزل وزير الزراعة آفي ديختر.

وجرى اعتقال ستة متظاهرين آخرين، حيث تجمعت مجموعة صغيرة أمام منزل وزير التعليم يوآف كيش، في رمات غان، وقاموا بلصق أنفسهم عند ردهة المنزل.

وقال المتظاهرون إنهم "يدافعون عن الديمقراطية بأجسادهم"، وإنهم يحاولون منع أعضاء الائتلاف الحاكم من الوصول إلى الكنيست، حيث من المقرر أن يتم إجراء أول تصويت من أصل ثلاثة، على الإصلاحات القضائية.

وانتهز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هذه التظاهرات لمهاجمة المعارضة والمحتجين ضد الإصلاحات القضائية، واصفا إياهم بأنهم هم من يضعون حدا للديمقراطية، من خلال محاولتهم منع أعضاء الكنيست ومنتخبي الشعب من الوصول إلى الكنيست للقيام بعملهم. وقال "أطالب الشرطة بالتدخل فورا، وتمكين النواب من أداء عملهم".

ودعت أوساط مختلفة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى التدخل بشكل أكثر فعالية لوقف التشريعات اليوم الاثنين، وإتاحة المجال أمام "حوار" بين المعارضة والائتلاف الحكومي.

ويتجه الائتلاف إلى البدء بالتصويت اليوم الاثنين على مشروع قانون القضاء، والذي يهدف إلى تعديل تشكيلة لجنة تعيين القضاة، ومنح الحكومة، أيا كانت، أغلبية في هذه اللجنة، ومنع تدخل المحكمة الإسرائيلية العليا لإلغاء قوانين أساسية يسنّها الكنيست.

ومن المتوقع أن تبدأ عملية التصويت في ساعات المساء، علما أن الهيئة العامة للكنيست تبدأ مداولاتها عند الرابعة من بعد ظهر الاثنين، بالاستماع لاستجوابات من نواب الكنيست والمواضيع المدرجة على جدول الأعمال، ثم التصويت على القوانين المقترحة، مما يعني أن عملية التصويت على القوانين لن تبدأ عمليا قبل الخامسة مساء.