إستراتيجيات مفيدة للتعامل مع مرضى الزهايمر

يحتاج مريض الزهايمر إلى المزيد من تفهم المحيطين به لأنه شخص بالغ “بعقل طفل”. ويضع الخبراء إستراتيجيات واضحة تساعد على التعامل مع مريض الزهايمر، ما يجنبه التوتر والعدوانية ونوبات الغضب. ومن المهم تحديد روتين يومي ثابت وطقوس معتادة ليحس بالأمان، ومن الأمور المفيدة أن تكون هناك ساعات تعرض معلومات عن أيام الأسبوع على سبيل المثال.
برلين - عادة ما يواجه أقارب مرضى الزهايمر أو الخرف تحديات كبيرة؛ نظرا إلى حدوث الكثير من الأعراض المزعجة مثل الأرق والاضطرابات أثناء الليل والرغبة الشديدة في الحركة والصراخ بصوت عالٍ والتصرفات العدوانية. ومن خلال بعض الإستراتيجيات يمكن للأقارب التعامل مع مرضى الزهايمر بشكل سلس ومريح.
وأوضحت ماريون لانجهورست، من جمعية الزهايمر الألمانية، أنه إذا ارتدى المصاب بالزهايمر الجاكت الشتوي أثناء الصيف، فليس هناك داع لتوبيخه، ولكن يكون من المفيد في مثل هذه الحالة التواصل معه بشكل يحمل التقدير والتفهم لتصرفه، مع مراعاة أن مثل هذا الموقف يتطلب التحلي بالمزيد من الصبر.
ويمكن توضيح الأمر للمصاب بالزهايمر مثلا من خلال القول “إن الجو سيكون دافئا جدا اليوم، ويمكنك تجريب ذلك”. وسرعان ما سيلاحظ المصاب بالزهايمر أن الجاكت الشتوي دافئ جدا، لذلك يتعين على الأقارب المرافقين للمصاب اصطحاب جاكت صيفي معهم كقطعة ملابس بديلة.
عندما يصاب المرء بالزهايمر يتغير إدراكه للوقت، لذلك من المفيد أن تكون هناك ساعات تعرض معلومات عن أيام الأسبوع
وأضافت لانجهورست أنه عندما يصاب المرء بالزهايمر يتغير إدراكه وإحساسه بالوقت، لذلك من الأمور المفيدة أن تكون هناك ساعات تعرض معلومات عن أيام الأسبوع وإشارات حول الصباح والظهيرة والمساء.
ومن جانبها أضافت دانييلا سولمان، من مركز الجودة في الرعاية الصحية، أنه من المهم أيضا تحديد روتين يومي ثابت وطقوس معتادة؛ حيث تعمل الإجراءات المنتظمة والمعتادة على مساعدة الأشخاص المصابين بالزهايمر وإشعارهم بالأمان خلال يومهم، كما يجب على الأقارب الحفاظ على ذلك.
وأشارت لانجهورست إلى ضرورة أن يظل كل شيء في مكانه في المنزل، حتى لا يتعرض المصابون بالزهايمر للإرهاق والتعب بسرعة.
وعلى الرغم من تشخيص المرء بالإصابة بالزهايمر، إلا أنه يتعين على الأقارب وضع ثقتهم في المصاب بالزهايمر. وأضافت لانجهورست “من الأمور المهمة أن يواصل المرضى ممارسة الرياضة ومقابلة الأصدقاء والمشاركة في الرحلات الخارجية الاستكشافية؛ لأن الأنشطة التي تحفز الجسم والعقل تعزز أيضا الاستقلالية والنشاط وتفيد القدرات المعرفية والإدراكية”.
وتابعت “ينبغي الحرص على أن يشعر المصابون بالزهايمر بالارتياح وتعزيز جوانب الاسترخاء والمتعة والرضا”. ويمكن تحقيق مثل هذه المشاعر من خلال تصفح الصور القديمة واسترجاع الذكريات السعيدة أو التنزه في الهواء الطلق أو مشاهدة أحد الأفلام.
وعادة ما ينصح الخبراء بدمج مرضى الزهايمر في الحياة اليومية، وتكليفهم بالمهام الصغيرة مثل القيام بكي الملابس أو تغطية الطاولات أو العناية بالزهور وتنسيقها أو ري نباتات الزينة في المنزل. وأضافت سولمان “إن الأمر لا يرتبط هنا بالنتيجة، سواء كانت هناك مياه كافية للزهور أو طي الملابس بصورة سليمة، ولكن الأهم هو المشاركة في المهام اليومية”.
ويمكن للأقارب جعل الحياة اليومية أسهل بالنسبة إلى مرضى الزهايمر، وذلك من خلال تغيير طريقة التعامل معهم. وشرحت سولمان ذلك بقولها “ليس هناك داع إلى مناقشة أو تصحيح أو فرض أي شيء على مرضى الزهايمر”.
وإذا شعر مرضى الزهايمر بأنه يتم التعامل معهم كأطفال يتصرفون بعدوانية وعصبية، لذلك من الأفضل التعامل معهم بشكل ودود، وبدلا من تصحيح المعلومة لهم بشكل مباشر ينبغي إخبارهم بالمعلومة الصحيحة في ثنايا الحديث.
ويتعين على الأقارب تجنب التوتر؛ لأنه يؤدي إلى تفاقم الأعراض، وغالبا ما يكون من المفيد الانغماس في العالم الشعوري للمريض بالزهايمر. وأضافت سولمان “إذا تمكن الأقارب من الشعور بما يحرك الشخص، فسوف تكون هناك فرصة للتخفيف من بعض الأشياء”.
كما ينبغي التعامل مع المصابين بالزهايمر بشكل جيد على المستوى العاطفي، ومع تقدم مراحل المرض تظهر أهمية أكبر للتلامس والمعانقة. وقالت سولمان “من الأمور المساعدة أيضا في التعامل مع مرضى الزهايمر أن تكون لغة الجسد واضحة وأن يتم توضيح كيفية إجراء الأنشطة أمام المرضى”.
ويجب على الأقارب عدم أخذ تصرفات المصاب بالزهايمر على محمل الجد، ونصحت لانجهورست قائلة “يتعين على الأقارب أن يدركوا أن التغير في السمات الشخصية يعتبر من أعراض الزهايمر”. وبالتالي فإن التصرفات العدوانية قد تشير إلى المتطلبات المفرطة، علاوة على
أن الأرق والتوتر أثناء الليل قد يشيران إلى الرغبة في التبول أو الإحساس بالألم.
وقد يحتاج قريب مريض الزهايمر أولا معرفة الفرق بين الخرف والزهايمر؛ فالخرف مصطلح عام يشير إلى تدهور القدرة العقلية بشكل حاد ويؤثر على الحياة اليومية. أما الزهايمر فهو السبب الأكثر شيوعا للخرف.
وللخرف مجموعة من الأعراض المرتبطة بانخفاض الذاكرة أو التفكير المنطقي أو مهارات التفكير الأخرى. وتوجد أنواع مختلفة من الخرف، وتسببه الكثير من الحالات.
والخرف المختلط حالة تحدث فيها تغيرات دماغية لأكثر من نوع واحد من الخرف في وقت واحد. ويمثل الزهايمر 60 – 80 في المئة من حالات الخرف.
وليس الخرف جزءا طبيعيا من الشيخوخة. وهو ناتج عن تلف خلايا الدماغ الذي يؤثر على القدرة التواصلية، مما يؤثر بدوره على التفكير والسلوك والمشاعر.
ويعد التعامل مع مريض الزهايمر من الأمور الصعبة التي قد تواجه مقدمي الرعاية، إذ أن طريقة التعامل تختلف من مريض إلى آخر.
كذلك فإن رعاية هذا النوع من المرضى يتطلب بذل جهد كبير وصبرا أكبر، إذ يتوجب الاهتمام بجميع احتياجات المريض. وفي الكثير من الأحيان يصاب مقدمو الرعاية ذاتهم بحالات شديدة من الاكتئاب جراء ما يعانونه. ويصعب على مرضى الزهايمر التخطيط لأنشطتهم اليومية، لذلك يفضلون القيام بالأشياء المألوفة.
ويمكن صنع روتين يومي خاص بالمريض، وذلك بالتركيز على بعض الأنشطة والأمور التي يحبها المريض مثل الهوايات والأنشطة التي كان يقوم بها الشخص قبل إصابته بالمرض، وتحديد أوقات للنوم والاستيقاظ من أجل عدم مواجهة مشاكل في النوم.