إستراتيجيات للتحكم بالوزن خلال العلاج بالأنسولين

القيام بتعديل جرعة الأنسولين أو توقيتها دون استشارة الطبيب يؤدي إلى اكتساب المزيد من الوزن.
الثلاثاء 2022/11/15
اتّبع الاستراتيجيات

كليفلاند (الولايات المتحدة) - يعد الحفاظ على الوزن ضمن الحدود الموصى بها أمرا مهما للغاية للسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، لكن بالنسبة إلى المرضى الذين يعالجون بالأنسولين قد يكون هذا الأمر أكثر صعوبة، ويحتاج إلى اتباع خطط وإستراتيجيات محددة لمساعدتهم على التحكم بأوزانهم، وفق الدكتور مروان حماتي.

وأوضح أخصائي الغدد الصماء في مستشفى كليفلاند كلينك أن ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على الوزن تشكل الركائز الأساسية لأي خطة علاجية لمرض السكري من النوع الثاني، مشيرا إلى أنه بالنسبة إلى بعض الأشخاص تُعد هذه الخطوات كافية لإدارة مرض السكري لديهم، ولكن في بعض الحالات يكون العلاج بالأنسولين من بين الخيارات الإضافية ضمن خطة العلاج، إلا أن هناك آثارا جانبية محتملة للعلاج بالأنسولين تشمل زيادة الوزن.

وأضاف الدكتور حماتي “يمكن أن يشكل ذلك عبئا بالنسبة إلى المرضى الذين يحتاجون إلى السيطرة على مرض السكري وزيادة الوزن. وقد يصابون بالإحباط عندما يشعرون أن العلاج هو جزء من المشكلة، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على رغبتهم في الالتزام ببرنامج العلاج المحدد لهم”.

وأشار حماتي إلى أنه يتم عادة اللجوء إلى خيار العلاج بالأنسولين عندما تكون العلاجات الأخرى ممنوعة أو غير فعّالة بشكل كافٍ للسيطرة على نسبة السكر في الدم، وهو أمر بالغ الأهمية. كما أن هناك أنواعا مختلفة من الأنسولين يرتبط بعضها بزيادة الوزن.

ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على الوزن تشكل الركائز الأساسية لأي خطة علاجية لمرض السكري من النوع الثاني

ويزداد غالبًا وزن الأشخاص الذين يعالَجون بالأنسولين. والأنسولين هرمون ينظم طريقة امتصاص الجسم للسكر الذي يُعرف أيضًا بالغلوكوز. وقد تكون زيادة الوزن أمرًا محبِطًا لأن الحفاظ على وزن صحي عامل ضروري للتحكم في السكري. لكن الخبر السار هو أنه يمكن الحفاظ على الوزن أثناء العلاج بالأنسولين.

وعندما يستخدم الأنسولين، يتمكن السكر من الدخول إلى خلايا الجسم. ويؤدي هذا إلى انخفاض مستوى السكر في الدم. وهذا هو هدف العلاج.

لكن إذا كان مدخول الجسم من السعرات الحرارية أعلى مما يحتاج إليه المريض للاحتفاظ بوزن صحي، فإن خلايا جسمه تصلها كمية من السكر أعلى مما تحتاج إليه. ويحدث هذا مع غير المصابين بداء السكري أيضًا. ويعتمد عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم على مدى نشاطه ويتحول السكر الذي لا تحتاجه خلايا جسمك إلى دهون.

ولفت حماتي إلى أن الزيادة في الوزن تشير بطريقة ما إلى فعالية عمل الأنسولين، إذ يستخدم جسم المريض السكر والدهون والبروتين بشكل أكثر فعالية ويصبح قادرا على تخزين العناصر الغذائية. لهذا نحتاج إلى تعديل الكمية المستهلكة من الطعام ونوعه لتجنب زيادة الوزن أو البدء في فقدانه. ومع ذلك، فإن الأنسولين ليس بالضرورة العامل الوحيد في زيادة الوزن.

وأشار حماتي إلى أن التبول المتكرر والعطش ربما يكونان من الأعراض الشائعة لمرض السكري، والتي يمكن أن تؤدي إلى الجفاف إن لم تتم السيطرة عليها. وعندما يتمكن المريض من إدارة مرض السكري بشكل

التبول المتكرر والعطش ربما يكونان من الأعراض الشائعة لمرض السكري

جيد، فإن الجسم يكون لديه فرصة أفضل لإعادة الترطيب، الأمر الذي يمكن أن يظهر على شكل زيادة معتدلة في الوزن. كما أن الأدوية التي يتم تناولها لعلاج حالات أخرى مرتبطة بمرض السكري قد تؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة في الوزن.

وقدم حماتي توصيات باتباع ثلاث إستراتيجيات لمساعدة الأفراد على إدارة أوزانهم خلال فترة العلاج بالأنسولين.

وشدّد على أن الإستراتيجية الأساسية والأكثر أهمية بالنسبة إلى الأفراد الذين يعالجون بالأنسولين ويعانون من زيادة الوزن تتمثل في تعديل النظام الغذائي المتّبع وممارسة التمارين الرياضية. وينبغي على المرضى التحدث إلى أطبائهم وأخصائيي التغذية وطلب المشورة منهم حول النظام الغذائي الأفضل بالنسبة إليهم، والذي يأخذ تأثيرات الأنسولين في الاعتبار. وينبغي عليهم أيضا الحرص على ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية كل يوم مع الأخذ بالحسبان أنه في بعض الأحيان يجب تعديل جرعة الأنسولين وخفضها عادةً عند ممارسة الرياضة.

وحذّر الدكتور حماتي المرضى من القيام بتعديل جرعة الأنسولين أو توقيتها دون استشارة الطبيب بغية استيعاب تناول المزيد من السعرات الحرارية؛ حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى اكتساب المزيد من الوزن. ومع ذلك من الجيد ضبط الأنسولين ذاتيا بغرض ضبط الجرعة، ولكن من المهم أن يكون الطبيب على علم بكل خطوة يقوم بها المريض مع الحرص على اتباع نظام غذائي جيد وممارسة الرياضة بانتظام.

ونصح المرضى غير القادرين على التحكم بزيادة الوزن عن طريق الحد من تناول السعرات الحرارية وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية، بمحاولة مراجعة نوع الأنسولين الذي يتم تناوله من خلال استشارة الطبيب المختص، حيث أن نظائر الأنسولين أو الأنسولين البشري المعدّل قد تساعد في تقليل زيادة الوزن.

Thumbnail

ونوّه حماتي إلى أن بعض الأدوية الموصوفة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني قد تؤدي إلى خسارة الوزن كميزة جانبية. ويمكن للمريض استشارة الطبيب المختص بشأن إمكانية اعتماد أي من هذه الأدوية، إضافة إلى كيفية تعديل جرعة الأنسولين في حال تم استخدام تلك الأدوية. ومن الضروري أيضا القيام بالشيء نفسه إذا كان المريض يتناول أدوية أخرى لمرض السكري جنبا إلى جنب مع جرعات الأنسولين حيث ينبغي معرفة ما إذا كانت زيادة الوزن واحدة من الآثار الجانبية لتلك الأدوية. وعلى المريض التحدث إلى الطبيب فيما إذا كان هناك دواء آخر مناسب لحالته.

وأوضح الدكتور حماتي أن أفضل شيء يمكن أن يفعله المريض هو طرح الأسئلة ومناقشة التفاصيل مع طبيبه للتأكد من فهم واستيعاب جميع الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن، إضافة إلى معرفة الأدوية التي لها تأثيرات جانبية وبدائلها المناسبة فضلا على التكاليف المرتبطة بها.

وأضاف حماتي “ينبغي على المريض إجراء اختبار فحص انخفاض هرمون الغدة الدرقية (اختبار دم يسمى تي.أس.أتش)، والذي عادة ما يكون جزءا من الفحوصات الروتينية لمرضى السكري”، لافتا إلى أن إدارة مرض السكري تمثل تحديا حقيقيا، ويجب التأكد من أن خطة العلاج الخاصة تتناسب مع حالة المريض ومتطلباته الصحية، لذا فإن التحدث إلى الطبيب ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين يُعد خطوة مهمة للغاية لإجراء التعديلات اللازمة التي تضمن عمل الخطة العلاجية بشكل جيد.

واختتم الدكتور حماتي بالتأكيد على أن اعتماد نمط حياة صحي من خلال اتباع نظام غذائي جيد وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساعد المرضى على تقليل حاجتهم للأدوية.

17