إسبانيا تطرق أبواب إفريقيا من بوابة المغرب

مدريد - تسعى اسبانيا لتعزيز العلاقات مع القارة الافريقية الغنية بالثروات والقدرات البشرية حيث يدرك القادة الاسبان أنه لا يمكن تحقيق ذلك دون المرور بالبوابة المغربية فالرباط تمتلك علاقات وثيقة مع دول القارة السمراء يمكن لمدريد استغلالها في تعزيز نفوذها وطموحها في التعاون والتكامل الاقتصادي.
وقد أعلن وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون خوسي مانويل ألباريس أمس الخميس عن استراتيجية جديدة للشراكة مع افريقيا مضيفا "نعمل على إقامة شراكة متجددة تقوم على حوار صادق".
وطالب ألباريس خلال لقاء في مدريد مع السفراء الأفارقة ومن ضمنهم سفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنيعيش الدبلوماسيين الأفارقة بالانخراط في هذه العملية بمقترحاتهم.
وكانت الحكومة الاسبانية قد أطلقت مشاورات مع مختلف الحكومات الأفريقية وخبراء من المجتمع المدني والجاليات الإفريقية في إسبانيا بهدف تعزيز نفوذها في افريقيا التي باتت محط انظار العديد من القوى الدولية.
ويرى مراقبون أن تنامي العلاقات المغربية الاسبانية ومبادرة الأطلسي يفتحان لمدريد طريقا سالكة للاستثمار في افريقيا.
وكان المغرب أطلق المبادرة بهدف تسهيل ولوج دول منطقة الساحل الأفريقي إلى الممر المائي الحيوي، مؤكدا على أهمية الخطة الطموحة التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في اقتصادات المنطقة.
وفي ديسمبر الماضي أكد وزراء خارجية دول منطقة الساحل خلال الندوة التي احتضنتها مراكش لمناقشة المبادرة أنها "توفر فرصا كبيرة للتحول الاقتصادي للمنطقة برمتها، بما ستسهم فيه من تسريع للتواصل الإقليمي وللتدفقات التجارية ومن رخاء مشترك في منطقة الساحل".
وتولي المملكة أهمية بالغة لتفعيل هذه المبادرة في إطار التزامها بعمقها الأفريقي، فيما تطمح إلى أن تكون حلقة وصل بين ضفتي الأطلسي من أجل تعزيز المواجهة الجماعية للتحديات التي تواجه البلدان الإفريقية عموما والأطلسية على وجه الخصوص.
وفسح اعتراف اسبانيا بمبادرة الحكم الذاتي المغربية كمقترح واقعي للازمة المفتعلة في الصحراء المغربية الباب على مصراعيه لتعزيز العلاقات الاقتصادية ليس بين اسبانيا والمغرب فقط وانما مع الدول الافريقية برمتها.
واستفادت مدريد اقتصاديا من تطور العلاقات مع الرباط خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري والأمني حيث سيكون مشروع خط أنبوب الغاز المغربي النيجيري
وقال ألباريس خلال لقائه بالمسؤولين الافارقة المنعقد بمناسبة يوم إفريقيا، المحتفل به يوم 25 مايو، أن بلاده تدرك أن إفريقيا أصبحت قارة متنامية القوة والتكامل أن بلاده ترغب في الشراكة مع إفريقيا في السعي لتحقيق الأهداف والتطلعات المشتركة مثل الرخاء والأمن والعدالة الاجتماعية إضافة لتحقيق مستقبل مستدام.
وشدد على أن إسبانيا ملتزمة بتكييف النظام متعدد الأطراف الحالي من أجل مواجهة تحديات النظام العالمي المتغير موضحا أن هذا الحوار وهذه الشراكة يفترض أن يتجسدا أيضا في مختلف المحافل الدولية.
ويرى مراقبون أن اسبانيا ستحقق تطورا اقتصاديا غير مسبوقا في القارة الافريقية السنوات المقبلة نتيجة مواقفها المتعلقة بملف الصحراء المغربية ما يمثل نموذجا هاما لبقية الدول الأوروبية.