إسبانيا: الأطفال "أحرار" بعد الحجر المنزلي الإجباري

الأطفال يعودون جزئياً إلى الشوارع في اسبانيا لمدّة ساعة يوميا ووفق قيود مشدّدة.
الأحد 2020/04/26
شوق للتنزّه واللعب

جنيف – بعد ستة أسابيع من الحجر المنزلي المشدّد أصبح بإمكان الأطفال في إسبانيا الخروج للهو في الشارع بداية من الأحد لكن وفق قيود صارمة.

ويسمح للأطفال الخروج من المنازل لمدة ساعة فقط شريطة الالتزام بعدم اللعب مع الجيران أو الابتعاد لأكثر من كيلومتر واحد عن منازلهم أو الخروج بلا مرافقة شخص بالغ، في حين أبقيت الحدائق العمومية مغلقة.

واضطرت إسبانيا التي تحتلّ المرتبة الثالثة في العالم بين الدول الأكثر تضررا بانتشار فايروس كورونا بتسجيلها وفاة نحو23 ألفا و190 شخصا بالوباء، إلى تبني واحدا من أشد أنظمة الحظر صرامة في العالم والتي يمنع فيها مغادرة المنازل نهائيا.

وفي عدد الوفيات، تأتي إسبانيا بعد الولايات المتحدة (أكثر من 53 ألفا) وإيطاليا (26 ألفا و384)، وتليها فرنسا (22 ألفا و614) وبريطانيا (20 ألفا و319).

من جانبها، تحاول دول أوروبية تخفيف إجراءات العزل بحذر في مواجهة وباء كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من مئتي ألف شخص في العالم.

ويبقى رفع إجراءات العزل بطيئا في العالم بانتظار اكتشاف لقاح أو دواء يمكن بفضلهما فقط، حسب منظمة الصحة العالمية، احتواء الوباء.

وكانت إسبانيا التي يخضع سكانها منذ 14 مارس لإجراءات عزل صارمة جدا، هذه التدابير إلى التاسع من مايو، وسيعرض رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الثلاثاء خطة لتخفيف الإجراءات اعتبارا من منتصف مايو.

ويكشف نظيره الفرنسي إدوار فيليب في اليوم نفسه أمام البرلمان "استراتيجيته الوطنية لخطة رفع العزل"، الذي يفترض أن يبدأ في 11 مايو، بإعادة فتح المدارس وسط جدل واسع.

الاقتراب ممنوع
الاقتراب ممنوع

في جنوب إفريقيا، البلد الأكثر تضررا في القارة بوفاة 75 مصابا بالفيروس على أراضيه، سيفرض ارتداء الكمامات اعتبارا من الأول من مايو بالتزامن مع تخفيف طفيف في إجراءات العزل.

في الوقت نفسه، أعلنت كندا مساء السبت أن خططها لإعادة فتح الاقتصاد لا تعتمد على فرضية وجود مناعة جماعية ضد الفيروس، وفق رئيس الوزراء جاستن ترودو الذي دعا إلى "الحذر".

في إطار الجهود لرفع القيود، تبدأ بعض الدول حملة اختبارات للأجسام المضادة، اذ ستبدأ في إيطاليا مثلا في الرابع من مايو وتشمل 150 ألف شخص على المستوى الوطني في محاولة لمعرفة المزيد حول هذا الوباء.

لكن منظمة الصحة العالمية بددت السبت آمال الذين كانوا يراهنون على مناعة محتملة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفايروس وتعافوا، باعتبار أنها مقدمة لاستعادة النشاط الاقتصادي، عبر إصدار "جوازات مرور مناعية".

ولم تستبعد المنظمة وجود مثل هذه المناعة لكنها ذكرت بأنه "ليس هناك حاليا أي إثبات على أن الاشخاص الذين تماثلوا للشفاء من كوفيد-19 ولديهم أجسام مضادة باتت لديهم مناعة تقيهم الإصابة به مرة ثانية".

في المقابل اختارت دول أخرى أن تستمر في اعتماد نظام العمل عن بعد ومواصلة الحجر المنزلي، اذ أعلنت نيويورك، المدينة الأكثر تضررا بالوباء في العالم وسجلت فيها أكثر من 15 ألف وفاة، ينوي القطاع المصرفي المهم تمديد العمل من المنزل إلى أجل غير مسمى وإعادة تحديد أوقات العمل في المكاتب.

وفي العاصمة الاقتصادية الأميركية، أثارت شاحنات التبريد التي تستخدم لوضع الجثث فيها حاليا، لدى ماغي دوبري ذكريات رهيبة. وقالت "أتذكر المشرحة التي أقيمت في مركز التجارة العالمي" بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وأضافت "كان لدي الشعور نفسه بأن أمرا رهيبا حدث ومات كثيرون".

ساعة من الحرية
ساعة من الحرية

في غواياكيل بالإكوادور المدينة الأكثر تضررا في أميركا اللاتينية، تطارد مشاهد رعب المعالجين ليلا. وفي مستشفى يعمل فيه أحدهم، "يفتح باب المراحيض التي كدست فيها الجثث" في غياب أماكن أخرى في الخارج.

وبدأ العالم الإسلامي شهر رمضان بلا صلوات جماعية ولا وجبات إفطار مشتركة، إذ لا تزال المساجد مغلقة والتجمعات العائلية محظورة.

وفي ايران حيث أودى الوباء بحياة 5650 شخصا بحسب الأرقام الرسمية، بدأ رمضان في أوج مخاوف من "طفرة" جديدة للوباء بعد أسبوعين على بدء إعادة الفتح الجزئية للمتاجر.

أما في باكستان، فتجمع الناس في المساجد والأسواق غير آبهين بالنصائح الصحية.

في الوقت نفسه، ينفذّ عشرات الأطباء والعاملين في المجال الصحي في هذا البلد الذي سجل في الأيام الأخيرة تسارعاً بارتفاع عدد الإصابات، إضراباً عن الطعام منذ 10 أيام في لاهور في شرق البلاد احتجاجاً على نقص معدات الحماية.

وفي هذه الأجواء، يواصل قادة العالم المساعي للتوصل إلى رد جماعي على أسوأ أزمة صحية واقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية.

فبعد أكثر من شهر من السجالات والتجاذبات بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، يصدر مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع قراره الأول حول وباء كوفيد-19 وهدفه تكثيف التعاون الدولي.