إرث ليوناردو دافنشي يثير فتنة بين إيطاليا وفرنسا

مسؤولون إيطاليون وفرنسيون يرغبون في إعادة التفاوض بشأن اتفاقية تسمح لفرنسا باستعارة لوحات دافنشي من إيطاليا تزامنا مع حلول الذكرى السنوية العبقرية العالمية.
الاثنين 2019/02/04
عبقرية فنية

أثار الإرث الثقافي للفنان ليوناردو دافنشي الذي وُلد في إيطاليا وتوفي في فرنسا، نزاعا بين البلدين، مع الاستعداد للاحتفال بالذكرى الـ500 لرحيله. ويرغب مسؤولون إيطاليون في إعادة التفاوض بشأن اتفاقية تسمح لفرنسا باستعارة لوحات دافنشي من إيطاليا.

روما - هذا العام تحل الذكرى السنوية الـ500 لرحيل ليوناردو دافنشي، وهي مناسبة دفعت كلا من إيطاليا وفرنسا إلى الصراع للاستحواذ على التراث الثقافي لهذه العبقرية العالمية التي بزغت في عصر النهضة.

ولم تكن هناك حدود لمواهب ليوناردو دافنشي، الذي كان شخصية متعددة المهارات في العديد من المجالات، وعبقرية عالمية. لكن السمة العالمية للفنان والمخترع والموسيقي والفيلسوف في عصر النهضة، أثارت تساؤلات من جانب إيطاليا وفرنسا حيث طالب البلدان بملكية تراثه الثقافي، قبل حلول الذكرى السنوية لوفاة ليوناردو في الثاني من مايو المقبل.

ووُلد ليوناردو في إيطاليا لكنه توفي في فرنسا. وتم دفن جثمانه تحت كنيسة قلعة لوار في أمبواز، حيث أمضى السنوات الثلاث الأخيرة من حياته. واليوم، يتمثل الصرح الرائع في متحف حيث يستطيع الزوار رؤية استوديو ليوناردو ونماذج تصميماته واختراعاته. وسوف تنظم فرنسا أكثر من 500 فعالية عن ليوناردو، بما في ذلك معرض واسع النطاق في متحف اللوفر بهدف جمع كل اللوحات تقريبا لهذا الفنان الفذ.

وتم التوصل إلى اتفاق بين باريس وروما بشأن قيام متحف اللوفر باستعارة لوحات من المتاحف الإيطالية. ولكن تريد الآن لوشيا بورجونزوني، من حزب الرابطة اليميني ووزيرة الدولة للتراث الثقافي، إعادة التفاوض بشأن الاتفاقية.

ودافعت بورجونزوني على أن ليوناردو كان إيطاليا، وأنه “مات فقط” في فرنسا. وقالت “أود حقا أن أفهم السبب وراء اتخاذ وزير في الجمهورية الإيطالية قرارا بمنح اسم ليوناردو لفرنسا”.

تراث ثقافي عالمي
تراث ثقافي عالمي

 ويقول متحف اللوفر إن لديه، إضافة إلى 22 لوحة، ما يقرب من ثلث لوحات ليوناردو، بما في ذلك الموناليزا. كان ليوناردو قد باع اللوحة إلى الملك الفرنسي فرنسيس الأول (1494 – 1547)، الذي عمل ليوناردو لحسابه لمدة ثلاث سنوات.

والشروط التي قامت باريس بإعدادها بشأن استعارة اللوحات من إيطاليا قد تمّت صياغتها مع الحكومة الاشتراكية الديمقراطية السابقة في روما. في المقابل أعمال ليوناردو ستساعد فرنسا على إعارة أعمال فنية لمتحف كويرينالي في روما لإقامة معرض في 2020 بمناسبة الذكرى الـ500 لوفاة الرسام الإيطالي رفائيل سانزيو.

ووفقا لصحيفة “لوموند” الفرنسية، قرر متحف اللوفر عن قصد إقامة معرضه الخاص بدافنشي في الخريف، حتى تكون إيطاليا هي الأولى في إقامة فعاليتها في الثاني من مايو أو نحو ذلك. والتزم أمين متحف اللوفر الصمت منذ اندلاع النزاع مع روما.

ويحاول وزير الثقافة الإيطالي ألبرتو بونيسولي تهدئة الوضع، قائلا إن الاتفاق السابق لم يصل إلى المرحلة الفعلية لتنفيذه. وقال إن روما تعمل مع فرنسا لإيجاد حل. ويتم الإعداد لعقد اجتماع مع وزير الثقافة الفرنسي فرانك رييستر في 28 فبراير المقبل.

24