إدغار موران يثمن من مراكش مساهمة أفريقيا في الثقافة العالمية

الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي يؤكد أن الأدب الأفريقي أدب كبير وإبداعي ومتنوع ويشهد على ذلك حيازة مبدعيه لجوائز مرموقة.
الاثنين 2024/02/12
أفريقيا مدعوة اليوم إلى الحفاظ على هويتها

مراكش- ثمن الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران السبت بمراكش المساهمة الغنية للقارة الأفريقية في الثقافة العالمية.

وقال موران الذي حل ضيفا على فقرة “المقابلة الكبرى” ضمن الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الأفريقي التي تواصلت فعالياتها إلى غاية الأحد، إن الأدب الأفريقي “أدب كبير وإبداعي ومتنوع” ويشهد على ذلك حيازة مبدعيه لجوائز مرموقة من قبيل جائزة نوبل للآداب وجائزة الغونكور وغيرهما.

وأبرز الفيلسوف الفرنسي أمام الجمهور الذي غص به فضاء المركز الثقافي “نجوم جامع الفنا” الذي يحتضن فعاليات المهرجان، والذي ضم عددا من كبار الأدباء والمفكرين الأفارقة، مساهمة المفكرين الأفارقة عبر التاريخ في مسار التحرر، مضيفا “إنكم تواصلون هذه المسيرة، وتقدمون مساهماتكم الغنية للثقافة العالمية”.

من جهة أخرى، اعتبر موران أن القارة الأفريقية مدعوة اليوم إلى الحفاظ على هويتها والتشبث بفكرها الخاص في مواجهة ما وصفه بـ“غزو الشمال للجنوب”. وقال في هذا الصدد إن “الجنوب مدعو للإفادة من الامتياز التقني الذي يتيحه الاقتصاد، لكن عليه الحفاظ على هويته وعلى قيم الأخوة والحس التضامني الذي يسوده”.

◙ اللقاء بموران شكل مناسبة لاستحضار مواقف هذا الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي من عدة قضايا راهنة وعلاقته بأفريقيا

كما توقف عند بدايات علاقته بالقارة الأفريقية، والتي تعود إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولاسيما من خلال مجلة “بريزونس أفريكان” التي أطلقها الكاتب السنغالي أليون ديوب آنذاك، موضحا أنه تمكن بفضل أعداد هذه المجلة من الغوص في الثقافات الأفريقية والتعرف على شعرائها وأدبائها.

وأبرز إدغار موران أن مهرجان مراكش للكتاب الأفريقي يندرج بالضبط في إطار هذه السياسة وهذا الانفتاح الثقافي للمملكة، مضيفا بالقول “أنا سعيد جدا بهذه السياسة المغربية”.

كما أعرب الفيلسوف الفرنسي، الذي تجاوز عمره المئة سنة، عن سعادته بالحضور في مراكش، للقاء الجمهور المغربي والأفريقي، قائلا “تحيا أفريقيا، يحيا المغرب”.

وشكل هذا اللقاء الذي انتظم تحت عنوان “إدغار موران، شاهد على قرنين من الزمن، وبوصلة لزمننا الراهن”، مناسبة لاستحضار مواقف هذا الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي من عدة قضايا راهنة، بما في ذلك العلاقات بين الشمال والجنوب، إلى جانب العلاقة الخاصة التي تجمعه بالقارة الأفريقية.

كما كان اللقاء فرصة للاحتفاء بإدغار موران من خلال شهادات في حقه قدمها على الخصوص، كل من الفيلسوف السنغالي سليمان بشير ديان، والكاتب والباحث المغربي علي بنمخلوف، والمندوب العام لمهرجان مراكش للكتاب الأفريقي يونس أجراي.

ويروم مهرجان مراكش للكتاب الأفريقي، الذي تنظمه جمعية “نحن فن أفريقيا” (We Art Africains) الاحتفاء بالأدب والثقافة الأفريقيين، وتقريب الثقافة والفن من الجمهور.

وتخللت هذه التظاهرة، التي تتيح للكتاب والجمهور الفرصة للالتقاء في أشكال ولقاءات يومية مختلفة، عروض موسيقية وقراءات وشعر. كما تركز برمجة الدورة على المستجدات العلمية والأدبية لأفريقيا، وتخصص حيزا مهما لإعادة تنشيط وتعزيز الذاكرة والروابط التي توحد بين جميع الأفارقة أينما كانوا.

12