إدارة بايدن تلجأ إلى الدوحة تجنبا لفخ الاعتراف بطالبان

اتفاق مرتقب بين الولايات المتحدة وقطر يرسّخ دور الدوحة كـ"قوة حامية" لمصالح واشنطن في أفغانستان.
السبت 2021/11/13
قطر تتولى إدارة مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان

واشنطن - أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن قطر ستتولى إدارة مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان بعدما أغلقت واشنطن سفارتها في أعقاب استيلاء حركة طالبان على السلطة.

ووقع وزير الخارجية الأميركي ونظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني على الاتفاقية التي تجعل من قطر "القوة الحامية" لمصالح الولايات المتحدة في أفغانستان. وقال بلينكن "ستؤسس قطر قسما لرعاية المصالح الأميركية في سفارتها في كابول".

وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل أي تواصل رسمي بين الولايات المتحدة وحكومة طالبان في أفغانستان والتي لا تعترف بها الولايات المتحدة.

وتحاول الولايات المتحدة وغيرها من بلدان الغرب حل معضلة كيفية التواصل مع طالبان بعد سيطرة الحركة المتشددة على الحكم في أفغانستان إثر تقدم خاطف في أغسطس تزامن مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.

وتتردد الكثير من البلدان، ومنها الولايات المتحدة ودول أوروبية، في مسألة الاعتراف رسميا بطالبان التي يقول منتقدوها إنها لم تف بتعهداتها بشأن الشمولية السياسية والعرقية وعدم تهميش النساء والأقليات.

لكن مع اقتراب الشتاء تدرك العديد من البلدان الحاجة إلى المزيد من التواصل للحيلولة دون تحول الأوضاع في البلد الذي يعاني من الفقر المدقع إلى كارثة إنسانية.

الولايات المتحدة وغيرها من بلدان الغرب تحاول حل معضلة كيفية التواصل مع طالبان

ووفقا للترتيبات التي يبدأ تطبيقها في الحادي والثلاثين من ديسمبر ستخصص قطر بعض موظفي سفارتها في أفغانستان لرعاية المصالح الأميركية وستنسق عن كثب مع وزارة الخارجية الأميركية ومع البعثة الدبلوماسية الأميركية في الدوحة.

وصرح مسؤول أميركي في وقت سابق بأن الولايات المتحدة ستستمر أيضا في التواصل مع طالبان عبر العاصمة القطرية الدوحة حيث يوجد مكتب سياسي تابع للحركة منذ أعوام.

وذكر المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الملف “باعتبارها قوتنا الحامية، ستساعد قطر الولايات المتحدة في توفير خدمات قنصلية محدودة لمواطنينا وحماية المصالح الأميركية في أفغانستان”.

وأضاف أن المساعدة القنصلية قد تشمل قبول طلبات الحصول على جوازات سفر وتوفير خدمات توثيق للأوراق وتقديم معلومات والمساعدة في حالات الطوارئ. وتابع أن مقر قسم المصالح الأميركية سيكون في منشآت محددة في نفس المجمع في كابول الذي استخدمته السفارة الأميركية قبل تعليق العمليات، مضيفا أن قطر ستتولى مهمة مراقبة بنايات المجمع وإجراء دوريات أمنية.

وصرح المسؤول بأن قطر ستواصل مؤقتا، بموجب اتفاق منفصل، استضافة ما يصل إلى 8000 أفغاني معرضين للخطر كانوا قد تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة وكذلك أفراد أسرهم المؤهلين لذلك. وقال “سيقيم مقدمو طلبات الحصول على تأشيرات هجرة خاصة في قاعدتي السيلية والعديد الجويتين”.

وتسعى الدوحة لاستثمار الملف الأفغاني وعلاقتها بطالبان للتقرب أكثر من الإدارة الأميركية، والترويج في الأوساط الأميركية على أنها الحليف الوثيق الذي لا يمكن الاستغناء عنه. بيد أن إدارة جو بايدن تتعاطى ببراغماتية شديدة مع الدوحة، وتحرص على الفصل في الملفات، وأحد الأمثلة على ذلك عدم تحمّسها لعقد صفقة طائرات دون طيار مسلحة كانت طلبتها قطر، الأمر الذي أغضب الإمارة الخليجية الصغيرة.

ومن المرجح أن يطرح وزير الخارجية ملف المسيرات على طاولة المباحثات في واشنطن، خاصة وأن الدوحة لا تفهم دواعي الموقف الأميركي خصوصا وأن الأخيرة كانت وافقت على صفقات أسلحة كبرى مع دول خليجية أخرى على غرار الإمارات والسعودية.

3