إجراءات عاجلة للحفاظ على أسماك السلمون من الانقراض

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - عادة ما يكون هذا الوقت هو المناسب الذي تمتلئ فيه الروافد المنتشرة على طول نهر ساكرامنتو في ولاية كاليفورنيا الأميركية بأسماك سلمون شينوك الصغيرة، التي تستعد للقيام برحلتها إلى المحيط الهادئ في اتجاه مجرى النهر، حيث تصل إلى مرحلة البلوغ، ثم تعود في النهاية إلى المواقع الخاصة بوضع البيض في كاليفورنيا.
إلا أن أعداد أسماك السلمون انخفضت بشكل مثير للقلق هذا العام – في ما يطلق عليه المسؤولون اسم “انهيار المجموعة” – حيث يتخذ خبراء علم الأحياء إجراءات عاجلة لإنقاذها من خطر الانقراض.
وأفادت صحيفة “لوس أنجلس تايمز” الأميركية في تقرير بأن علماء الأحياء لدى إدارة الأسماك والحياة البرية بكاليفورنيا، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، بدأوا لأول مرة صيد صغار أسماك السلمون الربيعي حتى يتمكنوا من تربيتها وهي في الأقفاص، أملا في منعها من الاختفاء من البرية.
أسماك سلمون شينوك الربيعية اعتُبِرت منذ عام 1999 نوعا مهددا بالزوال بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض
وقال جيسون روبرتس مدير البرنامج البيئي بالإدارة “لدينا فرصة نادرة لاتخاذ قرار جريء بصورة مسبقة، في محاولة للحفاظ على المجموعات البرية المستقلة (…) لقد كان من المُلح للغاية اتخاذ مثل هذا الإجراء في الوقت الحالي”.
وكان علماء الأحياء يستخدمون الشباك خلال الأيام القليلة الماضية لصيد أسماك السلمون الصغيرة في رافد “دير”، وهو أحد روافد نهر ساكرامنتو. ونقلوها من هناك في “أحواض هوائية” على متن شاحنة إلى مختبر أسماك “ديفيس” بجامعة كاليفورنيا.
ويدعم رافد “دير”، إلى جانب رافدي “ميل” و”بوت”، المجموعات البرية المتبقية من أسماك شينوك التي تبدأ في التحرك خلال فصل الربيع لتشق طريقها صوب منبع النهر كل عام لكي تضع بيضها.
وكانت أسماك السلمون تزدهر يوما ما في الأنهار المنتشرة في “وادي سنترال”، ولكنها عانت من تراجع كبير في أعدادها خلال القرن الماضي، حيث أدى بناء السدود إلى عزلها عن موائل وضع البيض الخاصة بها.
وعادةً ما تعيش أسماك السلمون بالقرب من سطح البحر في المناطق الضحلة، بينما تتركز أسماك النازلي على عُمق يتراوح ما بين 200 إلى 300 متر تحت سطح الماء، وهي المناطق التي يستهدفها الصيادون للحصول على النازلي، لكن بعد تحليل البيانات ومراقبة الأسماك، لاحظ الباحثون أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تهرب أسماك السلمون في اتجاه عمودي نحو الأسفل، وغالبًا ما تجد منطقة مصائد النازلي أكثر أمانًا بالنسبة إليها.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه تم منذ عام 1999 إدراج أسماك سلمون شينوك الربيعية، بوصفها “نوعا مهددا” بموجب “قانون الأنواع المهددة بالانقراض” الاتحادي.
ويقول العلماء إن الأسماك تعاني في الوقت الحالي بسبب موجات الجفاف المتتالية التي تفاقمت حدتها مؤخرا بسبب التغير المناخي، إلى جانب تعرضها لضغوط أخرى، مثل تحويل كميات كبيرة من المياه من الأنهار لتزويد مزارع ومدن بها في كاليفورنيا.
وكانت الآلاف من أسماك شينوك، التي تنطلق في فصل الربيع، جاءت قبل عقدين من الزمان لتضع بيضها في رافدي “دير” و”ميل” بالقرب من مدينة ريد بلاف في مقاطعة تيهاما بكاليفورنيا. وخلال السنوات الأخيرة، وصلت أعداد الأسماك التي عادت إلى الروافد إلى المئات.
ومن جانبه، قال بريان إلروت منسق استعادة أسماك السلمون لدى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إنه “في حال فقدنا هذه المجموعات، فمن شأن ذلك أن يقطع علاقتنا بمجموعات أسماك السلمون البرية في وادي سنترال التي ظلت مزدهرة لآلاف السنين”.
وتظهر سجلات الولاية أن علماء الأحياء عثروا العام الماضي على 397 سمكة سلمون ربيعية بالغة في مياه رافد “دير”، وعلى 250 سمكة بالغة في رافد “ميل”. وقال إلروت إن علماء الأحياء عثروا هذا العام على 22 سمكة بالغة فقط في رافد “دير”، وسبع أسماك فقط في رافد “ميل”.
ودفع التدهور المفاجئ في أعداد أسماك السلمون علماء الأحياء إلى تطوير خطة إنقاذ عاجلة، أو ما يطلق عليه المسؤولون اسم “شبكة الأمان”.
من ناحية أخرى، قالت كاثي مارسينكيفاج المديرة الإقليمية المساعدة لمصائد الأسماك التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي “إن الخيارات التي لدينا توشك على النفاد (…) نريد أن تزدهر هذه الأنواع في البرية، ولكننا الآن قلقون بشأن فقدانها”.
وقد تمكن علماء الأحياء منذ الأسبوع الماضي من اصطياد نحو 300 سمكة. ويبلغ عمر أسماك السلمون عاما تقريبا وهو قريب من العمر الذي تتجه فيه تلك الأسماك عادة باتجاه مجرى النهر إلى دلتا نهر ساكرامنتو – سان جواكين، وخليج سان فرانسيسكو، خلال رحلتها إلى المحيط الهادئ.
وعادة ما تعيش أسماك السلمون لمدة تتراوح بين ثلاثة أو أربعة أعوام. وقد أثرت موجات الجفاف الشديد خلال الفترة من عام 2019 وحتى عام 2022 على سنوات التكاثر المتعددة، مما يعرض الأسماك للخطر.