إجازة أول لقاح مضاد لفايروس ينقله البعوض إلى البشر

فايروس الشيكونغونيا الذي ينتقل إلى البشر يتسبب في ظهور مفاجئ للحمى.
السبت 2023/11/11
الشيكونغونيا يسبب حمى وآلاما شديدة في المفاصل

واشنطن - أجازت الولايات المتحدة أول لقاح مضاد للشيكونغونيا، طورته مجموعة “فالنيفا” الأوروبية، على ما أعلنت السلطات الصحية في بيان.

وقالت إدارة الأغذية والعقاقير( إف دي إيه) التي تحظى قراراتها بمتابعة كبيرة في مختلف أنحاء العالم، إن اللقاح، الذي سيُباع باسم “إكسشيك”، مسموح به للأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 18 سنة ومَن هم أكثر عرضة لخطر التقاط الفايروس.

ويتسبب فايروس الشيكونغونيا الذي ينتقل إلى البشر عن طريق أيّ بعوض يحمله، في ظهور مفاجئ للحمى وآلام شديدة في المفاصل. وقد تستمر الأعراض أحياناً لأشهر عدّة وحتى لسنوات، إلا أنّ الوفيات الناجمة عن هذا الفايروس نادرة.

وهذا المرض موجود بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية، وتحديداً في أفريقيا وجنوب شرق آسيا ومناطق معينة من الأميركيتين.

لكنّ الشيكونغونيا انتشر في مناطق أخرى مما أدى إلى ازدياد عدد الإصابات به، بحسب إدارة الأغذية والعقاقير التي وصفت المرض بأنه “تهديد صحي عالمي مستجد”. ورُصدت إصابات في أوروبا.

وتقدّمت “فالنيفا” بطلب لدى وكالة الأدوية الأوروبية للحصول على موافقة لبيع اللقاح في أوروبا.

وتشير إدارة الأغذية والعقاقير إلى رصد ما لا يقل عن خمسة ملايين إصابة بالشيكونغونيا خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة.

لقاح، "إكسشيك"، مسموح به للأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 18 سنة ومَن هم أكثر عرضة لخطر التقاط الفايروس

وقال المسؤول في إدارة الأغذية والعقاقير بيتر ماركس، في البيان، إنّ “الإصابات بالفايروس قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطرة وطويلة الأمد، وتحديداً لدى كبار السن ومَن لديهم تاريخ طبي”.

ويمكن أن ينتقل الفايروس إلى الرضع من أمهاتهم، وقد يكون مميتاً لهم. ويتلقى الشخص جرعة واحدة من اللقاح الذي يحتوي على الفايروس بصيغة مخففة، وهي تقنية تقليدية تستخدم في لقاحات أخرى.

وأجريت تجربتان سريريتان في أميركا الشمالية على الآلاف من الأشخاص. أما الآثار الجانبية الرئيسية فتبيّن أنها صداع وتعب وآلام في العضلات وغثيان.

وأشارت إدارة الأغذية والعقاقير إلى ملاحظة ردود فعل تتّسم بخطورة أكبر لدى عدد نادر من الحالات، إذ تعيّن نقل اثنين من المشاركين في التجربتين السريريتين إلى المستشفى.

ولا يوجد راهناً أيّ علاج محدد للمرض بمجرد إصابة الشخص بالفايروس. ويتلقى مَن يُصاب بالشيكونغونيا معالجة ترمي إلى خفض الحمى والآلام باستخدام الأدوية الشائعة كالباراسيتامول، فضلاً عن ترطيب الجسم بشكل جيد وأخذ قسط من الراحة.

وفي ظل عدم التوصل حتى اليوم إلى علاج وقائي، ما على الشخص إلّا أن يحمي نفسه من لدغات البعوض.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الشيكونغونيا هو مرض ينتقل إلى البشر عن طريق البعوض في أفريقيا وآسيا والأميركيتين؛ وتم الإبلاغ عن فاشيات ‏متفرقة في مناطق أخرى.‏

ويسبب الشيكونغونيا حمى وآلاماً شديدة في المفاصل، غالباً ما تكون منهكة وتتفاوت في مدتها؛ ومن أعراضه الأخرى ‏تورم المفاصل، والآلام العضلية، والصداع، والتقيّؤ، والتعب، والطفح الجلدي.‏

وتتشابه أعراض حمّى الضنك وفايروس زيكا مع أعراض الشيكونغونيا، مما يجعل من السهل تشخيص هذا الداء بشكل ‏خاطئ.‏

ونظراً إلى التحديات التي تواجه الإبلاغ والتشخيص، فإن عدد الأشخاص المصابين بالشيكونغونيا أقل من الواقع.‏

ومن النادر أن يتسبب هذا الداء في ظهور أعراض شديدة وحدوث وفيات، وعادةً ما ينجم ذلك عن مشاكل صحية أخرى ‏مصاحبة.‏

15