إثيوبيا ترفض فتح تحقيق مستقل في أحداث تيغراي

أديس أبابا – رفضت الحكومة الإثيوبية الأربعاء، المطالبات الدولية الرامية إلى فتح تحقيقات “مستقلة” في أحداث الصراع المسلح الذي يشهده إقليم تيغراي، ما يعزز الشكوك الدولية بارتكاب الجيش الإثيوبي لتجاوزات قد ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية في هذا الإقليم الواقع شمال البلاد.
وقال رضوان حسين مسؤول بارز في الحكومة في تصريحات صحافية إن أديس أبابا ستستدعي الآخرين لمساعدتها في حال “فشلها في إجراء هذه التحقيقات بنفسها”، مضيفا أن “افتراض عدم قدرة الحكومة على إجراء مثل هذه التحقيقات يقلل من شأنها”.
وجاءت المطالبات الدولية بفتح تحقيق مستقل حول أحداث تيغراي، كرغبة في إعطاء المزيد من الشفافية وإيضاح تفاصيل ما جرى خلال شهر من الصراع المسلح بين القوات الإثيوبية والقوات الخاصة بالجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وتسبب الصراع في مقتل الآلاف بينهم مدنيون، وهو ما تنفيه أديس أبابا التي تشدّد على أن الاشتباكات لم تسفر عن مقتل مدنيين من الإقليم.
وفرّ نحو 50 ألف شخص إلى السودان فيما يعول نحو 600 ألف في منطقة تيغراي على مساعدات غذائية حتى قبل اندلاع المعارك.
ومنذ اندلاع الصراع في إقليم تيغراي مطلع نوفمبر الماضي، ترفض أديس أبابا أي تدخل أجنبي في شؤونها.
وأكد حسين الثلاثاء، أن قوات الأمن أطلقت النار على موظفين تابعين للأمم المتحدة وأوقفتهم بسبب محاولتهم الوصول إلى مناطق “ينبغي ألا يذهبوا إليها”، ما يفاقم الشكوك بشأن ما يجري في إقليم تيغراي المعزول.
وتأتي هذه الحادثة بالتزامن مع مرور أكثر من أسبوع على توقيع الحكومة الإثيوبية اتفاقا مع الأمم المتحدة، يسمح بتوفير ممر إنساني آمن لدخول المساعدات الغذائية والأدوية وما يحتاجه سكان الإقليم.
وتمارس الأمم المتحدة ووكالات إغاثة ضغوطا من أجل السماح بوصول آمن إلى تيغراي الذي يزيد عدد سكانه عن خمسة ملايين نسمة ويعتمد 600 ألف منهم على المساعدات الغذائية حتى قبل اندلاع الحرب. لكنّ مسؤولين بارزين في مجال الإغاثة يقولون إنه مازال من الخطير جدا إرسال قوافل إلى الإقليم بسبب النهب والفوضى.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش الإثيوبي الفيدرالي والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في الإقليم في 4 نوفمبر، قبل أن تعلن أديس أبابا في 28 من الشهر ذاته انتهاء العملية بنجاح بالسيطرة على كامل الإقليم وعاصمته، فيما تصر الجبهة الشعبية على استمرار القتال.
وانتزعت القوات الاتحادية السيطرة على ميكيلي عاصمة الإقليم من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الحزب المحلي الحاكم سابقا، وأعلنت انتهاء هجومها. لكن قادة الجبهة يقولون إنهم يقاومون على جبهات مختلفة.
ويخشى خبراء من اندلاع تمرد طويل الأجل تكون له تداعيات مزعزعة للاستقرار في أنحاء شرق أفريقيا.