العالم قصاصات، نجمع بعضها بعناية وكثير منها يتناثر في حياتنا وأماكننا، أما أنا فقد وُلعت بقراءة تلك القصاصات التي يسجلها بعض الناس ويلصقونها على جدرانهم، لأنها تتضمن المعاني العميقة.

الزمن يمرّ وفيه تتغير الأشياء وتعلو وتهبط وتؤسس الحضارات وتنهار ولا يبدو معها أن شيئا أقوى من شيء.

كاترين دينوف تقدم فيلمها "أخطار المدينة" الذي يتحدث عن العنف ذاته الذي انتقدته طويلاً، لكن من قال إن المدينة، ككائن قديم جديد، ليست أصلاً مكاناً للخطر.

العمل على الذائقة العامة في كل شيء رسالة إنسانية حضارية لا يمكن الفرار منها، في المأكل والملبس والمشرب، في المرئي والمسموع والمقروء، في التعاملات والتفكير والأحلام.

كم نفتقد اليوم أولئك المحتالين الظرفاء بعد أن رفع المحتالون الجدد برقع الحياء من صغارهم حتى كبريات الشركات في العالم.

حياتنا سوق مكتظة فيها المنادون على بضائعهم من كل صنف ولون، والشاطر هو من يخدعك، ويغتنم منك ما يريد، لا من "يكسب الزبون".

أغرب قصص المنع، فكانت منع "قاموس" لغوي، ومصادرته من قبل السلطات اليوغسلافية، وذلك لاحتوائه على كلمات وتعريفات قد "تؤدي إلى البلبلة بين المواطنين".

يعتقد الناس أن “النسبية” تحكم وتمايز آراءهم عن قواعد العمل، غير أن الذراع التي لواها آينشتاين، كانت هي الدرس الذي جعل الأعمى، يشغّل عقله قليلاً ويفكّر باللبن.

أيُّ صبرٍ هذا الذي يجعل المرء، اليوم، يكبت غضبه على الجهل والرداءة والانحلال والفساد والاستبداد والإرهاب والتطرف والغباء.

في السنة التالية، ينوي جمعة تفقّد استثماراته في الوطن، وحين يصل حاملا هداياه لابن عمّه، يرحّب به الأخير وينادي بأعلى صوته، “حضّروا الغداء للشيخ جمعة".

تلك الناقة التي دخلت مدينة عربية ذات يوم، وقيل للناس حينها، ألا يتدخلوا في سيرها، “دعوها فإنها مأمورة” فما تزال تسير وفق تلك اللحظة، والناس يظنّون أنها ما تزال مأمورة.

تلك اللغة كائن حي، لا يهزم ولا يضمحل، اقتصاد أقوى من كل اقتصاد، حملت الثقافة والحضارة والفنون والآداب والسير، وحمولتها تلك، إرث هائل لأبنائها.

تجد الكثير من سياسيي العرب اليوم يتحدثون في الشأن العام وقضايا الشعوب "حديثَ القهاوي" وكأنهم في جلسة عابرة لا "جمرك" على الكلام فيها.