أي أهمية إستراتيجية أميركية لتصنيف بوليساريو منظمة إرهابية

مخيمات تندوف بؤرة صراع إستراتيجي تهدد مصالح واشنطن في المنطقة.
السبت 2025/04/26
تعزيز الشراكات مع المغرب يخدم الاستقرار الإقليمي

يعزز تصنيف جبهة بوليساريو الانفصالية منظمة إرهابية التحالف الأميركي - المغربي، ويعرقل إستراتيجيات القوى الإقليمية مثل إيران وروسيا والصين. وفي المقابل، فإن التقاعس عن اتخاذ إجراءات حاسمة قد يُعرّض مصداقية الولايات المتحدة لخطر متزايد في الساحة العالمية.

واشنطن - أصبح الصراع في الصحراء المغربية بؤرة توتر في علاقات القوى العالمية الحديثة. ولم يعد قضية خاملة، بل أصبح يهدد المصالح الإستراتيجية الأميركية مباشرة. وتوجد في قلب هذا الصراع جبهة بوليساريو الانفصالية، وهي جماعة شبه عسكرية تأسست في الجزائر سنة 1973.

وتقول زينب ربوع، الباحثة في مركز السلام والأمن في الشرق الأوسط، في تقرير نشره معهد هدسون إنه رغم ادعاء بوليساريو الدعوة إلى الحكم الذاتي، إلا أنها في الواقع تعمل بصفتها قوة مزعزعة للاستقرار، حيث تتاجر بالأسلحة، وتشجع الشباب في كل من المغرب والصحراء المغربية على التطرف، وتتحالف مع المصالح الإستراتيجية الإيرانية والروسية والصينية.

ويُعد المغرب حليفا رئيسيا للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويلعب دورا حيويا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. وفي 2020 انحرف الرئيس دونالد ترامب عن السياسة الأميركية الراسخة غير الفعّالة باعترافه رسميا بسيادة المغرب على صحرائه، وهي منطقة أدارتها الرباط لسنوات. وترى ربوع أنه لضمان سلام دائم في المنطقة، ينبغي للولايات المتحدة الآن اتخاذ خطوة إضافية بتصنيف بوليساريو منظمة إرهابية أجنبية.

وتتجاوز أنشطة بوليساريو المعايير المعتادة المطلوبة لتصنيفها منظمة إرهابية. وتشمل خرق اتفاق وقف إطلاق النار 1991 الذي ترعاه الأمم المتحدة في الصحراء المغربية، وتحويل الموارد الإنسانية لدعم عملياتها العسكرية، والشراكة مع منظمات إرهابية أجنبية راسخة مثل حزب الله وحزب العمال الكردستاني، والحصول على طائرات مسيّرة من الحرس الثوري الإيراني عبر تسهيلات النظام الجزائري، وتهريب الأسلحة إلى الجماعات الجهادية التي تُعرّض الأفراد الأميركيين في منطقة الساحل للخطر.

وسيُحقق تصنيف بوليساريو منظمة إرهابية أجنبية أكثر من مجرد تفكيك شبكة بالوكالة. وهو ما سيعزز الموقف الإستراتيجي الأميركي، ويؤكد التزام واشنطن تجاه حلفائها، ويرسل إلى الخصوم رسالة ردع واضحة. وفي هذه الأثناء تنحدر منطقة الساحل إلى الفوضى. ويساهم وجود مرتزقة مجموعة فاغنر والأسلحة الإيرانية والنفوذ الصيني المتزايد في هذه الأزمة.

ويُعدّ المغرب آخر معقل يُعتمد عليه لمنع المزيد من الانهيار. ومع ذلك، فإن أنشطة بوليساريو تُقوّض هذا الاستقرار، ويبعث تقاعس الولايات المتحدة في الردّ إشارة خاطئة في منطقة تسودها ديناميكيات القوة. ومن حسن الحظ أن القيادة الأميركية بدأت تُدرك الأهمية الإستراتيجية التي تحظى بها الصحراء المغربية.

وأعلن عضو الكونغرس الأميركي جو ويلسون عن خطط لتقديم تشريع يكشف عن تهديد بوليساريو. كما أيّد وزير الخارجية ماركو روبيو اقتراح المغرب للحكم الذاتي باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام. ويُعدّ تصنيف بوليساريو منظمة إرهابية أجنبية رسميا إجراءً قانونيا وإستراتيجيا لمواجهة هذه القضية المُلحّة.

السياق الجيوسياسي

زينب ربوع: لضمان سلام دائم في المنطقة ينبغي للولايات المتحدة اتخاذ خطوة إضافية بتصنيف بوليساريو منظمة إرهابية أجنبية
زينب ربوع: لضمان سلام دائم في المنطقة ينبغي للولايات المتحدة اتخاذ خطوة إضافية بتصنيف بوليساريو منظمة إرهابية أجنبية

تقع الصحراء المغربية على الساحل الشمالي الغربي الأفريقي، وهي منطقة قليلة السكان، ومحل نزاع منذ انسحاب إسبانيا منها في 1975. ويحكم المغرب، مستندا إلى مبررات تاريخية وقانونية، غالبية المنطقة، وقد استثمر بشكل كبير في تنميتها، بما في ذلك البنية التحتية والتعليم والحوكمة.

وتؤكد جبهة بوليساريو أنها تقاتل من أجل حق الحكم الذاتي المحلي. إلا أن تاريخها حافل بالاضطرابات. وتلقت الجماعة دعما من الجزائر والاتحاد السوفييتي السابق، وأسلحة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ودعما من كوبا، وكلها تهدف إلى إضعاف موقف المغرب الموالي للغرب وتعزيز مصالح الكتلة الشرقية في شمال أفريقيا.

ولا تزال أساليبها (بما في ذلك تكتيكات حرب العصابات، والتدريب الأيديولوجي، ونشر المعلومات المضللة) مستمرة حتى اليوم في المعسكرات التي تسيطر عليها في منطقة تندوف الجزائرية. ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقرته الأمم المتحدة في 1991 أنهى قتالا كبيرا، فإن النزاع لا يزال دون حل، وتسعى القوى المعادية مثل إيران والصين وروسيا لاستغلاله مرة أخرى.

وينبع دعم الجزائر لجبهة بوليساريو من صراع طويل الأمد مع المغرب، تفاقم بسبب حرب حدودية في 1963، واستمر بفعل المعارضة الأيديولوجية. ومع تنامي نفوذ المغرب الإقليمي من خلال التحديث الاقتصادي، وتوطيد العلاقات مع الولايات المتحدة، أصبحت مكانة الجزائر أكثر رسوخا في المقاومة.

ويظل تحالفها مع إيران والصين وروسيا إستراتيجيا. وتُؤجّج الجزائر الصراع من خلال تقديم المساعدة العسكرية والتمويل والاعتراف الدبلوماسي بما يسمى” الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، ما يعوق أي حل سلمي. وأمل المسؤولون الأميركيون، لعدة سنوات، في أن يؤدي البقاء على الحياد إلى المصالحة بين المغرب والجزائر. لكن الجمود الأيديولوجي الجزائري واستثمارها الكبير في بوليساريو جعلا فك الارتباط الأميركي غير مبرر سياسيا.

واتسعت الفجوة بين الجزائر والرباط مع تعميق المغرب تحالفاته الغربية (وخاصة من خلال التعاون الاستخباراتي والتدريبات العسكرية المشتركة مثل مناورات الأسد الأفريقي). وقطع الرئيس ترامب، في ديسمبر 2020، مع سياسة فك الارتباط التي انتهجتها الإدارات السابقة. وحدّث السياسة الأميركية لتعكس الحقائق الإستراتيجية الجديدة. واستبدل حالة عدم اليقين بتوجه واضح حين تم الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

واعترفت إدارة ترامب الأولى رسميا بالسيطرة المغربية الفعلية على الصحراء، كما اعترفت باستثماراته التنموية، وأقرت بخطة الحكم الذاتي المغربية لعام 2006 كمسار عملي لحل النزاع. وتبعتها فرنسا وإسبانيا لاحقا، فأيدتا مقترح المغرب. وأقرّ قرار ترامب هنا بحقيقة جوهرية مفادها أن محاولة التصالح مع نظام جزائري عازم على صراع دائم بالوكالة لم تكن ذات طابع عمليّ.

الحجج القانونية

لم يكن هذا مجرد تحول في السياسة، بل كان تحولا في النهج الإستراتيجي الأميركي في شمال أفريقيا، مستبدلا الحياد المضلل بالواقعية وبناء التحالفات. وتُعدّ مخيمات بوليساريو في تندوف بالجزائر مناطق عسكرية كثيفة، وليست ملاذا آمنا للاجئين. وتُمارس بوليساريو داخل هذه المخيمات سيطرة محكمة على ما يُقدّر بـ90 ألف شخص.

وتُشير هيومن رايتس ووتش إلى أن هذه المخيمات تفتقر إلى الانتخابات الديمقراطية وحرية الصحافة، ويواجه الأفراد فيها الخدمة العسكرية الإجبارية تحت تهديد السجن. وتُشير تقارير إلى أن بعض السكان قد يجدون أنفسهم تحت العبودية. كما وثّق المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال اختلاس الجماعة للمساعدات الإنسانية لدعم قواتها المسلحة، ما يُعمّق معاناة المدنيين.

◙ تورط بوليساريو في الإرهاب وتحالفاتها مع إيران وروسيا والصين يهددان الأمن الإقليمي ويعرضان المصالح الأميركية للخطر
◙ تورط بوليساريو في الإرهاب وتحالفاتها مع إيران وروسيا والصين يهددان الأمن الإقليمي ويعرضان المصالح الأميركية للخطر

وتُشبه هذه التكتيكات سلوكيات نظام استبدادي، وليست حركة تحرير. وفي المقابل يُشارك الصحراويون الذين يعيشون في المناطق الخاضعة للإدارة المغربية في الانتخابات الوطنية ويحصلون على الخدمات العامة مثل المواطنين المغاربة. وعسكريا تربط بوليساريو علاقات قوية بالجماعات المتطرفة. وقاد عدنان أبووليد الصحراوي، العضو السابق في بوليساريو حسب ما يُقال، تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى. وشن هذا التنظيم هجمات متعددة تحت قيادته، بما في ذلك الكمين الذي حدث في النيجر سنة 2017 وأسفر عن مقتل أربعة جنود أميركيين.

وحددت الولايات المتحدة في 2021 مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تنفع في القبض على الصحراوي. وخلال السنة نفسها، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نجاح كبير في مكافحة الإرهاب عندما قضت القوات الفرنسية على زعيم التمرد في غارة بطائرة مسيرة.

ويُظهر صعود الصحراوي (من جبهة بوليساريو إلى قيادة تنظيم الدولة الإسلامية) كيفية تقاطع شبكات التطرف الإقليمية وتطورها. كما يُظهر كيف كانت قاعدة بوليساريو السياسية في تندوف مركزا سهّل التطرف والاتجار بالبشر وحشد الإرهابيين لفترة طويلة، بما يُهدد الاستقرار الإقليمي والمصالح والقوات الأميركية.

وبموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، يُمكن أن تُصنف بوليساريو منظمة إرهابية أجنبية بناءً على ثلاثة معايير قانونية: أولا، بوليساريو جماعة أجنبية تعمل بالكامل خارج حدود الولايات المتحدة، حيث تتمركز قيادتها وعملياتها في منطقة تندوف الجزائرية.

ثانيا، تُنفذ أعمالا إرهابية، كما هو مُعرّف في المادة 1182 من الباب 8 من مدونة قوانين الولايات المتحدة. وتشمل هذه الانتهاكات الهجمات التي تخالف اتفاق وقف إطلاق النار، والعنف الذي يستهدف المدنيين، والتنسيق مع جماعات إرهابية أخرى كحزب الله. وكان المغرب قد قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في 2018 بسبب أنشطة حزب الله التدريبية في تندوف.

ثالثا، تُهدد أنشطة جبهة بوليساريو المواطنين الأميركيين والمصالح الأميركية. كما تُقوّض المغرب (الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب)، وتُمكّن قوى معادية مثل إيران وروسيا والصين في منطقة الساحل ذات الأهمية الإستراتيجية للمصالح العسكرية والاقتصادية الأميركية. كما تُقوّض أفعال الجماعة سلامة الأفراد الأميركيين وتُضرّ بالتعاون الاستخباراتي والأمني الإقليمي.

الحُجة الإستراتيجية

يدعم التحالف الإستراتيجي الذي يضم إيران وروسيا والصين (إلى جانب شريكيها الجزائر وجنوب أفريقيا) جبهة بوليساريو الانفصالية بطرق متعدّدة لتحقيق أهداف جيوسياسية مُختلفة. ويُزوّد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله المتمتع بدعمه جبهة بوليساريو بالطائرات المُسيّرة والتدريب. وتهدف طهران إلى زعزعة استقرار المغرب، المُتحالف مع الولايات المتحدة ، ما يزيد من خطر نشوب صراع بالوكالة على غرار ما يشهده اليمن.

وترى الصين في علاقات المغرب القوية مع الولايات المتحدة تهديدا لنفوذها في أفريقيا. ومن خلال تشجيع صراع بوليساريو بشكل خفي، تجبر بكين المغرب على إعادة توجيه الموارد بعيدا عن الأدوار القيادية في المنطقة وتعيق التوسع الاقتصادي الغربي، وكل ذلك لتحقيق مصالحها الخاصة في حين تتظاهر بالحياد. ويُسهم التعاون العسكري الوثيق بين روسيا والجزائر في استدامة تجارة الأسلحة الروسية، ويعزز حضورها في شمال أفريقيا.

واستلمت الجزائر، أكبر مشتر أفريقي للأسلحة الروسية، مؤخرا طائرات سو 35. ويُمكّن صراع الصحراء روسيا من الحفاظ على نفوذ لا يُمكن للمغرب تجاهله، ما يُعقّد الحسابات الدبلوماسية، ويمنح روسيا نفوذا أكبر نحو الحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي. وتُضعف موسكو حلفاء الولايات المتحدة بتعزيزها عدم الاستقرار في منطقة الساحل، وتهديدها الأمن على طول الممر الأطلسي الأفريقي.

◙ دور المغرب في تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريبات المشتركة مثل مناورات الأسد الأفريقي يؤكد أنه يشغل دورا محوريا في السياسة الأميركية في المنطقة

وتدعم الجزائر، التي تشعر بالقلق إزاء انحياز المغرب إلى الغرب وشراكاته مع الولايات المتحدة، جبهة بوليساريو عسكريا ودبلوماسيا، بينما تعمل بالتنسيق مع إيران والصين وروسيا على تأجيج الاضطرابات. وينبع دعم جنوب أفريقيا لبوليساريو من أيديولوجيا معادية للغرب. وهذا ما يُعيق تدخل الأمم المتحدة، ويُفسح أمام المتطرفين ومرتزقة فاغنر المجال للمزيد من زعزعة استقرار المنطقة، بما يُقوّض أمن القارة السمراء، ويُهدد مصالح واشنطن الإستراتيجية والاقتصادية.

ولمواجهة هذا الوضع، ينبغي للولايات المتحدة إعلان بوليساريو رسميا منظمة إرهابية أجنبية. وسيفيد ذلك الإستراتيجية الأميركية في سبعة جوانب رئيسية: أولا، سيؤدي إلى تجميد أصول الجماعة، وتفكيك شبكات الأسلحة والتهريب التابعة لها، وقطع العلاقات التي تجمعها مع إيران وروسيا والصين، مع ردع تهديدات مماثلة بالوكالة عن مهاجمة القوات الأميركية أو حلفائها.

ثانيا، سيعزز الاستقرار الإقليمي من خلال دعم عمليات مكافحة الإرهاب المغربية، وتعزيز اعتراف الولايات المتحدة سنة 2020 بالسيادة المغربية، وتعزيز مصداقية خطة الرباط للحكم الذاتي. ثالثا، سيضعف النفوذ الإقليمي الإيراني من خلال قطع طريق إمداد حيوي للحرس الثوري الإيراني إلى أفريقيا، وبالتالي تخفيف الضغط عن الأصول الأميركية في المنطقة.

رابعا، سيسلط الضوء على دور الجزائر في زعزعة استقرار المنطقة. وسيُظهر إعلان بوليساريو جماعة إرهابية أن الولايات المتحدة لن تقبل التشدد المدعوم من الدولة المتخفي في شكل نضال تحرّري، ما يؤكد مجددا المعارضة العالمية للانفصال المسلح ويتحدى استغلال الجزائر للحرب بالوكالة لتقويض الدول المجاورة. خامسا، سيعرقل هذا إمدادات الأسلحة إلى متطرفي الساحل، ويعزز التحالفات الأميركية في أفريقيا.

ويؤكد دور المغرب في تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريبات المشتركة، مثل مناورات الأسد الأفريقي، على أنه يشغل دورا محوريا في السياسة الأميركية في المنطقة. سادسا، من شأن هذا أن يقوض الدعاية العالمية التي تتبناها جبهة بوليساريو. فعلى مدى عقود تلاعبت الجماعة بالحجج الإنسانية والثغرات القانونية لكسب التعاطف الدولي.

ومن شأن تصنيفها منظمة إرهابية في الولايات المتحدة أن يزيل هذا الغطاء ويحد من نفوذها في منظمات مثل الاتحاد الأفريقي والبرلمان الأوروبي. سابعا، من شأن التصنيف أن يلفت الانتباه إلى وضع اللاجئين في مخيمات تندوف. فهذه المخيمات، التي يسكنها صحراويون محرومون من الجنسية أو إعادة التوطين، تستغلها بوليساريو لأغراض سياسية وعسكرية. ويفضح التصنيف هذا الاستغلال ويضغط على الجزائر للسماح بمراقبة طرف ثالث للمخيمات. وستسمح هذه النتائج للولايات المتحدة بتأكيد نفوذها بكفاءة، والحفاظ على مواردها مع دعم حلفائها.

اقرأ ايضا:

7