أيام قرطاج لفنون العرائس تجمع مئة فنان من 19 دولة

تجمع الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس 20 فرقة من 19 دولة وعروضا من 20 فرقة، لتقدم 33 عرضًا موجهًا للأطفال والكبار، مع ورش عمل وندوات، وتتميز بعروض سينما التحريك، وفعاليات لامركزية في عدة مناطق تونسية.
تونس ـ تلتئم الدورة السادسة من أيام قرطاج لفنون العرائس خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 8 يناير 2025، لتكون مناسبة ثقافية وفنية فريدة تبرز التنوع والتطور في فنون العرائس من مختلف أنحاء العالم. هذا الحدث السنوي، الذي أصبح محطة هامة في الساحة الثقافية، سيجمع أكثر من 100 عرائسي من تونس والعالم، يمثلون 20 فرقة أجنبية و8 فرق تونسية. يهدف المهرجان إلى توفير منصة عالمية للفن العرائسي ويعكس التنوع الثقافي العالمي في هذا الفن المبدع.
يتضمن برنامج المهرجان هذا العام 33 عرضًا فنيًا متنوعًا، منها 25 عرضًا دوليًا وعربيًا، بالإضافة إلى 8 عروض تونسية. كما يخصص المهرجان عروضًا موجهة لجميع الفئات العمرية؛ حيث سيكون هناك 25 عرضًا للأطفال والعائلات، بينما سيتم تقديم 8 عروض مخصصة للكبار. هذا التنوع يعكس اهتمام المهرجان بتوفير تجارب فنية غنية للزوار من جميع الأعمار، ويعزز من مكانته كأحد المهرجانات الرائدة في مجال فنون العرائس.
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الإثنين في قاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، تم الإعلان عن تفاصيل المهرجان الذي سيشهد مشاركة عروض من 19 دولة من بينها الجزائر والإمارات وسوريا والسعودية وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وفرنسا والبرازيل وروسيا وإستونيا والنمسا والبرتغال ورومانيا وبولندا وتشيكيا وهولندا. وتستعرض هذه الدول تنوعًا فنيًا يبرز التميز الثقافي لفن العرائس في مختلف الأقاليم.
ومن بين أبرز ما يميز هذه الدورة هو العرض الافتتاحي للمهرجان، الذي سيأخذ الجمهور في رحلة فنية ابتكارية مع عرض “مسخ” للمخرج أسامة الحنايني. أما الختام فسيكون بعرض “الخيط” من إنتاج حافظ زليط، الذي يمثل قمة الإبداع العرائسي التونسي. هذا التنوع بين العروض المحلية والدولية يساهم في تعزيز الهوية الثقافية التونسية بينما يتيح للجمهور فرصة اكتشاف تجارب فنية جديدة.
ومن ضمن الأنشطة المميزة التي يتضمنها المهرجان، تم تخصيص فقرة خاصة بسينما التحريك، التي ستُقام يومي 6 و7 فبراير 2025. سيفتتح هذا القسم فيلم تحريكي قصير مدته 8 دقائق بعنوان “طرف الخيط”، وهو من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس. يتم عرض الأفلام بمعدل ثلاثة مواعيد يوميًا، مما يوفر للزوار الفرصة لاكتشاف أعمال جديدة في هذا المجال.
وحرصًا على نشر الفن العرائسي وتعزيز دوره في الثقافة، قرر المهرجان التوسع هذا العام ليشمل عروضًا في مناطق خارج العاصمة. ستكون هناك عروض في ثلاث جهات تونسية هي المهدية والمنستير ونابل، حيث ستُقيم مدينة ياسمين الحمامات في ولاية نابل تظاهرة عرائسية موازية لأيام قرطاج لفنون العرائس. هذا القرار يعكس سياسة اللامركزية الثقافية التي تعتمدها إدارة المهرجان.
وتعليقًا على ذلك، أكدت منية عبيد، مديرة المهرجان، أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي المهرجان لنقل فن العرائس إلى مختلف أنحاء البلاد، وبالتوازي مع برنامج قافلة الماريونات، التي تروج لهذا الفن في العديد من المناطق التونسية.
ولا تقتصر فعاليات المهرجان على العروض فقط، بل تشمل أيضًا 11 ورشة عمل فنية لتعليم صناعة وتحريك العرائس، إضافة إلى 4 ماستر كلاس يقدمها خبراء دوليون في هذا المجال. من أبرز المحاضرين هذا العام الفنان البرازيلي باولو برناردو، الذي يشرف على ورشات لصناعة العرائس العملاقة في الإقامة الفنية بمشاركة طلبة المعهد العالي للفن المسرحي. كما سيتم تناول موضوعات مثل “مستقبل فنون العرائس في السعودية” والكتاب الإماراتي عدنان سلوم حول “فنون العرائس في التراث العربي.”
ويتيح المهرجان أيضًا للهواة والمبدعين الجدد فرصة عرض أعمالهم من خلال قسم خاص بالعروض الهواة. سيتم تقديم عملين من دار الثقافة باب بحر بصفاقس، وعملين من مؤسسة ربع قرن للمسرح من الإمارات العربية المتحدة. هذه المبادرة توفر فرصة لإبراز الطاقات الإبداعية الجديدة وتعزيز دور الشباب في هذا الفن.
وعلى هامش العروض، سيتم تنظيم معرض عرائسي وتجاري يشارك فيه حرفيون وعرائسيون تونسيون. يهدف هذا المعرض إلى دعم الاقتصاد الثقافي المحلي وتعزيز تبادل الخبرات بين المبدعين والفنانين المحليين والدوليين.
ختامًا، فإن الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس تظل واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية في تونس والعالم العربي. تسعى هذه التظاهرة إلى تعزيز موقع تونس كوجهة رئيسية لفنون العرائس على المستوى العالمي، من خلال احتضان التنوع الثقافي والفني وتقديم منصة للفنانين المحليين والدوليين لتبادل أفكارهم وإبداعاتهم.