أوميكرون يهدد فرحة عيد الميلاد في بيت لحم

مخاوف تجار بيت لحم تزداد بعد منع إسرائيل في ديسمبر دخول المسافرين الأجانب لمدة 14 يوما تحسبا لانتشار أوميكرون.
الأربعاء 2021/12/08
في انتظار السياح

بيت لحم - أضاء السكان شجرة عيد الميلاد العملاقة خارج كنيسة المهد في بيت لحم، على أمل ألا يفسد متحوّر جديد من فايروس كورونا موسم عطلة آخر في مسقط رأس يسوع التقليدي بعد أن منعت إسرائيل في ديسمبر الجاري دخول المسافرين الأجانب لمدة 14 يومًا في محاولة لمنع متحور أوميكرون من الانتشار. ويأمل السكان أن ينتهي الحظر كما هو مقرر في الوقت المناسب كي يكون السفر مسموحا به في عيد الميلاد.

وقال رئيس البلدية أنطون سلمان إن حظر السفر منع عدة وفود أجنبية من الحضور. ومع ذلك كان عدد الجمهور في ساحة المهد أمام الكنيسة أكبر بكثير مما كان عليه في العام الماضي.

وفي شارع النجمة وسط مدينة بيت لحم فتحت المحال التجارية أبوابها على مصراعيها ضمن فعاليات سوق الميلاد الذي يستمر اثني عشر يوما. وازدانت الشوارع بالأضواء مبشرة باحتفالات أكثر صخبا من العام الماضي، حيث اقتصرت الاحتفالات آنذاك على الصلوات الدينية بمشاركة شخصيات رسمية ورجال دين وخلت من الطابع الشعبي الاحتفالي المعتاد بسبب وباء كورونا.

تمر من الشارع الشابة العشرينية داليا مرة التي اعتادت أن تصنع في كل عيد الهدايا والتحف التي يبتاعها السياح الأجانب. تقول داليا “هذا العام لم نصنع التحف، عرضنا ما تمت صناعته العام الماضي من تحف وهدايا لم تبع بسبب جائحة كورونا”.

وأضافت “الوضع مُبكٍ، تفاءلنا قليلا حينما تم الإعلان عن استقبال السياح ولكن لم يدم هذا التفاؤل طويلا خاصة بعد إعلان إسرائيل إيقاف استقبال الأجانب، وبذلك تم إلغاء كل الحجوزات في فنادق المدينة”.

وستبلغ الاحتفالات الرسمية بعيد الميلاد ذروتها ليلة الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري، حيث يقام قداس منتصف الليل في كنيسة المهد في بيت لحم أين ولد المسيح.

ويُعتقد أن كنيسة المهد هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريبا يعتقد أن القديس جيروم -الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما عام 383 م بترجمة الإنجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية- قضى فيه ثلاثين عاما من حياته يترجم الكتاب المقدس.

“في مثل هذا الوقت من العام وقبل أن تحل جائحة كورونا كان السياح الأجانب يصطفون في طوابير طويلة ينتظرون دورهم للحصول على أكواب الشاي المميز، لكن اليوم لا يوجد أحد”، هذا ما قاله الشاب سامي خميس الذي يعتبر أشهر من يقدم الشاي الممزوج بالزنجبيل والعسل وبعض الميرمية، والذي يركن في محل صغير لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار على ناصية شارع النجمة.

وأضاف خميس أن بيت لحم تحاول أن تفرح بالأعياد، “لكن لا فرح دون سياح.. ولا فرح دون أناس يشاركوننا الاحتفالات”.

هناك، في شارع النجمة يمكن للمارة من مواطنين وزوار المدينة أن يروا بأم العين الأثواب الفلسطينية التي زينت واجهات متجر زاخر بالحكايات والذكريات الوطنية للسيدة مها السقا، التي تلقب بـ”حامية التراث الفلسطيني”، والتي تقول إنها تأمل بعد انقطاع عامين عن الاحتفالات الشعبية بسبب كورونا أن تنفض بيت لحم الحزن عنها وتحتفل بأجمل وأبهى صورة لتدخل الفرح إلى قلوب الكبار والصغار.

وأضافت أنه “لأول مرة تم افتتاح كل المحال التجارية في شارع النجمة وقد أقيمت فيه سوق الميلاد، بدلا من وضع سوق الميلاد في أكشاك صغيرة في ساحة المهد”، مبينة أن “هذه رسالة اعتزاز بتراثنا الغني بعمارته العريقة التي تحكي حضارة شعب بأكمله، ببيوته وأزقته وشوارعه الجميلة”.

وتبين السقا أنها والسيدات اللاتي يعملن معها في تطريز الزي الفلسطيني واللاتي يقدر عددهن بستين سيدة عملن بجد واجتهاد استعدادا للأعياد، لكن قرار الاحتلال الذي يقضي بعدم دخول السياح شكل لهن خيبة أمل، لأن بيع منتجاتهن هو متنفسهن الاقتصادي الوحيد.

من جانبه قال رئيس جمعية الفنادق العربية إلياس العرجا إن “مدينة بيت لحم تعتمد على السياحة  الدينية والأجانب الذين يقيمون في الفنادق الفلسطينية، ولكن منذ انتشار كورونا انقطعت السياحة”، مشيرا إلى أنه بدأ العمل في نوفمبر الماضي لأخذ حجوزات ولكن تم إلغاؤها بعد أن أوقفت إسرائيل استقبال الأجانب عبر مطاراتها بسبب فايروس كورونا.

وأوضح أن نسبة إشغال الغرف ليلة إضاءة الشجرة وليلة عيد الميلاد 40 في المئة، مشيرا إلى أن قرار الاحتلال الذي يقضي بعدم دخول السياح إلى الأراضي المقدسة تسبب في إلغاء الحجوزات في الفنادق، وبذلك ستتأثر كل القطاعات في بيت لحم، ابتداء ببائع الخضار والفواكه واللحوم وليس انتهاء بأصحاب المشغولات اليدوية والخشبية.

وعبر العرجا عن أمله في أن تزول جائحة كورونا لتتمكن بيت لحم من الاحتفال بأعيادها بحضور الناس من كل أنحاء العالم.

ويأمل المواطنون في مدينة بيت لحم أن تعود الحياة إلى سابق عهدها، حيث قالت الشابة الثلاثينية لارا بنورة إنها تأمل هذا العام أن ينتهي وباء كورونا والإجراءات الصحية التي أنهكت الناس، مهنئة أبناء شعبنا بأعياد الميلاد التي تدعو إلى المحبة والسلام.

ويؤكد الشاب العشريني حنا سلمان أن وباء كورونا فاقم البطالة في صفوف الشباب، خاصة أن بيت لحم تعتمد في دخلها على السياحة، معربا عن أمله في الخلاص من الاحتلال وكورونا في آن واحد، فهما “متشابهان في تقييد حركة شعبنا وتنقله ونزع بهجته”.

اقرأ أيضاً: بابا نويل يغيب عن أطفال لبنان

18