أوميكرون خطير على الأطفال أكثر من المتحورات الأخرى

المتحور لا يسبب أعراضا خفيفة مثلما كان يعتقد في السابق.
السبت 2022/04/02
زيادة في معدلات الدخول إلى المستشفيات في صفوف الأطفال

في إعادة لتقييم مخاطر المتحور أوميكرون من فايروس كورونا أكد الخبراء أنه خلافا لما كان يعتقد يمكن لأوميكرون أن يمثل خطورة وخصوصا على الأطفال. وقد أدى المتحور إلى زيادة معدلات دخول المستشفيات وحالات الوفاة والأعراض الحادة بين الأطفال مقارنة بالمتحورات الأخرى. كما أن المصابين به لا يحصلون على حماية من متحورات الفايروس التاجي الأخرى.

هونغ كونغ - خلصت دراسة أجراها باحثون بجامعة هونغ كونغ إلى أن متحور أوميكرون من فايروس كورونا أدى إلى زيادة معدلات دخول المستشفيات وحالات الوفاة والأعراض الحادة بين الأطفال مقارنة بالمتحورات الأخرى، مما يشير إلى أن أوميكرون لا يسبب أعراضا خفيفة مثلما كان يعتقد في السابق.

وقد قام الباحثون من جامعة هونغ كونغ ومستشفى الأميرة مارغريت بمراجعة حالات دخول الأطفال إلى المستشفيات خلال مراحل مختلفة من الجائحة. وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الباحثين خلصوا إلى أن حالات الإصابة بأوميكرون كانت أكثر حدة في خضم استمرار اجتياح المتحور لأنحاء المدينة.

وخلصت الدراسة إلى أن 1147 طفلا تتراوح أعمارهم بين أقل من عام و11 سنة دخلوا إلى المستشفيات في هونغ كونغ بسبب فايروس كورونا في الفترة من الخامس حتى الثامن والعشرين من فبراير الماضي، وأن أكثر من 80 في المئة منهم تتراوح أعمارهم بين عام و5 سنوات.

وتوصلت الدراسة إلى أن الحاجة إلى دخول وحدة الرعاية المركزة للذين دخلوا إلى المستشفى لإصابتهم بكورونا كانت أعلى بين الحالات المصابة بأوميكرون، حيث بلغت 21 طفلا، أو 1.83 في المئة منهم، مقارنة بـ1 في المئة بالنسبة إلى المتحورات الأخرى السابقة.

وقد وافقت السلطات على تطعيم الأطفال الأقل من 11 عاما في فبراير الماضي، في حين لم يتم التصريح بتطعيم من هم أقل من 3 أعوام. وكشفت منظمة الصحة العالمية عن ثلاثة مسارات قد تسلكها جائحة كوفيد هذا العام، لافتة إلى أن السيناريو الأسوأ يتضمن ظهور متحور جديد أكثر ضراوة من كل المتحورات السابقة.

وأفادت المنظمة بأن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أقل مأساوية، ويرتكز على تراجع تدريجي لخطورة المرض الذي يسببه فايروس كورونا بفضل مناعة أكبر للشعوب. ونشرت منظمة الصحة نسخة معدلة من خطتها الاستراتيجية لمكافحة الوباء.

تعديل اللقاحات بات ضروريا
تعديل اللقاحات بات ضروريا 

وعبر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن أمله أن يحدث السيناريو الأخير، حيث قال في مؤتمر صحافي "بناء على ما نعرفه حاليا، السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الفايروس سيستمر في التطور، لكن ضراوة المرض الذي يتسبب به ستتراجع شيئا فشيئا مع زيادة المناعة بفضل التلقيح والإصابات".

ومن الممكن أن ترتفع أعداد الإصابات إلى الذروة من وقت إلى آخر عندما تتراجع المناعة من جديد، ما سيستدعي إعطاء جرعات معززة من اللقاح خصوصا للأشخاص الأقل مناعة.

وأضاف مدير المنظمة "في أفضل الأحوال سنشهد ظهور متحوّرات أقل ضراوة ولن تكون هناك حاجة إلى تركيبات جديدة للجرعات المعززة واللقاحات لمكافحتها".

وأوضح غيبريسوس أنه في حال حصول السيناريو الأسوأ، سيظهر فايروس أكثر ضراوة وشديد العدوى، وفي مواجهة هذا التهديد الجديد ستتراجع بسرعة مناعة الشعوب المكتسبة بفضل لقاح سابق أو إصابة من الأعراض الخطيرة للمرض أو الوفاة.

وكشفت الدكتورة يلينا إيغناتيكوفا، خبيرة التغذية الروسية، عن المادة الغذائية التي يجب على المصابين بمتحور أوميكرون التخلي عن تناولها لأنها تخفض من فعالية منظومة المناعة.

1147 طفلا تتراوح أعمارهم بين أقل من عام و11 سنة دخلوا المستشفيات بسبب الفايروس

وينبغي في هذه الحالة تعديل اللقاحات الموجودة بشكل كبير والتأكد من أنها ستُعطى للأشخاص الأكثر ضعفًا. وأشارت ماريا فان كيركوف التي تترأس مكافحة كوفيد - 19 في منظمة الصحة العالمية إلى أنه حتى في نسخته الحالية، لا يزال لدى الفايروس الكثير من الطاقة.

وأشارت الخبيرة في حديث لراديو "سبوتنيك" إلى أن عدد الإصابات بعدوى الفايروس التاجي المستجد ينخفض، بيد أن متحور أوميكرون لا يزال يشكل خطورة. لذلك يجب على مرضى كوفيد - 19 الاهتمام بنظامهم الغذائي. ومن أجل التعافي السريع والتام، عليهم الامتناع مؤقتا عن تناول الأطعمة المحلاة بما فيها الآيس كريم.

وقالت "الآيس كريم مادة حلوة ودسمة. بالطبع لا تسبب برودتها التهابات إضافية، ولكن السكر يحبط فعالية منظومة المناعة ما يؤخر الشفاء من المرض. والآيس كريم يحتوي على السكر الذي يختلف عن السكر الموجود في الفواكه المفيد للجسم، كما أن الفواكه تحتوي على فيتامينات وألياف غذائية ضرورية لصحة الجسم. أما السكر الموجود في الآيس كريم، فيمكن أن يرفع مستوى السكر في الدم، ما يؤثر في فعالية منظومة المناعة. لذلك لا أوصي بتناول الآيس كريم عند الإصابة بمتحور أوميكرون، ويمكن في فترة النقاهة تناول القليل من الحلوى أحيانا وليس يوميا".

وأضافت "يجب أن تكون التغذية خفيفة ولكن في نفس الوقت ذات سعرات حرارية ومغذية. ويجب أن يحتوي الطعام على خضروات مسلوقة ومواد محتوية على البروتينات مثل البيض وجبن القريشة واللحوم والأسماك. ويفضل أن يكون اللحم مفروما لتسهيل عملية الهضم، دون إهدار طاقة إضافية لهضمه، ما يمنح الجسم القوة اللازمة لمكافحة العدوى".

التلقيح وحده لا يكفي بل يجب أن يقترن بنظام غذائي صحي
التلقيح وحده لا يكفي بل يجب أن يقترن بنظام غذائي صحي 

وربما يكون للطعام دور مهم في تحسين نظام المناعة وتعزيز كفاءة أدائه. وعلى الرغم من عدم وجود مجموعات طعام سحرية ستجعل الفرد فجأة خاليا من كوفيد - 19، فإنه من الضروري الحصول على المواد الغذائية الضرورية لإدارة الأعراض مثل فقدان حاسة التذوق.

وتوضح منظمة الصحة العالمية، كجزء من نظامها الغذائي الصحي الموصى به للوباء، أنه "في حين لا توجد أطعمة أو مكملات غذائية يمكن أن تمنع أو تعالج عدوى كوفيد - 19، فإن الأنظمة الغذائية الصحية مهمة لدعم أجهزة المناعة".

وهناك أطعمة تعزز المناعة (مثل الزنجبيل والحمضيات) يمكن تناولها لتعزيز صحة الجهاز المناعي بشكل عام. ويجب على الجميع الحصول على الكمية المناسبة من فيتامين (د)، حيث أظهرت الدراسات المبكرة أنه يمكن أن يلعب دورا صغيرا في المساعدة في التغلب على الفايروس.

وكالة الأمم المتحدة توصي بالابتعاد عن الكثير من الملح والحلويات السكرية وتناول كل شيء باعتدال

ومع ذلك توصي منظمة الصحة العالمية الجميع باتباع نظام غذائي متوازن من الفاكهة الطازجة والخضروات والبقوليات (مثل العدس) والحبوب الكاملة (الأرز والشوفان والخبز) والمنتجات الحيوانية (إذا كان ذلك مناسبا مثل الألبان واللحوم والبيض).

كما توصي وكالة الأمم المتحدة بالابتعاد عن الكثير من الملح والحلويات السكرية، وتناول كل شيء باعتدال. ومع ذلك، تنطبق هذه النصيحة على الجميع، وليس فقط على المصابين بالفايروس.

ويجب على أولئك الذين يعانون من المرض أن يأكلوا طعاما صحيا، لكنهم بحاجة إلى التأكد من تناولهم الكثير من البروتين أيضا.

ويمكن عادة العثور على الكثير من البروتين في الدواجن بما في ذلك الدجاج والديك الرومي والأسماك، لاسيما المأكولات البحرية والبيض ومنتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي، وبدائل ألبان الصويا، وكذلك حليب الصويا والتوفو واللحوم الحمراء الخالية من الدهون مثل لحم البقر والحمص والعدس والفول والبقول والمكسرات وزبدة الفول السوداني.

اقرأ أيضا: عدوى أوميكرون تنتج مناعة أقل من دلتا

17