أوميكرون الخفي يهيمن بسرعة على عدد الإصابات بكورونا

"بي أ 2" التي ظهرت في الصين ثم ألمانيا تصبح السلالة الأكثر انتشارا في العالم.
السبت 2022/03/19
تفش قياسي لسلالة أوميكرون الخفي

يتوقع خبراء الصحة أن تهيمن سلالة “أوميكرون الخفي” على نوع الإصابات بفايروس كورونا في العالم، وذلك بعد أن تم رصد هذا المتحور في الصين وألمانيا. وقد أعلنت السلطات الصينية مؤخرا عن تفشي قياسي في العشرات من المدن الصينية، وفي معظم الحالات تحدد الإصابة بنوع فرعي من أوميكرون هو سلالة “بي أ 2”.

موسكو - أعلنت وزارة الصحة الروسية أن سلالة “أوميكرون الخفي” التي انتشرت في الصين وألمانيا قد تصبح السلالة السائدة في العالم.

ووفقا لعلماء الفايروسات يفقد الذين أصيبوا بـ”أوميكرون الخفي” حاسة الشم، وقد رصدت إصابات كثيرة في الصين وألمانيا، ويعتقد أن السبب على الأرجح هو المهاجرون الذين لا يتمتعون بمناعة ضد المرض.

وقال ميخائيل موراشكو، وزير الصحة الروسي، “نظرًا إلى وجود معدلات مرتفعة من العدوى فإن البديل الفرعي ‘بي أ 2’ من ‘أوميكرون’ لديه فرصة ليصبح قريبًا السلالة السائدة. فقد تم تسجيل أرقام قياسية من الحالات في ألمانيا خلال الأيام الأخيرة. كما أعلنت السلطات الصينية مؤخرا عن تفشي قياسي في عشرات المدن الصينية. وفي معظم الحالات تحدد الإصابة بنوع فرعي من أوميكرون ‘بي أ 2”.

بعد انحسار السلالة الرئيسية لأوميكرون بدأت تظهر سلالة فرعية تعرف بـ"أوميكرون الخفي"، وجرى رصدها في ديسمبر 2021

ومن جهته قال لي جين مينغ، نائب مدير المركز الوطني للمختبرات السريرية التابع للجنة الصحة الوطنية، “يشمل الحجر الصحي الذين تم عزلهم في المنزل، والذين قدموا من الخارج، وكذلك أولئك الذين كانوا على اتصال بهم. أي على جميع هؤلاء البقاء في المنزل. ولمدة خمسة أيام متتالية سيخضعون لإجراء اختبار فايروس كورونا. وسوف يرفع الحجر الصحي عن كل شخص تكون نتائج اختباراته سلبية”.

وأشار الطبيب الروسي يفغيني تيماكوف، أخصائي الأمراض المعدية، إلى أن أعراض الإصابة بـ”أوميكرون الخفي” تشبه أعراض التسمم، لأن هذا الفايروس يتكاثر في المعدة، عكس السلالات السابقة. كما أن المصاب يفقد حاسة الشم ويعاني من ألم في الحلق وبحة في الصوت واضطرابات في الجهاز الهضمي.

وأعلنت هيئة حماية المستهلك في روسيا أنه في الوقت الذي يسجل فيه انخفاض في معدل الإصابات بالفايروس التاجي المستجد، يلاحظ ارتفاع معدلها في العالم. وتشير الهيئة إلى أن السبب هو “بي أ 2 “الذي يسمى “أوميكرون الخفي” (لعدم إمكانية اكتشافه وتمييزه عن متغير دلتا) في معظم أنظمة الاختبارات المستخدمة.و أكد ألكسندر غينسبورغ، مدير مركز “غاماليا” الروسي للبيولوجيا المجهرية، أن “الأجسام المضادة التي تنشأ بعد التطعيم بلقاح ‘سبوتنك في’ تحمي من هذه السلالة أيضا. كما أن مزيج الأجسام المضادة، الذي بدأنا الآن في اختباراته السريرية، على عكس جميع أنواع كوكتيلات الأجسام المضادة الأخرى، يحمي أيضًا من السلالة الجديدة”.

ولكن الوضع في روسيا لا يزال مستقرا، لأن نسبة الإصابات بـ”أوميكرون الخفي” لا تزيد عن 20 في المئة من مجمل الإصابات بكوفيد - 19.

وتقول آنا تشيركاشينا، رئيسة المجموعة العلمية للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في المعهد المركزي لبحوث الأوبئة التابع للهيئة، في حديث لصحيفة “إزفيستيا”، “وفقا لبيانات الأسبوعين الماضيين، 80 في المئة من الإصابات سببها المتغير ‘بي أ 1’ و خطه الفرعي ‘بي أ 1 ـ“1”.

وأصبح “أوميكرون الخفي” في العديد من البلدان يهيمن بسرعة على عدد الإصابات، وتسبب في ارتفاع معدل الإصابات بكوفيد - 19.

ووفقا لآخر تقرير فني نشرته السلطات البريطانية، أصبح معدل الزيادة في الإصابات الجديدة بـ”بي أ 2” أسبوعيًا أعلى بنسبة 80 في المئة من المتغير الأصلي”بي أ 1”، وهذا يعني أن 80 في المئة من الإصابات هي بـ”أوميكرون الخفي”، وأن احتمال تكرر انتقاله أعلى بنسبة 30 في المئة مقارنة بـ”بي أ 1”.

وذكر الخبراء أن هناك عارضين يؤشران على أن الشخص مصاب بالمتحور “أوميكرون الخفي”، حتى قبل ظهور نتيجة الفحص الإيجابية.

وجرى رصد هذه السلالة للمرة الأولى في ديسمبر 2021، وانتشرت بسرعة كبيرة في أرجاء العالم، وحملت اسم “بي أ 2”.

أوميكرون يعود بنسخة تنتشر في الخفاء
أوميكرون يعود بنسخة تنتشر في الخفاء

وعلى الرغم من أن الخبراء لا يزالون يتفحصون هذه السلالة، إلا أن تقريرا لمنظمة الصحة العالمية كشف أنها تختلف عن الطفرات السابقة، بسبب تركيبها البروتيني الخلوي.

ومن أبرز أعراض “أوميكرون الخفي” الدوخة، وبحسب السلطات البريطانية قد تستمر هذه الدوخة طوال اليوم، وإذا كانت مستمرة أو شديدة يجب على الشخص مراجعة الطبيب.

وهناك عارض آخر يأتي مبكرا، هو الشعور بالإرهاق، بما يشمل ألما في العضلات.

وهناك أعراض أخرى لـ”أوميكرون الخفي” تشبه أعراض سلالة أوميكرون المنحدرة من فايروس كورونا، وتشمل التهاب الحلق وسيلان الأنف والعطس المتكرر.

وهناك أعراض أقل شيوعا مثل الطفح الجلدي والتعرق الليلي وآلام في الظهر وغيرها الكثير، التي أبلغ عنها مصابون بالمتحور.

وقالت طبيبة الأمراض الباطنية تاتيانا رومانينكو إن الفترة اللازمة لإعادة تأهيل الإنسان والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد الإصابة بمرض كوفيد - 19 هي شهر واحد.

وحسب رأيها، إذا لم يتعاف الإنسان في 4 أسابيع تعافيا تاما، فمعنى ذلك أن المرض ترك آثارا ما في جسمه.

المصاب بـ"أوميكرون الخفي" يفقد حاسة الشم ويعاني من ألم في الحلق وبحة في الصوت واضطرابات في الجهاز الهضمي

وأعادت إلى الأذهان الإجراء الذي ينص على أن الأطفال يتم إعفاؤهم -في حال الإصابة بمرض تنفسي حاد- من ممارسة الرياضة لمدة أسبوعين. وأضافت أن لكل إصابة مدتها المثلى.

وقالت “بالنسبة إلى الفايروس التاجي، فإن 4 أسابيع قد تكون كافية لشخص ما، وغير كافية لشخص آخر، ويمكن أن  تتأخر فترة التعافي حتى 12 أسبوعا مثلا. وإذا لم يتعاف الشخص في غضون شهر واحد، فمعنى ذلك أن المرض قد ترك آثارا ما في جسمه”.

وأضافت إيلينا مسكينا، الاختصاصية الرئيسية في الأمراض المعدية للأطفال في وزارة الصحة بمنطقة موسكو، أن فترة التعافي تعتمد على شكل وشدة العدوى، وكذلك على وجود الأمراض المصاحبة.

وعلى سبيل المثال، فإن الأطفال الصغار الذين لديهم مسار خفيف من مسارات كورونا لا تختلف فترة شفائهم عن أي مرض تنفسي حاد آخر.

وقالت “إذا أخذنا شخصا مسنّا مصابا بأمراض مصاحبة ويعاني من الالتهاب الرئوي الحاد، فيمكن أن تتأخر فترة التعافي. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الالتهاب الرئوي الحاد يخلّف التليف الرئوي. ويمكن أن تستمر بعض المظاهر المتبقية مدى الحياة”.

لكن حتى المرضى الصغار لا يشفون في بعض الأحوال بسرعة. وعلى سبيل المثال، فإن الأطفال الذين أصيبوا بمتلازمة الالتهاب يخضعون للمراقبة خلال 6 أو 12 شهرا وفقا لضرر أصاب قلوبهم.

أما حالة الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية أو نوبة قلبية على خلفية فايروس كورونا فتتوقف على مكان العضو الذي أصيب. ويمكن أن تستغرق فترة إعادة التأهيل في هذه الحالة أعواما. وأكدت الطبيبة أن كل شيء يعتمد أيضا على المضاعفات المحددة.

17