أول عمدة لبرشلونة تعلن الحرب على التقشف

الخميس 2015/06/04
كولاو ستعمل على تشجيع عملية استئجار المنازل عوض الملكية لتجنب المضاربات العقارية

برشلونة (أسبانيا) - رغم أنه في الغالب لا يمكن توقع أو معرفة من سيشغل أي منصب سياسي مرتقب، إلا أن الناشطة السياسية السابقة أدا كولاو، والتي عرف عنها قوتها وجرأتها في مواقفها، تم انتخابها بصورة مفاجئة لتكون عمدة ثاني أكبر مدينة في أسبانيا.

وتدخل هذه الناشطة أروقة السلطة في أسبانيا باعتبارها أول عمدة أنثى لمدينة برشلونة عاصمة إقليم كاتالونيا الذي يطالب بالانفصال، لكن ذلك لم يغير شيئا من سمعتها باعتبارها لا تخشى لومة لائم في الدفاع عن الفقراء والمحتاجين.

وتحظى كولاو البالغة من العمر 41 عاما بدعم ائتلاف “اين كومو” بما فيه حركة بوديمو المتشددة المناهضة للتقشف التي كسبت معظم مقاعد مجلس المدينة البالغ عددها 11 مقعدا، حيث تعرضت التشكيلات السياسية التقليدية إلى التقهقر.

ومن بين أهم نقاط برنامجها الذي تنوي تنفيذه خلال السنوات الخمس القادمة سعيها إلى تغريم المصارف إذا طردت الفقراء من منازلهم التي عجزوا عن سداد ثمنها، وهو ما أثار جدلا عميقا حول هذا الاتجاه.

وتقول كولاو إنها ستعمل على تشجيع عملية استئجار المنازل عوض الملكية الفردية لتجنب المضاربات العقارية والقروض البنكية التي تتسبب في مآس اجتماعية خطيرة، حيث اقترحت إصدار قانون يشترط على مقاولي البناء تخصيص 30 بالمئة من الشقق في كل مبنى جديد للإيجار.

وتعتبر كولاو أن زمن هيمنة الحزبين الكبيرين الشعبي والاشتراكي على الحياة السياسية في البلاد قد ولى وحان الوقت لتسيير المدينة وفق سياسة جديدة قوامها الشفافية والدفاع عن حقوق المواطن الاجتماعية والاقتصادية ومناهضة ترحيل المهاجرين وتقليص الأجور التي يعتمدها أرباب المعامل بتواطؤ مع الحكومة.

وتعود الخلفية السياسية لكولاو التي اشتهرت بتشكيل التظاهرات الاحتجاجية إلى أيام قيامها بتشكيل تظاهرات مناوئة لحرب الخليج عام 2003، حيث أدى ذلك إلى تعزيز مصداقيتها بين المواطنين العاديين في برشلونة التي يعاني 24 بالمئة منهم البطالة.

12