أول إصابة بكورونا بين غوريلات نادرة

ثماني غوريلات في حديقة حيوان سان دييغو أصيبت بالعدوى من أحد الموظفين لم تظهر عليه أعراض المرض.
الثلاثاء 2021/01/12
مخاوف من انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر

لوس أنجلس - يخشى العاملون في حديقة حيوان سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية من إصابة 8 غوريلات على الأقل بفايروس كورونا، الذي انتشر في السابق بين حيوانات المنك والنمور.

ويُعتقد أن العديد من حيوانات الغوريلا في حديقة حيوان سان دييغو أصيبت بفايروس كورونا، فيما يعتقد بأنها الحالات الأولى بين الرئيسيات في الفصيلة.

وقال حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم الاثنين إن اثنتين من الغوريلا ثبتت إصابتهما بفايروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد - 19، ويبدو أن الغوريلا الثالثة ظهرت عليها أعراض.

وقالت المديرة التنفيذية لحديقة الحيوانات ليزا بيترسون لوكالة أسوشيتد برس الاثنين إن 8 غوريلات تعيش معا يعتقد أنها مصابة بالفايروس والعديد منها يسعل.

ويعتقد المسؤولون في حديقة الحيوانات أن العدوى انتقلت إلى الغوريلا من واحد من الموظفين لم تظهر عليه أعراض المرض، وثبتت إصابته لاحقا، على الرغم من وجود تدابير واسعة النطاق لفايروس كورونا لحماية القردة.

وقالت بيترسون إنه "بصرف النظر عن بعض الاحتقان والسعال، فإن الغوريلات تبدو بشكل جيد"، مضيفة "إن الغوريلات ما زالت في الحجر الصحي وتأكل وتشرب معا".

 وأوضحت بيترسون أنه "منذ ما يقرب من عام، يعمل أعضاء فريقنا بلا كلل وبأقصى تصميم لحماية بعضهم البعض وحماية الحياة البرية في رعايتنا من هذا الفايروس شديد العدوى.. تظل سلامة موظفينا والحياة البرية في رعايتنا أولويتنا القصوى".

وأجريت الاختبارات على الغوريلات باستخدام فضلاتها، بعد أن بدأ اثنان منها بالسعال في 6 يناير.

ويراقب الأطباء البيطريون المجموعة عن كثب، حيث يتم إعطاؤها الفيتامينات والسوائل والطعام، إذ لا يوجد علاج محدد للفايروس.

والجدير بالذكر أن حيوانات برية أخرى أصيبت بفايروس كورونا، بما فيها حيوانات المنك والنمور، ولكن يُعتقد أن حالات الغوريلات في حديقة حيوان سان دييغو هي الأولى التي تم الإبلاغ عنها من حديقة حيوان في الولايات المتحدة وربما العالم.

ويعتبر المنك الحيوان الوحيد، الذي من المؤكد أنه قادر على نقل العدوى إلى البشر بعد إصابته حتى الآن. وقد بادرت السلطات في دول عدة إلى إعدام حيوانات المنك، التي ينتج منها الفراء، أبرزها الدنمارك حيث تم بالفعل إعدام أكثر من 10 ملايين من هذا الحيوان.

صورة

وأظهرت دراسات أن بعض الرئيسيات معرضة للإصابة بالفايروس، الذي أصاب أكثر من 90 مليون إنسان وتسبب في وفاة نحو مليوني شخص، على الرغم من أنه من غير المعروف ما إذا كان لديها رد فعل خطير.

وفي الأثناء، يعمل مسؤولو حديقة الحيوان عن كثب مع الخبراء الذين يعالجون البشر بفايروس كورونا في حالة تدهور حالة القردة.

وقالت بيترسون "هذه حياة برية، ولديها مرونتها الخاصة ويمكنها الشفاء بشكل مختلف عما نفعله نحن"، مضيفة أن التركيز في الوقت الحالي ينصب على الحفاظ على صحتها.

وفي بداية أبريل الماضي، ثبتت إصابة نمر من حديقة برونكس الشهيرة للحيوانات في نيويورك بفايروس كوفيد - 19، ويُعتقد أن العدوى انتقلت إلى الحيوان من حارس لم تظهر عليه أي عوارض في حينه.

وسجلت العديد من الدول في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا إصابات بفايروس كورونا بين الحيوانات.

ويشعر خبراء الصحة العامة بالقلق إزاء حفظ الحيوانات لفايروس كورونا، مما يسمح له بالظهور مرة أخرى وإصابة البشر.

وتقول الكاتبة مارغو داديمار، في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن أجسام الكلاب قادرة على احتضان الفايروس دون أن تظهر عليها أعراض.

وأضافت الكاتبة أن الإصابات الطبيعية لدى الكلاب يمكن أن تحدث في إطار تعرضها لضغط فايروسي كبير، بمعنى مخالطتها المستمرة واللصيقة لمالكيها المصابين بالفايروس.

وذكر الخبراء أنه رغم التعرض المكثف للفايروس، حيث أن الآلاف من الناس المصابين بالعدوى خالطوا حيواناتهم الأليفة، إلا أن أعدادا قليلة من الكلاب ظهرت عليها أعراض مرضية. كما أن الاختبارات التي أجريت على الكلاب المخالطة للمرضى لم تثبت أن لها دورا في نقل الفايروس.

ووفقا لموقع مايو كلينيك، فإن مرض كوفيد - 19 ينتقل في الغالب بين البشر، إلا أنه يمكن أن ينتقل أيضا من البشر إلى الحيوانات.

وقال الموقع إنه وفقا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أصيبت أعداد قليل من الحيوانات الأليفة، بما في ذلك القطط والكلاب، بفايروس كوفيد - 19. وحدث ذلك في معظم الحالات بعد المخالطة اللصيقة بين هذه الحيوانات وأشخاص مصابين بالفايروس.

وفي أواخر الصيف، عملت مجموعة من العلماء في ولاية كولورادو الأميركية على تلقيح أنواع من الحيوانات مهددة بالانقراض، عندما قام الباحثون بتسريع التجارب السريرية الأولى للقاحات كورونا للبشر.

ووفقا لتقرير شبكة "سي.أن.أن"، تم حقن حوالي 120 قرضا أسود القدمين، وهو من بين أكثر الثدييات المهددة بالانقراض في أميركا الشمالية ، بلقاح تجريبي لكورونا، ويهدف إلى حماية المخلوقات الصغيرة التي تشبه ابن العرس، والتي تم إنقاذها من حافة الانقراض قبل 40 عاما.

يقول الخبراء إن تلقيح مثل هذه الأنواع المعرضة للخطر ضد المرض مهم ليس فقط من أجل الحيوانات، ولكن من المحتمل أن يكون لحماية الناس، فقد نشأت بعض أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان في الحيوانات، بما في ذلك فايروس كورونا، الذي يُعتقد أنه انتشر من الخفافيش إلى نوع وسيط قبل أن يقفز إلى البشر ويثير الوباء.