"أولادنا" يدعم مواهب الأطفال المعاقين في مصر

في إطار الدعم والتشجيع للأطفال المصريين من ذوي الاحتياجات الخاصة يقام للمرة الأولى بالقاهرة ملتقى “أولادنا”، الذي انطلقت فعالياته مساء الجمعة الماضي وتشارك فيه 28 دولة ويستمر على مدار أسبوع كامل.
وقالت رئيسة الملتقى وصاحبة الفكرة سهير عبدالقادر، إن الملتقى يأتي كخطوة لتعويض غياب مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال الذي تم إلغاؤه.
وأوضحت لـ”العرب” أنها كانت تحرص دائما على تواجد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المهرجان، الذي عملت فيه على مدار عشرين عاما كما أهدت دورته الأخيرة إليهم.
وأضافت أنها بدأت العمل على الفكرة منذ 8 شهور وخاطبت العديد من الجهات بالخارج وعددا من الوزارات الحكومية، فتعاون الكثير منهم ليثمر ذلك عن مشاركة دول من أماكن عديدة بالعالم في فعاليات الملتقى.
وتتعدد النشاطات الفنية المقامة على هامش الملتقى بالقاهرة بين الغناء والاستعراض والرسم إلى جانب عرض العديد من الأفلام السينمائية، وهناك العديد من الورش الفنية التي تدعم مواهب هؤلاء الأطفال تمت إقامتها في مركز التعليم المدني الذي خصصته وزارة الشباب المصرية لهذا الحدث.
النشاطات الفنية المقامة على هامش ملتقى القاهرة تنوعت بين الغناء والاستعراض إلى جانب عرض العديد من الأفلام
ولفتت رئيسة الملتقى إلى أنه دائما ما يتم التركيز على أنشطة أبنائنا المعاقين في المجال الرياضي وحده دون أن تتاح لهم مساحة للتعبير عما هو كامن بداخلهم من مواهب فنية مميزة، وهي المواهب التي أقيم من أجلها الملتقى الذي يتم التعاون فيه مع الاتحاد المصري لمتحدّي الإعاقة.
ويحتفي الملتقى بإبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة بالخارج، حيث خاطبت وزيرة الهجرة والشؤون الخارجية السفارات في مختلف دول العالم من أجل إقامة معرض على مدار يومين متتالين لعرض إبداعات الأطفال كخطوة داعمة ومساندة لزملائهم المصريين في هذا الملتقى.
ولأطفال ملتقى "أولادنا" دور مهم في تنشيط السياحة، حيث تقوم مجموعة من الفنانين بمرافقة هؤلاء الأطفال إلى العديد من الأماكن السياحية للترويج لها، تأكيدا على الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في تحمل المسؤولية داخل مجتمعهم.
وتحمست بعض الفرق الأجنبية في مختلف الفنون لفكرة هذا الملتقى وللمشاركة في فعالياته، منها فرقة "الدبكة" من الأردن وفرقة "شنغهاي" الصينية و”لتيزيا” الإيطالية للدرامز.
وتترأس لجنة تحكيم إبداعات الأطفال أحلام يونس رئيسة أكاديمية الفنون وتضم في عضويتها عددا من الفنانين المصريين والعرب والأجانب، منهم داليا البحيري وتامر حبيب وبوسي ومحمد ثروت والإعلامية بوسي شلبي والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي والممثل الفرنسي باسكال غودلويتش ومايكل بيريش من نيجيريا ودينا غديون من اليونان ورنا سلطان من الأردن.
وتشجيعا لهؤلاء الأطفال قررت رئيسة الملتقى أن تتم إقامة حفل الافتتاح بمقر جامعة القاهرة على أن يقام حفل الختام بالمكان نفسه، وذلك تقديرا للدور الهام الذي يلعبه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بوصفهم يعبّرون عن تيار واسع داخل المجتمع المصري، في مقابل أن هذه الجامعة صرح تاريخي وتعليمي هام يمثل انطلاق الملتقى منها خطوة هامة نحو تأسيسه.
وقدم الأطفال باقة من العمل الغنائي من كلمات مدحت العدل وألحان محمد رحيم يتحدث عن عظمة هؤلاء الأطفال في مستوى إصرارهم على تحدي إعاقتهم وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم وسط تجاهل المجتمع وتهميشه لهم.
وتشارك مصر بفيلمين ضمن فعاليات الملتقى للمخرج مهند دياب وإنتاج وزارة التضامن الاجتماعي، الأول بعنوان "5 بالمئة" تدور أحداثه عن مجموعة من الشباب تم توظيفهم في المصانع المختلفة تحت مظلة "القانون 5 بالمئة" وهو القانون الذي يفرض على الحكومة تشغيل هذه النسبة من المعاقين في أماكن العمل المختلفة بالدولة.
أما الفيلم الثاني فيحمل عنوان "آن الأوان" ويحكي عن أربع شخصيات رئيسية تمثل أصحاب ذوى الإعاقات المختلفة، السمعية والبصرية والذهنية والحركية، في إطار درامي يمزج بين الفضفضة والأمل طلبا لتحسين الأوضاع المختلفة التي تعاني منها هذه الفئة من المواطنين والتعجيل بوضع إستراتيجية لها لحمايتها وضمان حقوقها.
وعلى هامش الملتقى تم تكريم الفنان عمرو يوسف باعتباره سفير الاتحاد المصري الرياضي للإعاقات الذهنية والمصور الصحافي أسامة بلودان من فلسطين والكاتب سيمون ألندو من الكاميرون، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الفنية البارزة التي سبق وقدمت أعمالا خاطبت فيها هؤلاء الأطفال من بينهم إلهام شاهين ونبيلة عبيد وفاروق الفيشاوي ومحمود ياسين والراحل نور الشريف، بالإضافة إلى الموسيقار الصيني المعاق “زاو زاو”.