أوروبا تسقط آخر أوراق اللاجئين من يدي أردوغان

اليونان تغلق حدودها في جميع أنحاء البلاد أمام الزائرين لمدة أسبوعين للحد من انتشار فايروس كورونا.
الأربعاء 2020/03/18
في ترقب تسوية نهائية

شكلت الإجراءات التي اتخذتها اليونان والضغوط الداخلية على المستشارة الألمانية الثلاثاء ضربة كبيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للظفر بتسوية دائمة مع الأوروبيين في ملف اللاجئين، لاسيما وأن أنقرة تراهن على إنهاء هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن لتخفيف حزمة الأزمات المسلطة عليها نتيجة سياساتها الارتجالية.

أثينا/برلين – قطعت اليونان الثلاثاء الطريق أمام إبرام تركيا تسوية مع الاتحاد الأوروبي في قضية اللاجئين والمهاجرين، في وقت زاد حزب الخضر الألماني الضغوط على المستشارة أنجيلا ميركل من أجل إثناء الرئيس رجب طيب أردوغان عن محاولته في هذا الملف.

وبينما كانت قمة رباعية تجرى بواسطة تقنية الفيديو بين أردوغان وميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لمناقشة حل لأزمة اللاجئين، أعلنت السلطات اليونانية أنها ستغلق مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء البلاد أمام الزائرين لمدة أسبوعين للحد من انتشار فايروس كورونا.

وكان من المخطط في الأساس عقد الاجتماع في إسطنبول، إلا أنه تقرر تحويله لاجتماع عبر تقنية الفيديو بسبب كورونا.

وقالت وزارة الهجرة في بيان “ستعلق زيارة الأفراد والمنظمات للمخيمات لمدة 14 يوما على الأقل”. وأضافت “لن يسمح سوى بدخول الموظفين وسيفرض فحص إجباري لدرجة حرارة الواصلين الجدد”.

وأشارت إلى أنه سيتم تشجيع سكان المخيمات على الحد من تحركاتهم داخل وخارج المخيمات.

أنالنا باربوك: على أوروبا أن تتعهد بوضوح تمويل اللاجئين في تركيا
أنالنا باربوك: على أوروبا أن تتعهد بوضوح تمويل اللاجئين في تركيا

وشددت اليونان قيودها تدريجيا على التجارة والتجمعات العامة مع ارتفاع عدد الوفيات بالفايروس إلى 4 خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ويعيش عشرات الآلاف من طالبي اللجوء في البر والجزر اليونانية القريبة من تركيا. ومعظم المخيمات مكتظة وتتجاوز قدرة استيعابها.

ووصل المئات من المهاجرين الجدد إلى اليونان هذا الشهر بعد أن أعلنت تركيا أنها لن توقف الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، ما أحدث فوضى استمرت أياما على الحدود اليونانية.

وسارعت وزارة الهجرة اليونانية إلى فتح مخيمين جديدين في البر اليوناني لإيواء المئات من الواصلين الجدد.

وحاول عشرات الآلاف من المهاجرين دخول اليونان العضو بالاتحاد الأوروبي بعد أن قالت تركيا يوم 28 فبراير الماضي إنها لن تبقيهم على أراضيها وفقا لاتفاق أبرمته مع بروكسل في 2016 مقابل مساعدات من الاتحاد.

وقبل قرار اليونان بسويعات، مارست رئيسة حزب الخضر الألماني أنالنا باربوك ضغطا لأجل التوصل لحل “مناسب بالنسبة للتعامل مع اللاجئين القادمين من سوريا”.

وبالنظر إلى مباحثات القمة الرباعية قالت باربوك الثلاثاء لإذاعة برلين براندنبورغ (أر.بي.بي) إنها تتوقع إصدار “بيان واضح تماما من جانبي المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي”.

وأضافت “يتعين على الأوروبيين، لاسيما ميركل وماكرون، أن يظهروا بشكل واضح للغاية لأردوغان أنه يتعين على تركيا السيطرة على حدودها والتوقف عن جعل اللاجئين أداة للعب”.

وشددت رئيسة حزب الخضر على ضرورة أن تقدم أوروبا تعهدات واضحة للغاية لتمويل اللاجئين في تركيا.

وكان أردوغان التقى مؤخرا رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في بروكسل على خلفية قرار لأنقرة بعدم الاستمرار في منع اللاجئين من دخول الاتحاد الأوروبي.

وبناء على ذلك جاء الآلاف من الأشخاص على الحدود التركية مع اليونان.

إغلاق الحدود في وجه اللاجئين
إغلاق الحدود في وجه اللاجئين

وتنص اتفاقية اللاجئين المعلن عنها في عام 2015 بين بروكسل وأنقرة على أن تتخذ أنقرة إجراءات ضد الهجرة غير الشرعية.

وفي مقابل ذلك يشارك الاتحاد الأوروبي في تمويل دعم اللاجئين في تركيا بإجمالي 6 مليارات يورو.

واستقبلت تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري في أكبر تجمع للاجئين على مستوى العالم، وهي تخشى أن تدفع القوات الحكومية السورية ثلاثة ملايين آخرين عبر الحدود إلى أراضيها من محافظة إدلب التي يسيطر عليها المعارضون.

ودعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى وقف المهاجرين من أفغانستان وباكستان وأفريقيا إلى جانب سوريا الذين يحاولون عبور الحدود.

وقال مسؤول تركي لوكالة رويترز، لم تكشف عن هويته، إن المؤتمر سيشمل بحث “الدعم الذي يمكن تقديمه لتركيا وما يمكن عمله بعد محادثات أردوغان في بروكسل وتقييم زعماء الاتحاد الأوروبي”.

5