أوركسترا النور والأمل المصرية تحتفل بالمرأة العمانية

الفرقة قامت بـ32 جولة ونالت إعجاب المستمعين في القارات الخمس.
الأربعاء 2024/10/16
نافذة أمل مشرعة على المستقبل

فاطمة ومروة وجيهان ومريم ونهلة وأخريات، نساء كلهن إصرار على تحويل المستحيل إلى ممكن بغض النظر عن كونهن كفيفات، انخرطن في فرقة أوبرا وأبدعن في الوصول إلى قلوب الناس بمعزوفاتهن.

مسقط - تحتفل دار الأوبرا السلطانية مسقط بيوم المرأة العُمانية الذي يصادف السابع عشر من أكتوبر من كل عام بفقرات موسيقية تقدمها عازفات الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية، بمشاركة الأوركسترا النسائية “النور والأمل”، وعازفة البيانو نور عيادي.

وتشارك الدار سنويا في الاحتفاء الوطني بهذا اليوم في حفل موسيقي يتوّج إنجازات المرأة العُمانية في عدة مجالات، منها الموسيقى والفن والمجتمع، تكريما لها واعتزازا بمساهماتها الفعّالة في تنمية المجتمع، وتعريفا بدورها الحيوي في الحفاظ على التراث العُماني في الفنون الشعبيّة والموسيقى والغناء.

ويتضمن برنامج الحفل معزوفات لفرقة الأوركسترا النسائية “النور والأمل” للمكفوفات، التي تُعد أول فرقة موسيقي​ة من الكفيفات في مصر، وبمشاركة متميزة من قبل عازفة البيانو المغربية الفنانة نور عيادي التي ستعزف مقطوعات من أعمال موتسارت.

“الموسيقى هي اللغة الأم الأولى للإنسانية”، حكمة صينية قديمة، بدت وكأنها شعار يرافق نساء أوركسترا النور والأمل: فاطمة ومروة وجيهان ومريم ونهلة وأخريات. نساء كلهن إصرار على تحويل المستحيل إلى ممكن، ومنهن شيماء يحيى زكريا، إحدى عازفات الكمان التي تحدثت لدويتشه فيله عربية عن تجربتها الموسيقية. وتقول شيماء “لكل إنسان دور في الحياة، بغض النظر عن كونه كفيفا، لذلك فإن الموسيقى هي طريقي في الحياة. رسالتي للجميع هي أن الإنسان الكفيف إنسان عادي له حقوق وعليه واجبات”.

حح

وتأسست جمعية الأمل والنور في العام 1954 كأول جمعية في الشرق الأوسط، حملت على عاتقها رهان رعاية وتأهيل وإدماج المرأة في المجتمع. وفي مطلع الستينات تأسس المعهد الموسيقي للجمعية الذي انطلق بـ15 فتاة لتعلم أصول الموسيقى. وتطور المعهد، حيث أصبح يضم الآن أكثر من خمسين عازفة محترفة. وقد تأتى ذلك بفضل إشراف آمال فكري، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، على فرقة الأوركسترا لأكثر من أربعة عقود.

وتصف فكري السيدات أعضاء الفرقة الموسيقية اللواتي يخضن هذه التجربة الفريدة بأنهن “بنات شرقيات محجبات، تعلمن ودرسن الفن”، معتبرة إياهن “نافذة أمل مشرعة على المستقبل”.

وتشرح العازفة شيماء المسار الذي قطعته هي ورفيقاتها في المعهد قائلة “التحقت بالمعهد قبل اثنين وعشرين سنة، وكان عمري وقتها ثماني سنوات، وكان ولا يزال الحفظ هو طريقتنا الوحيدة. وذلك بواسطة طريقة ‘برايل’، التي تحول النوتات إلى إشارات وحركات نتلمسها ونعتمد عليها في دراستنا”.

وتمكنت الأوركسترا من كسر المألوف في فن الأوبرا، أي العزف دون نوتات وبدون قائد يقف أمام الفرقة على الخشبة ليدير العزف والعازفين بعصاه المعهودة. فعوض ذلك يقف الدكتور عثمان علي، قائد الفرقة منذ العام 2000، للحظات أمام الفرقة وأحيانا خلفها، ليطرق بأصابعه طرقتين معطيا الانطلاقة. بعدها ينساب العزف رقيقا في بعض الأحيان، وصاخبا في أحيان أخرى، بحسب المقطوعة الموضوعة على البرنامج الذي يضم أكثر من عشرين عازفا، والذي حفظته العازفات عن ظهر قلب.

وحين سألت دويتشه فيله عربية عثمان علي إن كان يتطلب منه ذلك مجهودا إضافيا؟ كان جوابه “نعم، إنه مجهود أتابع من خلاله كل عازفة على حدة، لأن الإشكال الذي يطرح أمامنا هو العزف ضمن الجماعة، فكل واحدة بإمكانها العزف بمفردها. لكن العزف بشكل جماعي يطرح صعوبات إضافية استطعنا التغلب عليها”.

حح

وفي كل حفلات الفرقة يستمتع الجمهور الحاضر بعدة قطع موسيقية من بينها أوبرا حلاق إشبيلية لصاحبها الإيطالي جواكينو روسيني، والسيمفونية رقم 40 لموزارت التي تعتبر من أشهر السيمفونيات في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، بالإضافة إلى باليه زوربا للموسيقار العالمي ميكيس تيودوراكيس التي تتميز بالإبهار وتكامل العناصر الفنية. ولم يفت الفرقة الموسيقية عزف بعض القطع الموسيقية العربية لكبار المؤلفين الموسيقيين العرب مثل أبوبكر خيرت وأحمد أبوالعيد ورياض السنباطي.

وتعتبر آمال فكري أن سنة 1987 هي سنة النضج الفني للفرقة. وتصفها بأنها “السنة التي اكتملت فيها معالم العزف الاحترافي”، لتبدأ بعد ذلك رحلة العروض العالمية. وكانت الانطلاقة من العاصمة فيينا التي زارتها الفرقة في العام 1988، ليصل الآن عدد البلدان التي زارتها أوركسترا النور والأمل المصرية لإحياء حفلاتها إلى 28 بلدا في كل القارات.

وتتحدث آمال فكري بفخر عن جولات الفرقة حول العالم، وتشير إلى 32 جولة قامت بها الفرقة، ونالت إعجاب المستمعين في القارات الخمس. وتقول إن أوركسترا النور والأمل زارت 27 دولة، بينها 15 دولة عربية، بالإضافة إلى 5 دول أوروبية و5 آسيوية، وكندا وأستراليا.

18