أهالي بنغازي يقبلون على المكتبة العائمة "لوغوس هوب"

الكتاب خير منير للطريق نحو الحضارة والتقدم، تماما كما هو خير جليس، لذلك أقبل الليبيون في مدينة بنغازي على زيارة المكتبة العائمة لاقتناء الكتب التي تنوعت موضوعاتها من العلوم إلى الأدب وحتى الطبخ، واهتمت بكل الفئات العمرية.
بنغازي (ليبيا) ـ رست مكتبة “لوغوس هوب” الدولية العائمة في ميناء بنغازي، واستقطبت حوالي 20 ألف زائر، بحسب القائمين عليها.
وتضم المكتبة العائمة مجموعة كبيرة من الكتب تتراوح موضوعاتها بين العلوم والرياضة والطهي والفنون والطب والقواميس واللسانيات باللغتين العربية والإنجليزية.
ورحب رئيس المجلس البلدي في بنغازي الصقر بوجواري بقدوم الباخرة إلى ميناء بنغازي وإقامة معرض كتاب عائم على متنها، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي في إطار انتقال المدينة من حالة الحرب والفوضى التي خاضتها وانتهت بانتصارها على الإرهاب إلى حالة الاستقرار والأمن.
وقال أحد المشرفين على السفينة اسمه رونالد لابين “أتينا إلى ليبيا لتقديم العلم والأمل، كنت أتمنى أن نزور مدنا أخرى، لكن ذلك لم يكن ممكنا، ونحن هنا لنصنع حدثًا للناس وتكوين صداقات ومشاركة الكتب معهم وتقديم كل مساعدة ممكنة”.
السفينة تعود إلى منظمة "كتب جيدة للجميع" الألمانية محملة بأكبر مكتبة عائمة في العالم وتجوب العالم منذ 1970
وأضاف “أكثر من 20 ألف زائر موجودون بالفعل هنا في بنغازي، يمكنك أن ترى أن سكان بنغازي سعداء جدا بزيارة سفينتنا، كما أن أعضاء طاقمنا من 58 دولة سعداء جدا بلقاء الشعب الليبي هنا في بنغازي على متن السفينة. إنهم يأتون لشراء الكتب. يوجد العديد من الكتب، ومنها كتب الأطفال، وحتى كتب الطب والهندسة والكمبيوتر والمحاسبة ومختلف الموضوعات”.
وكشف أن السلطات في بنغازي طلبت إزالة بعض الكتب من العرض بعد الجدل الذي سبق الزيارة، وتابع “لقد عملنا مع الحكومة هنا وقاموا بإزالة بعض الكتب التي لا أعتقد أنها قرأتها حقًا”، وبعض الكتب التي قاموا بإزالتها خاصة بالأطفال، وهي باللغة الإنجليزية، وأوضحت وزارة الثقافة أن قرار المنع جاء بسبب مخالفة الكتب الممنوعة لقانون المطبوعات رقم 76 لسنة 1972، مبينة أنها طلبت من الجهات المعنية سحب الكتب الممنوعة من المعرض وعدم السماح بعرضها أو تداولها.
وقبل رسو السفينة في ميناء بنغازي سبقها جدل كبير حول طبيعة المهمات التي تجوب بحار العالم من أجلها دون توقف لسنوات عديدة، وحديث من الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية عن البعثات التبشيرية.
وأدار الكثير من الليبيين في بنغازي ظهورهم لهذا الجدل العقيم بالنسبة إليهم، وتوافدوا على اقتناء كنوز المعرفة التي جلبتها لهم السفينة من الخارج.
وقالت رحاب عثمان شنيب (49 عاما) “حضور السفينة أو المكتبة العائمة إلي مدينة بنغازي هو حدث أثار ضجة كبيرة جدا، حضور كبير جدا من المواطنين أراه من وجهين، أنا حضرت في الافتتاح وقمت بجولة اطلعت خلالها على الكتب المتنوعة، منها ما هو باللغة الإنجليزية ولغات أخرى متداولة عالميا، وهناك الكثير من الكتب العربية. أنا اقتنيت ثلاثة كتب؛ كتاب “النقد الثقافي” و”الواقعية في القصة الفلسطينية القصيرة” وكتاب آخر يخص علم الاجتماع”.
وتراوحت موضوعات الكتب بين العلوم والرياضة والطهي والفنون والطب والمعاجم واللسانيات باللغتين العربية والإنجليزية.
وقالت حنان الشهيبي، وهي من زوار المعرض، “قمنا بجولة اطّلعنا فيها على الكتب كلها وهي تشمل كل الفئات والعناوين، منها ما هو للأطفال وللنساء وللشباب، وهناك مراجع قيمة يستحقها الباحثون وطلبة الدراسات العليا”.
وتعتقد الصحافية الليبية هند الهوني أن “زيارة المعرض العائم لبنغازي خطوة مهمة في إحياء النشاط الثقافي للمدينة وإخراج سكانها من ضغوط الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد بشكل عام”.
وعن رأيها في الكتب المعروضة على ظهر الباخرة تقول “لاحظت قلة الكتب في قسم الأدب العالمي، والتميز في كتب الأطفال والنساء، لكنني أرى أن زيارة المعرض تمثل تجربة فريدة من نوعها؛ تجربة للأطفال مع تخصيص جناح خاص مزين بروائع أدب الطفولة، بالإضافة إلى أنشطة مميزة بأفكار جديدة لهم”.
وتعود السفينة إلى منظمة “كتب جيدة للجميع” الألمانية، وهي محملة بأكبر مكتبة عائمة في العالم وتجوب العالم منذ عام 1970 واستقبلت على متنها أكثر من 40 مليون زائر في 160 بلداً.