أهالي الرهائن الإسرائيليين يخشون التخلّي عن أقاربهم

الحكومة الإسرائيلية تحدد هوية 120 رهينة تم اختطافهم من قبل حركة حماس الفلسطينية.
الاثنين 2023/10/16
انتكاسة أمنية تاريخية

القدس - يتصاعد الغضب بين أهالي الرهائن الإسرائيليين بعد اختطاف العشرات من قبل حركة حماس الفلسطينية وغياب أي معلومات عن مصيرهم وعدم وجود قناة تفاوض رسمية بشأنهم.

وبعد أسبوع من عدم اليقين حدّدت الحكومة هويات 120 رهينة من المدنيين والجنود الإسرائيليين والأجانب. ولكن من المحتمل أن يكون قد تمّ نقل 150 بالغاً وطفلاً ورضيعاً إلى الأراضي الفلسطينية، من دون معرفة ما إذا كانوا أحياء أم أمواتاً.

وتناشد هذه العائلات “أي شخص أو منظمة أو بلد” يمكنه مساعدتها على تحرير أقاربها، معتمدة على فيديو أو اتصال هاتفي لإثبات أنهم على قيد الحياة.

الجيش الإسرائيلي يقصف قطاع غزة، ردّا على الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من أكتوبر الجاري وقد خلّفت الغارات أكثر من 2300 قتيل في الجانب الفلسطيني

وخلال مؤتمر صحفي قالت يفرات زايلر عمّة كفير (9 أشهر) وأريئيل بيبس (4 سنوات) اللذين خطفا مع والدتهما شيري “إنّهم مدنيون أبرياء. ولهم حقوق. يجب الضغط على تركيا ومصر حتى يتمكّن الصليب الأحمر من زيارتهم”.

وأضافت وهي تبكي أمام الكاميرات “علينا أن نعيدهم إلى وطنهم أحياء. لقد تمّ اختطافهم أحياء، ويجب أن يبقوا على قيد الحياة”.

ولم ترد حتى ظهر الأحد أنباء عن جهود دولية لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وبالإضافة إلى الوساطة المحتملة من جانب مصر -وهي مفاوض معتاد بين إسرائيل وحماس- يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واللجنة الدولية للصليب الأحمر إنهما يجريان محادثات مع حركة حماس.

وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني الخميس “باعتبارنا وسيطا محايدا، نحن على استعداد للقيام بزيارات إنسانية وتسهيل التواصل بين الرهائن وأفراد أسرهم وتسهيل أي عملية إطلاق سراح في نهاية المطاف”.

ويقصف الجيش الإسرائيلي منذ أيام قطاع غزة، ردّا على الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من أكتوبر الجاري. وخلّفت الغارات أكثر من 2300 قتيل في الجانب الفلسطيني، معظمهم من المدنيين، بينهم أكثر من 700 طفل، وفق السلطات المحلية.

وقال الجناح المسلّح لحركة حماس إن خمسة إسرائيليين وأربعة أجانب على الأقل محتجزين رهائن في غزة قُتلوا في غارات إسرائيلية، مشيراً إلى مقتل 22 منذ السبت الماضي، دون أن يتم تأكيد ذلك من مصدر آخر. وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه عثر خلال عملية توغّل على “جثث” لبعضهم.

وحتى هذه اللحظة لم تشر إسرائيل إلى أيّ قناة للتفاوض، لكنّها عيّنت “مرجعًا” للعائلات، هو غال هيرش الجنرال المقال والغارق في قضية فساد، وقد تعرّض تعيينه لانتقادات كثيرة.

وقال تساحي هنغبي مستشار الأمن القومي للحكومة الإسرائيلية السبت “نحن لا نتفاوض مع عدو وعدنا باستئصاله من على وجه الأرض”.

وبالنسبة إلى رونين تسور المتحدث باسم العائلات “يعني هذا بكل بساطة أنّ الحكومة الإسرائيلية اختارت التخلّي عن الأسرى والمفقودين كإستراتيجية”.

واجتمع أقارب الرهائن السبت في إطار “منتدى أهالي الرهائن والمفقودين”، وهو منظمة تهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي من أجل إطلاق سراح الأسرى.

الغضب يتصاعد بين أهالي الرهائن الإسرائيليين بعد اختطاف العشرات من قبل حركة حماس الفلسطينية وغياب أي معلومات عن مصيرهم وعدم وجود قناة تفاوض رسمية

واتّخذ حوالي مئة من هؤلاء مكتبَ محاماة مقرّا، حيث خصّصوا ثمانية أقسام لإدارة “مفاوضات دبلوماسية” و”استقبال العائلات” وجمع التبرّعات.

ويقف وراء استثمار هذا المقر الرئيسي الواقع في وسط تل أبيب رجل أعمال يفضل عدم الكشف عن هويته، ينتقل من “مكالمة هاتفية مع مستشار الفاتيكان” إلى طلب بيتزا للمتطوّعين.

ويقول الخمسيني وهو أيضاً ضابط احتياط “السبت الماضي، عندما فهمت ما كان يحدث (مع الرهائن)، فكّرت على الفور أنّني للمرة الأولى لن أخوض هذه الحرب بالزي العسكري، وإنما من خلال اتصالاتي”.

ويُجري المنتدى اتصالات مع المنظمات الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي يطلب منها التفاوض بشأن وصول المساعدات الإنسانية وحقوق الزيارة إلى الرهائن.

وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى فرنسا دانيال شيك “لقد شكلنا هذا الفريق من حوالي عشرين دبلوماسياً سابقاً، ولكن تقف وراءنا دوائر تجمع كلّ دول العالم”. وأضاف “نحن هنا لتقديم خبرتنا وأفكارنا واتصالاتنا في خدمة هذا المشروع الكبير التابع للمجتمع المدني، والذي يتمثّل في دعم العائلات”.

وبينما ينتقد جزء من السكّان السلطات بشدّة بعد الانتكاسة الأمنية التاريخية التي تعرّضت لها إسرائيل، يؤكّد الدبلوماسي أنّ القناة الموازية “لا تحل محلّ عمل الحكومة”.

6