أندر المخطوطات في العالم مهملة في موريتانيا

نواكشوط- كشفت دراسات وبحوث قام بها باحثون في مجال المخطوطات والوثائق التاريخية أن موريتانيا تضم عددا هائلا من المخطوطات النادرة، حيث يقدر عددها الإجمالي بأكثر من 40 ألف مخطوط موزعة على 700 مكتبة عمومية وخاصة، ويتواجد أغلبها في المدن الأثرية (ولاته، ودان، تيشيت وشنقيط) وهي مدن مصنفة على لائحة التراث العالمي من قبل اليونيسكو، إضافة إلى آلاف المخطوطات الموريتانية خارج البلاد، ومنها تلك المحفوظة في المكتبة القومية بالقاهرة وكذلك في المكتبة الوطنية بباريس وفي بعض مكتبات مدينة تمبكتو الإسلامية التاريخية.
وتصنف المخطوطات الموريتانية إلى مخطوطات عربية إسلامية متنوعة ومخطوطات عربية إسلامية بشروح موريتانية ومخطوطات موريتانية تعالج 12 فنا من مختلف فنون العلم والمعرفة والنحو والسيرة واللغة والحساب والأدب وعلم الفلك والطب.
ومن أندر هذه المخطوطات الجامع لابن يونس في فقه المالكية، المزخرفة عناوين فصوله وحواشيه بماء الذهب والفضة والعقيق. بخط أندلسي دقيق، وكتاب الضروري في صناعة النحو لابن رشد، وخطوط تصحيح الوجوه والنظائر من كتاب الله العزيز للحسن بن إسماعيل العسكري، ومروج الذهب للمسعودي، وكتاب الإشارة في تدبير الإمارة “السياسة” لمحمد أبي بكر الحضرمي المرادي.
وتمتاز المخطوطات الموريتانية بخصائص عديدة من أبرزها كونها جمعت وحفظت في بيئة بدوية وصحراء مفتوحة لا ترحم المخطوطات، وتنعدم فيها وسائل الحفظ حيث يعيش المخطوط والإنسان والحيوان في مكان واحد.
وتختلف طرق التوثيق والتخزين لهذه المخطوطات والكنانيش التي يتم تنظيمها بطريقة عشوائية بحيث يجمع المخطوط الوثائق والعقود والمؤلفات التي لا يجمعها موضع واحد.
واهتم الموريتانيون، رغم قسوة الطبيعة وشظف العيش وظروف التنقل والرحلات في صحرائهم الشاسعة، بالعلوم وتحصيل المعارف، فجمعوا ثروة علمية هائلة من المخطوطات من شتى بقاع العالم، واستنسخوا الكتب وألفوا وأضافوا من إبداعاتهم.
هذه المخطوطات لعبت رحلات الشناقطة إلى الحج الدور الأبرز في جمعها، حيث حرص الشناقطة على اقتنائها والحصول عليها مهما بلغ ثمنها، ونقلت بعض الروايات المتداولة أن إحدى فتيات مدينة تيشيت التاريخية اشترت شرح بن حجر لصحيح البخاري بقيمة 70 حقا من الإبل ذهبا أوقفتها على المكتبة، كما اشترت القاموس المحيط للفيروز أبادي بعشرين بعيرا.
ومن أقدم مخطوطات موريتانيا نسخة من كتاب “المسعودي في تاريخ العرب” على ورق الغزال، وهي نسخة نادرة تعود إلى سنة 335 هجري، إضافة إلى مخطوط من كتاب “الوجوه والنظائر” لأبي هلال العسكري يعود إلى سنة 480 هجري.