أنثى القرد تفطم صغارها مستعينة بقريباتها في إرضاعها

باحثون يؤكدون أن تناوب عدد من إناث القردة على إرضاع أحد الصغار لا يؤثر على نجاح تناسلها.
الجمعة 2019/03/01
القردة تحرص على أن يشتد عود صغارها قدر الإمكان أثناء الصيف

بكين - قال باحثون من أكثر من دولة إن عدة إناث من القردة الذهبية فطساء الأنف يمكن أن تتناوب على إرضاع صغير واحد. وبحسب الباحثين، فإن تقسيم إناث القردة عملها بشأن إرضاع الصغار، يحسن فرص بقاء نسلها.

وأكد الباحثون تحت إشراف زوفو شيانغ، من الجامعة الجنوبية المركزية للغابات والتقنية في مدينة تشانغشا الصينية، أن تناوب عدد من إناث القردة على إرضاع أحد الصغار لا يؤثر على نجاح تناسلها.

وأوضحوا أن إنتاج الحليب وما به من مواد مغذية وهرمونات وفيتامينات أو مواد ناقلة للخلايا المناعية، عمل يستنفد الكثير من طاقة الأمهات، حيث أن صحة الأنثى المرضعة، وربما نجاحها في التناسل، قد يعانيان في السنوات التالية للرضاعة، خاصة في الأوقات التي تنضب فيها الموارد “وفي ضوء ذلك يمكن أن نفترض أن الأنثى يمكن أن تفكر أكثر من مرة قبل أن ترضع صغار غيرها، وتستغني بذلك عن موارد ثمينة”، ولكن هذا ليس هو الحال.

وراقب الباحثون على مدى خمس سنوات تجمعا من القردة الذهبية فطساء الأنف، في منتزه وطني وسط الصين، وذلك بعد أن قسموها إلى عدة مجموعات، كان في كل منها قرد ذكر والعديد من الإناث، بالإضافة إلى الصغار.

تقسيم إناث القردة عملها بشأن إرضاع الصغار، يحسن فرص بقاء نسلها
تقسيم إناث القردة عملها بشأن إرضاع الصغار، يحسن فرص بقاء نسلها

وكانت غالبية الإناث تنجب في الفترة بين شهري مارس ومايو، وذلك لأن الظروف المعيشية لهذه القردة تكون قاسية في أعالي الغابات مطلع فصل الشتاء، في نوفمبر. لذلك، تحرص القردة على أن يشتد عود صغارها قدر الإمكان أثناء الصيف، حتى لا تُعرِض صغارها للخطر.

وتبين للباحثين الذين استطاعوا التمييز بين القردة بناء على شكلها، أن 40 بالمئة من إجمالي القردة الصغار البالغ عددها 46 قردا رضيعا (87 بالمئة من المواليد) أُرضِعَت من قِبل أكثر من أنثى، حيث رضع نصفها تقريبا من أنثيين أخريين، على الأقل، إلى جانب أمهاتها.

وبدأت المرضعات ترضع صغار غيرها بالفعل في أول الأيام التالية للولادة، وفي سن ثلاثة أشهر كانت أمهاتها فقط هي التي ترضعها. ومن ناحية المبدأ، فإن التناوب على إرضاع القردة حديثة الولادة كان يتم من قبل إناث من داخل المجموعة التي يتبعها الصغار، وغالبا ما كانت الجدات والخالات هن من تقوم بهذا الدور.

واكتشف الباحثون أن دعم القردة بعضها البعض في الإرضاع يستند إلى المنفعة المتبادلة، فأنثى القرد التي تترك ابنها لأنثى غيرها ترضعه، تقوم في وقت لاحق بإرضاع أبناء هذه الأنثى. كما أن إرضاع الأم صغارا غير صغارها يصبح مجديا لها لأن كثرة الإرضاع تحفز إنتاج الحليب.

24